عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-06-2010, 08:38 PM   #2
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

يَمرُّ الضوءُ من رئتيكِ
في همسٍ
إلى رئتي
يُضيءُ الكونَ
نورًا مثلَ نورِ الفجرِ سيدتي
زرعتُ الشمسَ في عينيكِ
فاتنتي

جميل للغاية تعبير الضوء المار ّ من الرئة إنها امرأة ، قد ملأها الضياء حتى إنها لتتنفسه بل وهو الذي يمر إليها وكأنه مختنق يرى سبيل إضاءته من خلال رئتها مجمع النور في هذا العمر .
والتعبير زرعت الشمس في عينيك كان موفقًا لكن يثير التساؤل لماذا والشمس في عينيها يمر النور من رئتيها ؟ إن المحاولة لإبراز الكثرة في الصور قد تجئ على حساب المنطق فالاستعارتان يؤخذ – في رأيي المتواضع الشخصي- أحدهما لا كلاهما لكن ماذا أفعل إذا كان المبدع حريصًا على محاصرتنا بالصور الجميلة ؟ ربما تجعل الاستعارة الخاصة بالشمس لموقف آخر أو قصيدة آخرى ..

أصيدُ البحرَ في نومي
وأحملُهُ إلى النهرِ
وأسكُبُ ماءَهُ المالحْ
بطولِ النهرْ
وأرشُفُ رَشْفَةً منهُ
أُراهنُ كلَّ من حولي
على البحرِ ، وطعمِ الماءْ
إذا نادتْهُ عيناكِ
بأيِّ نداءْ
الله الله الله الله عليك .. رائع جدًا هذا البناء رغم ما فيه من بعض التفاصيل التي تجعل القارئ راغبًا في الاختصار لكن ما يميز هذا البناء أن الصورة واضحة لا تحتمل التأويل وكانت الاستعارة أو الصورة المجازية متميزة للغاية فهذه الحبيبة ليست فقط ضياء ً، بل ونهرًا من السكّر !! والأجمل أن حالة النوم هنا تأخذ دلالة عكسية فهي أشد حالات اليقظة والتصرف الواعي المتمثل في الترصد للبحر ثم نقله إلى النهر .هذا التعبير الذي يدل على ما قد يسمى بالعبثية هي عبثية تحدث إدهاشًا من خلال الخروج عن المنطق المألوف لإثبات ما هو منطقي ،فحمل البحر مع ما فيه من غرابة إلا أن الذي يشفع له هذا الوجود بل ويحفزه عليه هو تناسبه مع الحالة النفسية السعيدة والتي لا يجد معها العاشق إلا أن يخالف كل قوانين الطبيعة من أجل محبوبته وأن يصنع سلوكًا جنونيًامن أجلها ، لأن الحب في ذاته جنون ، لهذا كان التعبير عنه آتيًا من باب المعاملة بالمثل !!
يَذوبُ المِلْحُ في النشوى
وفي الإصغاءْ
في رأيي طالما راهنت فليس من المفيد كثيرًا ذكر هذه التفصيلة وكذلك كلمة من الإصغاء تكون أنسب لأن النشوى لا تنفك ّ عن حالة الإصغاء كلمة في أعطت فاصلاً زمنيًا بينهما .

أتتنا من سماءِ العشقِ
تلتقطُ ..
أتتنا .. عصفورة أليس كذلك ؟ إذاً أخفيت ذكرها بافتراض أن المتلقي يفهم ذلك .. لا بأس
وما عادتْ من الحباتِ يا عمري
سوى حبَّةْ
وفخٍّ كانَ منصوبًا
بأعلى القلبِ في صدري
كجنديٍّ على التبَّةْ
وفوَّهَةٍ من الرغبةْ
البناء المتكامل للنهر والذي يجلس قربه والطير تعبير رائع يؤكد أهمية أن ينتبه الشاعر للتفاصيل الدقيقة فلا تتعدد بيئات القصة وهذا ما حدث بشكل واضح حبة من الحب تبقت لكنها فيها ما يبني الجبل حبة هي آخر ما يدافع الجندي عنه على التبة .. تعبير متكامل أعجبني لكن لفظ الصدر والقلب ربما يعطيان الانطباع بحالة طبية ما . لا أعرف فوهة من الرغبة تعبير مناسب أم لا هو يتماشى مع الجندي والتبة لكن هل ستندفع هذه الحبة من البندقية ؟


وبحرٌ يأكلُ الشطآنْ
معَ الخفقانِ والرهبةْ
وقلبٌ أخضرُ الرغبةْ
ولم يبقَ ..
سوى حبَّةْ
ومنها صارَ يقتربُ ويبتعدُ ..
صِراعٌ داخلَ الحلَبةْ
وأصُرخُ داخلي أصرُخْ
وأكتُمُ داخلي الجَلَبَةْ
وحطَّ الطيرُ ،
حطَّ الطيرُ من تعَبٍ
ومن شوقٍ هنا غلبهْ
وقلبي صارَ مفتوحًا
كأوسعِ جُرحْ


أعجبني للغاية الإصرار على النص الدائري ولم يبق سوى حبة حالة الأرق والقلق .. على الرغم من أن البحر أو الوزن راقص لا يناسب حالة الأرق إلا أنه ليس بالأرق الحقيقي وإنما الأرق المجازي أرق أقرب إلى الاستعجال منه إلى سوء التوقع يبرهن على هذا كل مرادفات المرح والحالة المزهوة بالنشوة وهذا الطير الذي غلبه الشوق أحسنت توظيفه في القصيدة عمومًا كان استخدام هذا البحر في صالح القصيدة بدرجة كبيرة لأنه يتماشى مع الحالة النفسية التي يقع الشاعر في منطقتها أعجبني تعبي بحر يأكل الشطآن.
التشبيه العكسي أو المقلوب في أن القلب صار مفتوحًا متسعًا كالجراح تعبير رائع يدل على الحالة التي تبقيها الجراح في النفس حتى إن الجراح هي تصبح مضرب المثل في الاتساع .
لكن هل لفظ الجرح هنا لا يتنافر مع الجو النفسي المنتشي ؟ أظنه متنافرًا شيئًا ما .
الباقي لم أعلق عليه لأني لا أرى فيه شيئًا أكثر كثيرًا مما سبق .. العملية البنائية كانت جميلة سواء في بناء القصيدة أو بناء الصرح الذي هو العشق أو الحب أو المرأة وحينئذ لا يكون الإغراق في التفاصيل ضد القصيدة لأن القصيدة أصلاً مبنية على أساس توضيح المراحل التي مر بها صرح الحب لينبني وفي الواقع فالحب دائمًا أعقد بناء على وجه الأرض أعقد من الأهرام .. لم نعرف سر الأهرام ، كلا ولا علمنا أسرار الحب ولو علم الفراعنة أسرار الحب لنصبوا له أهرامًا .. هنا يتساوى الجميع في الفشل في معرفة سر الحب بينما لم يفشل الجميع في معرفة سر الهرم تفوق الفراعنة في بناء الأهرام عنا لكن ترى هل تفوقوا في بناء الحب ؟ لا أظن ، ليصبح الحب كلمة السر المستعصية على الدهور .
القصيدة رائعة للغاية وأرجو أن نسمعك إذاعيًا أو تستضاف تلفزيونيًا وحينئذ ستدرك سر الحب عندما تحصي عدد المشاهدين !!
القصيدة رائعة أحييك عليها وإن كنت أقول انتبه لأن العنوان لا يتماشى مع الرؤية والتي هي حالة بناء أو إنجاز صرح .
القصيدة رائعة وأحييك عليها .دمت مبدعًا وفقك الله
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس