عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 11-06-2010, 05:08 AM   #5
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي


دقة قلبي وصوت نبضاتي
زعلانه مني
وبرضه الاقيها بتحاول
تنشف لي جبيني
تزرع علي خدودي الأمل
من بعد ماظهر
طيف السكات

كان جميلاً هنا التعبير عن هذه النفس ومحاولات نبضاتها تشجيع الإنسان،أي أن الأنا الخاصة بالإنسان
تحاول تحقيق نوع من التوازن في مواجهة الضعف المسيطر عليه ، وهذا الالتحام بين الفرد ونفسه وخلوه
من الصراع عنصر يساعد على إذكاء وقود الشعور الإنساني خاصة وأن غالب الشعراء كانوا يرون النفس
كائنًا انقلابيًا على الإنسان ، لذلك عندما يكون هذا التصالح المتمثل في محاولة الأنا تعديل مسار التفكير لدى
الإنسان فإن العمل يتخذ شكلاً أكثر جمالاً ورونقًا.
شافت جفوني بتتمايل
بتتاوب من التوهان

أشعر أن العلاقة بين حركة التثاؤب وحركة العين ضعيفة أو غير جوهرية
عشان حياتي كلها
عايشه ومكنونه
جوّا طيات القدرالمباح
وأناتي بتدّور سواقيها
وتقرّب مني
تديني السقوه
من قبل ميعادها
وتفرد جناحتها
عالأيام الباقيه فْ عمري

التعبير أناتي بتدور سواقيها حتى التعبير ف عمري كان فيه تشبيه جميل رائع للغاية
يتسم بالشبه بين حالة النفس وحالة التيه الدائري غير المنتهية. وكان اكتمال عناصر
البيئة التشبيهية حاضرًا بقوة في السواقي ، تديني السقوة والتي هي حالة الحزن والألم
المسيطرة على الشاعر لكن تعبير تفرد جناحتها عالأيام مع ما فيه من استيحاء للفكرة
من خلال هذه الصورة إلا أنه ضاعت قوة هذا التشبيه الرائع بسبب عدم وجود علاقة
بين السقاية من ناحية وخصائص فرد الجناح من ناحية أخرى ، وإن كان من الممكن
أن يكون التشبيه معبرًا عن زاويتين مختلفتين من حيث النظر إلى دلالة الصورة وفي
هذه الحالة فلا يكون هناك ماخذ على هذا التشبيه ، فالحياة لها صورة الساقية ولها
صورة الطائر وهما حالتان حركيتنان مستمرتان إن اختلفتا في المقدار والكمية.
واللي انا عايشه
وأرضه شراقي
وبرضه الاقيها
ماده إديها بتـدوّر
بيـن أنقاض أيامي البور
عن دمي المستباح
عايزه تلاقي أي بواقي
في أي طريق متداري
بين جدران الحياه
تلمح فيه ، أي نسمة أمل
ممكن تخطفني
تخفف عني
تشيل الغمه عن جفني
لجل مافوّق ، أحاول ادوّر
وافضل اجرّب
أطل واشوف
يمكن الاقي جواب
علي السؤال الساكن
في أحلامي
في أواااخر السطر


كان الختام على السؤال الساكن في أواخر السطر ختامًا جيدًا للقصيدة والذي لخص التجربة كلها
والتي هي حالة من المحاولة للإجابة على أسئلة النفس أنى لها الخروج من هذه الحالة الكئيبة
من الضيق والشعور بالانهزام ، هي حالة شخصية للغاية فردية ولكنها عميقة نجحت في إيصال
الفكرة حينًا وفشلت آخر .ووجود كلمة أواااخر السطر في آخر السطر كانت ختامًا جيدًا للقصيدة
تدل على وعي الشاعر بكيفية استخدام العبارات التي يريد بها ختم القصيدة في المكان المناسب.
كما أن تعبير السؤال الساكن كان تعبيرًا ابتكاريًا كان التشخيص فيه مساعدًا على الإشعار بهذا
الثقل ،كما أن سكنه في الأحلام يدل على هذا القلق الذي منع الشاعر من الاستمتاع بجمال الحلم
وتعبير في أوااخر السطر عبر عن العمر الذي يمر دون وجود إجابة على هذا التساؤل .
القصيدة بها قدر كبير من التعبيرات الابتكارية الجيدة ، والتي دلت على حسن توظيف هذه الصور
وفقًا للحالة ، كما أنها تمحورت على الذات بشكل كلي وهذا منطقي لأن الذات هي موضوع القصيدة.
بالمقابل : فقد كان التمحور على الذات مؤديًا إلى الدخول الموغل في خباياها والبُعد في جزء ملحوظ
من القصيدة عن نقل الصورة إلى مجرد الوصف ،إضافة إلى تكرار العديد من الصور والتكرار غيرالمفيد
قصيدة جديدة فيها نقلات كبيرة أحييك عليها وأرجو لك دوام التوفيق ..دمت مبدعًا ،لك أحر التحية .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس