عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 30-05-2011, 12:15 PM   #4
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الحلقة الرابعة والأخيرة (بُثّت في 6/5/2011)

سؤال: تحدثنا في السابق عن الأزمة المالية العالمية. في أي مرحلةٍ نحن اليوم من هذه الأزمة؟

جواب: يصعب التنبؤ بمعرفة المرحلة التي نمر بها الآن. فبالإضافة للأزمة المالية، هناك أزمة بيئة عالمية وأزمة طاقة وأزمة غذاء وأزمة مياه، ونحن أمام اتحاد أزمات يصعب تحديد شكل الانعطاف لمسارها.

هناك نقطة تهم الجميع، وهي أننا كنا نفكر أن كل شيء ممكن أن يكون متاحاً، وهذا غير صحيح. سأضرب مثلاً: لا أحد يعرف ماذا حدث على وجه الدقة في خليج المكسيك، وماذا كانت تفعل شركات النفط في تلك المنطقة، إن هذا سيكشف أن هناك من توجه الى كل مصادر الطاقة في كل مناطق العالم.

إن العالم الغني اليوم يعيش في أزمة، فكيف لنا أن نتصور دول مثل بنغلاديش ودول البحر الأبيض المتوسط التي كانت تعيش على هامش عصر النفط. لا أحد يفكر بذلك، إن التفكير منصب على كم طائرة مقاتلة لدينا وكم رأس نووي وكيف ستسبق الدولة س الدولة ص، إن قادة العالم يمارسون قيادتهم بمنتهى الغباء.

سؤال: عند هذه النقطة أريد أن أسألك: أليس ذلك التهويل من قبل أغنياء العالم هو سياسة موجهة كي لا يفكر الآخرون ؟

جواب: بالضبط، إن (القرد) لا يريد الآخرين أن يفهموا، كم هي نسبة البشر التي تعرف المعلومات الدقيقة نصف بالمائة، واحد بالمائة؟ العالم بالنسبة ل 99% من سكان العالم هو عالم افتراضي واهم، لا يستطيع أغلبهم التركيز عما يجري بالضبط. قد تذكر جريدة معينة في منطقة معينة في العالم وعلى الصفحة الخامسة والعشرين وبخط عنوان صغير، كم من البشر سيقرأ تلك المعلومة، في حين تتصدر الصحف ومحطات التلفزة أخبارٌ لو تفحصناها لوجدناها عادية وشريرة في أغلبها. أنا لا ألوم الناس، فربة منزل تعيش في قرية نائية ستنظر الى العالم من خلال برامج التسلية والتضليل الإعلامي، وليست معنية بتتبع أدق التفاصيل..

سؤال: هناك احتياطي هائل من النفط والغاز في كثير من الدول لماذا تخويف العالم من أزمات غير موجودة؟

جواب: صحيح، هناك احتياطي، لكن هل يكفي لعشرين أو ثلاثين عاما؟ وماذا بعد؟ إن حياة قرن أو أزيد بنيت كل حضارتها على النفط والغاز وهوامشهما ستكون نهايتها مأساوية، كيف سيتنقل الناس وكيف سينقلون بضائعهم، وأين ستذهب كل المصانع والمنتجات التي عاشت على افتراض وجود النفط والغاز؟

سؤال: هل سيهاجمون الدول التي فيها النفط، كإيران مثلاً؟

جواب: نعم، هم لا يفكرون في احتلال بلدان، لكنهم يفكرون ويعملون ليلاً نهاراً، لتدمير تلك البلدان بوسائل حربية مختلفة، لتقليل سكانها أو حتى إفناؤهم، دون أن ينزلوا على الأرض.. هكذا تفكر الولايات المتحدة وإسرائيل، بعد العراق وأفغانستان، لن تخوض الدول الإمبريالية حروباً برية، سيبتكرون وسائل مختلفة لتفني الشعوب نفسها بنفسها، بتحريض مخطط له من قبلهم.

سؤال: هل ستنهار الولايات المتحدة أم ماذا؟

جواب: لغاية الآن، الأمور متيسرة للأمريكان لاستهلاك أعلى نسبة من نفط وغاز العالم، فلا حروب داخل الولايات المتحدة ولا قلاقل محلية من شعبها، لكن عندما تقل موجودات النفط والغاز ويصبح متعذراً على الأمريكي الحفاظ على نفس المستوى من الاستهلاك، ستظهر مشاكل فيما بين الأمريكيين.

سؤال: هل ستزداد الخلافات بين الولايات المتحدة وأوروبا؟

جواب: أمريكا وأوروبا هم المليار الذهبي، الذي نهب العالم، ويرشح من هذا المال المنهوب ما يسكت الطبقات المتوسطة فيهما. ويضرب المتحدث مثلاً فيقول تخيلوا هذه الصورة: طاولة غنية عامرة بأفخر أصناف المأكولات، ويرمي من يجلسون عليها بقاياهم لمن هم خلفهم أو تحتهم. وعندما تصبح الطاولة خاوية سينظر الآخرون باستغراب (ما الذي حصل؟).

سؤال: هل ستشن أمريكا حروباً أخرى؟

جواب: نعم، إنهم سيشنون حروباً أخرى، لإشعار العالم أن الدول التي تملك النفط هي سر مشاكل العالم، فعندما تشن أي حرب، سيرتفع النفط وتقل إمداداته، فترتفع معها وتيرة انزعاج العالم الغربي من ذلك البلد فيصطفون وراء الولايات المتحدة لضربه...

لكن هذا لن يغير شيئاً، بل سيؤجل انهيار الإمبراطورية الأمريكية قليلاً، سنة أو سنتين، حيث لا تزال بعض ملامح القوة موجودة في أمريكا (السلاح والبرامج الثقافية)، لكن من ناحية المال، فأمريكا لم تعد سيدة العالم. انظروا الى اليونان كيف عندما قلت أموال أثريائه توقف سقوط الطعام من مائدتهم الفارغة. وهذا سيحدث في أيرلندا والبرتغال وأسبانيا حتى يصل للولايات المتحدة نفسها.

سؤال: هل سيظهر نظام عالمي جديد؟

جواب: إن ما يحصل في المنطقة العربية، سيحصل في أسبانيا واليونان وأوروبا وكل مناطق العالم، لأن النُخب الحاكمة أصبحت عاجزة ومفلسة لتحقيق الحياة المقبولة لمواطنيها. ومن هنا فإمكانية ظهور نظام عالمي جديد واردة جداً.

سؤال: هل الفوارق في أمريكا وتفوقها على أوروبا سيخلق طلاقاً بين الاثنين؟

جواب: من قال أن أمريكا أفضل من أوروبا، إن حضارة أوروبا أعمق وأفضل، ومؤسساتهم المدنية أقوى وأكثر رسوخاً. في أمريكا يجتمع مجلس إدارة شركة ويستغني عن عشرات الآلاف من العمال. انظروا الى (ديترويت) حيث صناعة السيارات، كان عدد سكان الولاية ثلاثة ملايين، الآن سكانها يزيدون عن نصف مليون بقليل... هذه هي أمريكا، تذبح شعبها وشعوب غيرها دون رحمة. في أوروبا غير موجود مثل ذلك إطلاقاً.

سؤال: هل تضع إشارات حول الديمقراطية الأمريكية؟

جواب: لم يكن في أي يوم ديمقراطية في أمريكا، إنها سلالات ضيقة تتبادل الأدوار في مواقع الحكم لا أكثر. سلالة كندي سلالة بوش والتي لا زالت تحكم حتى في ظل حكم (أوباما). ودهائهم يتمثل في إقناع شعبهم أن لديهم ديمقراطية!

هذا موجود في أوروبا أيضاً، لكن في أمريكا لا يوجد حتى رائحة للديمقراطية. إن أصحاب البنوك هم من يعينون الحكام والنواب ضمن لعبة يستطيع أي مراقب بسيط اكتشافها.

سؤال: أوباما عندما جاء الى الحكم قال أنه سيقوم بالتغيير، هل قام به فعلاً؟

جواب: أوباما، جاء كعملية تجميل للنظام الأمريكي، فمن اقترحه بهذا اللون وهذا الشكل وهذه القدرة البلاغية، راهن على تجميل قبح تناقل السلطة في الولايات المتحدة. لكن، إن كان بوش الابن هو أسوأ رئيس جاء للولايات المتحدة، فإن أوباما سيكون ثاني أسوأ رئيس.

سؤال: ماذا ستفعل الإدارة الأمريكية بتركة بوش؟

جواب: إن تركة بوش ثقيلة في العراق وأفغانستان وما سيجري غيرهما من بقايا ملفات. وهذا يعتمد على إن ظهر عقلاء في النخبة الأمريكية يستكينون ويقبلون بالتطورات في العالم، ويمنعون الحروب، وأنا لا أرجح ظهور (روزفلت) آخر.

لذلك فإن موازين القوى هي التي ستمنع نشوب حروب جديدة، وهذا منوط بروسيا وأوروبا والدول العربية الآخذة في احتلال موقعها العالمي.


انتهى
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس