عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 27-06-2011, 10:50 PM   #26
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

أما عن تبرير احتلال إيران للجزر الاماراتية المحتلة قضية أخرى تأتي على رأس اجندة العلاقات العربية الايرانية, وهي قضية الجزر الاماراتية المحتلة في الخليج العربي, وهي قضية تشغل حيزا كبيرا من اهتمام القيادة السياسية في مصر وتعتبرها احدى العقبات في طريق استكمال التطبيع الكامل في العلاقات بين البلدين, فاستغرب علماء الدين والمثقفون الايرانيون طرح مثل هذا الموضوع وقالوا بصوت واحد إن قضية الجزر لا ينبغي ان تكون عقبة في طريق عودة العلاقات العربية الايرانية بصورة كاملة وعميقة, فتحفظ صادق الحسيني ـ مثلاً ـ على مقولة أن لقضية الجزر أي تأثير العلاقات المصرية, وأكد ان الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية, وان مثل هذه القضايا يمكن ان تحل من وجهة النظر الايرانية عبر المباحثات الثنائية المشتركة بين ايران والامارات في أجواء من التفاهم وحسن الجوار لا من الشكوك أو المخاوف. بينما كرر آية الله تسخيري أسلوب المراوغة الإيراني فادعى أن ايران تسعى لحل هذه المشكلة عبر الطرق والوسائل الدبلوماسية والحوار المباشر بين أبوظبي وطهران, وأن الحوار حول الجزر بصورة ثنائية يمكن ان يحقق نتائج ترضي الطرفين خاصة ان الجمهورية الاسلامية الايرانية حريصة على دعم علاقاتها مع الأشقاء الاماراتيين على حد كذبه ـ,وأكد ببغاء إيراني آخر هو آية الله خراساني نفس المزاعم بصيغة أخرى فقال بأنه لا يمكن ان يحدث تطابق في وجهات النظر بشكل كامل بين أي بلدين في العالم, لكن التباينات لا يجب ان تقف حائلا ضد تحقيق مصلحة المسلمين ودفع التعاون بين البلدان الإسلامية ، وعزف على الوتر الديني فقال بأن التعاليم الاسلامية قد أمرتنا بالحوار والتفاهم ونحن حريصون على تعزيز علاقاتنا مع جميع دول الخليج. وزعم خراساني ان الامارات تحظى بتقدير واحترام خاص لدى الايرانيين نظرا للعلاقات الواسعة التي تربط البلدين, وأن العلاقات التجارية والاقتصادية متميزة بين ايران والامارات العربية المتحدة.. بل إن آية الله تسخيري ذهب بعيداً لخداع مصر فاعتبر أن هذه الأشياء لا تمثل مشكلة حقيقية بين إيران والعرب ، خاصة ان الدول العربية بشكل عام أعلنت ان السلام خيارها الاستراتيجي, وان كان ذلك لا يتفق مع رؤية ايران واعتقادها بالنسبة للكيان الصهيوني ،وأكد أن التعاون بين البلدان الاسلامية هو سلاح كبير ضد المخططات الصهيونية في المنطقة وأكبر ضربة لأعداء الإسلام ولذلك نحرص على تجاوز الخلافات في هذا الشأن ونعمل على تطوير علاقاتنا بجميع البلدان الاسلامية والعربية رغم التباين في الرأي حول هذه القضية. أي أنه لايعترض على السياسة المصرية والعربية تجاه إسرائيل .
أما محمد صادق الحسيني فقد كان جاهزاً بحجج أخرى زعم من خلالها إن هناك في ايران اليوم من يتعامل مع قضية الشارع باعتبارها قضية منتهية على أساس ان يتم التغيير بالفعل, بل هناك بعض الأسماء المطروحة لدى ذوي الاختصاص بهذا الموضوع مثل تبديل الاسم الى شارع جمال عبدالناصر أو شارع عز الدين القسام أو حتى تغييره ليصبح شارع القاهرة, وأشار الحسيني الى ان الوفد البرلماني المصري الذي شارك في اجتماعات اتحاد البرلمانات الاسلامية في ايران كان قد التقى مع حجة الاسلام ناطق نوري وخرج هذا الوفد بانطباعات ايجابية عن اللقاء فيما يخص مسألة الشارع بشكل خاص والعلاقات المصرية الايرانية بشكل عام. أماعن العلاقات الإيرانية المصرية التي كان ووفد المكر الذي قد درس كيفية المراوغة بشأن بعض ملفاتها الحساسة والمهينة لمصر فقال صادق الحسيني بأن هناك بعض المتشددين داخل ايران ينظرون بطريقة سلبية لمصر ويتهمونها بأنها دولة كامب ديفيد, وبينما تعبر هذه الاتهامات عن عدم تقبل الساسة الايرانيين لمنهج الرئيس الراحل أنور السادات الذي استضاف الشاه 1979 , إلا انها في الوقت نفسه تكشف عن وجود تيارات نافذة في الشارع الايراني تعرقل مسيرة العلاقات العربية الايرانية باثارة هذه المشكلات موسميا كلما تقدمت علاقات البلدين الاسلاميين بعض خطوات إلى الأمام, وتسعى هذه التيارات إلى اغضاب القاهرة والتشكيك في قدرات التيار الاعتدالي على استكمال برنامجه حتى النهاية. وفي رأي صادق الحسيني ان هذه التيارات لم تعد نافذة بقوة, خاصة انه رغم التحفظات الايرانية على مسائل التسوية السلمية وكامب ديفيد وما إلى ذلك فان ايران تدرك ان كل بلد من حقه اختيار سياساته ولا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الاسلامية, وتمنى أن تدخل مصر وإيران في تحالف شبيه بتحالف إيران مع سوريا,( كشفت الوقائع أن علاقة نظام عائلة المجرم حافظ أسد بإيران هي علاقة التابع بالمتبوع وأن نخبة منتخبة من الجيش السوري كانت تقاتل إلى جانب الإيرانيين ضد العراق من أجل تمكين إيران من احتلال العراق، ،وأن المحاولات الإيرانية للتقارب من مصر ،كان وراءها رغبة إيران في دفع مصر للتوسط عند تركيا لتخفيف الضغط عن حليفتها سوريا التي أغضبت الأتراك بمحاولتها تحريك الشارع العلوي التركي ضد تركيا السنية، وقد استمر ابناه بشار وماهر بنفس النهج فتنكر بشار لفضل السعودية عليه وعلى أبيه وتقديمهم الأموال لتشييد المشاريع الحيوية السورية ، فأطلق على الزعماء العرب لقب أشباه الرجال ويقصد السعوديين.)
وعن كراهية الإيديولوجية الإيرانية للمصريين وللعرب والسنة بشكل عام التي طفحت بها أدبيات أرباب مذهب التشيع المجوسي ،حاول الحسيني تصوير ذلك بأنها فئة موجودة ولكنها محدودة ،فطالب بتبديد المخاوف المصرية من عودة النهج المتشدد الى سدة الحكم,ووجود قطاعات كبيرة من المتشددين الإيرانيين لايريدون تطوير العلاقات العربية الايرانية. برر الحسيني ذلك بأن ايران تشهد تغيرات اجتماعية وسياسية كبيرة على مختلف الأصعدة وهناك تيارات وجماعات متباينة الأفكار لكن ذلك كله أحد مظاهر الديمقراطية وحرية الرأي, ثم أطلق كذبة كبيرة قال من خلالها إن عملية التوجه لتحسين العلاقات العربية الايرانية بوجه عام والمصرية الايرانية على وجه الخصوص تحظى باجماع كل التيارات الايرانية ولا يوجد شخص في ايران لا يدرك ان مصلحة البلاد تتمثل في أن تستعيد عافيتها من خلال علاقات متميزة مع الدول الاسلامية ودول الجوار العربية الاسلامية.
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس