عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-06-2011, 12:50 AM   #100
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(95)
ولكننا بقراءة أخرى أكثر إمعانًا وإخلاصًا لا نلبث أن ندرك أن وراء هذه الدلالة المادية الواقعية دلالة أخرى رمزية تشف عنها القصيدة من خلال هذه الدلالة الواقعية ذاتها ، التي لا تتجرد عنها القصيدة إطلاقًا ، وتبدو لنا هذه الدلالة الرمزية بجلاء حين نقرأ القصيدة في إطار تجربة الشاعر في الديوان كله ، وهي تجربة الشاعر الريفي مع المدينة ، تجربة الإنسان الريفي المرهف الذي جاء إلى المدينة حاملاً في أعماقه كل براءة الفطرية الريفية وكل نقائها وصفائها ، فتصدمه المدينة بماديتها وجفافها وقسوتها ، ويفتقد فيها كل ما اعتاده في الريف من دفء العواطف وصدقها وعفويتها ، ومن عمق التعاطف وقوة الوشائح بين الناس ،فهذه المدينة "مدينة بلا قلب "- وهذا هو العنوان الذي اختاره الشاعر للديوان-تطحن الغرباء في زحام صخبها وضجيجها ،وتحرقهم بهجيرها اللافح .
حين نقرأ قصيدة سلة ليمون في ضوء تلك التجربة العامة في الديوان ، واضعين في الاعتبار تلك القرائن الخفية التي بثها الشاعر في القصيدة لتقودنا إلى تلك الدلالة الرمزية الخفية – من نحو ذلك التعاطف الغريب- الشاعر في القصيدة لتقودنا إلى تلك الدلالة الرمزية الخفية -من نحو ذلك التعاطف الغريب الذي يبديه الشاعر نحو الليمون ، وغير ذلك من القرائن التي سنشير إليها عند تحليلنا للمعنى الرمزي في القصيدة –نضع أيدينا على المدلول الرمزي للقصيدة ، فالليمون الذي فقد تحت أشعة شمس الميدنة المسنونة ما كان ينعم به في ظل القرية الوارف من نضارة واخضرار هو الشاعر ذاته ، الذي اصطلى بحر الميدنة وهجيرها وتجهمها وقسوتها ، بعد ما كان ينعم به من صفاء وظل حان وريف من التعاطف والود في القرية ، ولنذكر –في مواجهة شعاع الشمس المسنون الذي يجفف نضارة الليمون ونداوته-صرخة الشاعر الملتاعة ضد هجير المدينة في قصيدة أخرى:
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس