عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 21-06-2011, 03:30 PM   #23
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

قيم الثورة الإسلامية ــ أمير مجيان رئيس تحرير صحيفة (رسالت) اليومية, كما مثل الصحف المستقلة حميد زاهدي من صحيفة اطلاعات وكورش أسعدي ومحمود شالجي من المؤسسة القومية للنشر والدعاية. ولم يخف الصحافيون نظرتهم المتعالية على مصر والمصريين في لقائهم مع وزير الخارجية عمرو موسى كما تجلت بصورة أكثر وضوحا في اللقاء مع نبيل عثمان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات. فممثلو التيارات المحافظة والمتشددة فجروا أسئلة خلافية على مائدة الحوار, وحاولوا استدراج المسؤولين المصريين إلى الحديث عن كامب ديفيد واتفاقيات السلام, وبعضهم دخل في نقاش حاد مع الدكتور نبيل عثمان حول خطورة ما فعلته مصر بالتوقيع على اتفاقية كامب ديفيد, فيما دفعت هذه المواجهة نبيل عثمان إلى تذكير الوفد الإيراني بالعلاقات الإيرانية والإسرائيلية الذي عكسه فضيحة إيران جيت ودور إيران في دعم الوجود الاسرائيلي في المنطقة ،كما انطلق إلى موقع آخر من الهجوم المضاد حين انتقد إصرار إيران على الاحتفاظ باسم (خالد الإسلامبولي) ــ قاتل الرئيس السادات ــ على أحد الشوارع الكبرى في إيران. ولم يستطع المتشددون في الوفد الصحفي الإيراني استيعاب فكرة المقاطعة الشعبية المصرية لاسرائيل حتى حين حاول أحد محاوريهم من كبار الصحفيين في مؤسسة الأهرام اطلاعهم على حالة الرفض الجماهيري لكل ما هو اسرائيلي في مصر, كان رد المجموعة المتشددة في الوفد ان هذه مسألة وقت وأن المسيرة الحالية ستجعل من اسرائيل جزءا من المنطقة. نبيل عثمان من جانبه وضع هذه الأفكار في مأزق حين وجه سؤاله إلى أعضاء الوفد قائلا: (ما هو البديل لديكم؟!, هل تريدونها حربا؟!) . عند ذلك أعلن الإيرانيون رفضهم لفكرة الحرب حاليا لكنهم أشاروا إلى ان الفلسطينيين كان بامكانهم النضال على طريقة الأغلبية السوداء في جنوب افريقيا والحصول على نفس المكاسب التي فاز بها نيلسون مانديلا. وأجاب نبيل عثمان بأن الواقع مختلف وضرب مثالا بعدد المستوطنات الاسرائيلية الذي تزايد لأكثر من عشرة أضعاف منذ دعوة الفلسطينيين للمشاركة في المفاوضات عام ,1979 وبين هذا العدد حين قبل عرفات بالتوقيع على اتفاق اعلان المبادئ في أوسلو عام 1993.

ومن الأمور الأخرى التي طالب بها الوفد الصحفي الإيراني من مؤسسة الأهرام أن تبادر بخطوة ايجابية في هذا الطريق بأن لا تكون المصادر الغربية مصدر اً للمعلومات عن إيران وأن يتم فتح مكاتب للصحف الإيرانية في مصر . الموقف المصري ورغم هذه التحفظات التي أبداها الإيرانيون فإنهم قالوا بأنه لا أحد يعارض العلاقات مع إيران, بل على العكس من ذلك فقد طالبوا بأهمية تطوير هذه العلاقات على مختلف المستويات, واستغربوا هذه الرؤية وأشاروا إلى انه لا يمكن اختزال الموقف المصري في هذه الكلمات فقط, بل ان المفاجأة التي فجرها وزير الخارجية عمرو موسى هي ان القاهرة كانت تستعد للبدء في العلاقات بصورة طبيعية وان المشكلة التي عرقلت هذا التحرك كانت في طهران. بسبب أن بعض رموز السلطة في إيران طالبوا بافتتاح مركزين ثقافيين متبادلين في القاهرة وطهران ، ولكن المسؤولين الإيرانيين كانوا يفضلون تأجيل النظر في مسألة السفراء, وأضافت ان هذا الموقف أثار استياء الحكومة المصرية بصورة بالغة.وفي هذه المرحلة بدأت إيران تزرع خلايا مدفوعة الأجر تابعة للمخابرات الإيرانية في المدن وفي القرى والنجوع للتغلغل في المجتمع المصري وتكوين خلايا نائمة في انتظار الأوامر الصادرة من إيران .

ورغم العقبات التي تضعها إيران أمام أي تقارب إيجابي والتركيز على فرض الأيدولوجية الإيرانية على مصر فقد رأى بعض الحالمين المصريين في الإدارة المصرية, ضرورة استغلال فترة حكم الرئيس خاتمي الذي يعبر في نظرهم عن تيار الاعتدال الإيراني لتأمين صيغة مؤسسية للعلاقات, وينطلق هذا التيار من أرضية تعتمد على أهمية التعاون مع إيران باعتبارها دولة اقليمية كبرى، وأنها مهمة للحفاظ على أمن الخليج العربي الذي يمثل أولوية قصوى على أجندة السياسة المصرية.ولاأدري كيف أن إيران التي تحتل أراض عربية ستكون مهمة في حفظ أمن الدول الخليجية التي تشتكي من التهديدات الإيرانية. وهذا التيار المخدوع بإيران كان له معارضون في داخل الإدارة المصرية السابقة .وهؤلاء لا يخفون قناعتهم بأنهم لا يريدون تجاهل خطورة احياء الأطروحات الثورية في إيران, ومخاوف تصدير هذه الأفكار خاصة ان هذا التيار يعتقد ان التطورات التي شهدتها الحركات الإسلامية في العالم العربي ترجع ــ في جانب منها ــ إلى تأثير أطروحات الثورة الإيرانية.وقد كان ظنهم صحيحاً ، إذ بدأت خلايا الحقد الفارسي تظهر في منتديات ومواقع مصرية مدعومة من آيات الشيطان الإيرانية ،وتتعرض تلك المنتديات بالسوء للصحابة الذين حملوا الرسالة المحمدية إلى أصقاع العالم ومنها إيران .


جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس