الموضوع: أحمد شوقي
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-09-2006, 02:13 PM   #13
أسوة بسعد بن معاذ
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
المشاركات: 23
إفتراضي قصائد مسلية لأمير الشعراء شوقي

أمة الأرانب والفيل
يحكون أن أمَّةَ الأرانبِ
قد أخذت من الثرى بجانبِ

وابتهجتْ بالوطنِ الكريمِ
ومثلِ العيالِ والحريمِ

فاختاره الفيلُ له طريقا
ممزِّقاً أصحابنا تمزيقا

وكان فيهم أرنبٌ لبيبُ
أذهبَ جلَّ صوفهِ التَّجريب

نادي بهم : يا معشرَ الأرانبِ
من عالمٍ ، وشاعرٍ ؛ وكاتب

اتَّحدوا ضدَّ العدوِّ الجافي
فالاتحادُ قوّةُ الضِّعاف

فأقبلوا مستصوبين رايهْ
وعقدوا للاجتماعِ رايه

وانتخبوا من بينهم ثلاثه
لا هرماً راعوا ، ولا حداثه

بل نظروا إلى كمالِ العقلِ
واعتبروا في ذاك سنَّ الفصل

فنهض الأولُ للخطِاب
فقال : إنّ الرأيَ ذا الصواب

أن تُتركَ الأرضُ لذي الخرطومِ
كي نستريحَ من أذى الغشوم

فصاحت الأرانبُ الغوالي :
هذا أضرُّ من أبي الأهوال

ووثبَ الثاني فقال : إني
أعهدُ في الثعلبِ شيخَ الفنِّ

فلندعه يمدّنا بحكمتهْ
ويأخذ اثنينِ جزاءَ خدمتهِ

فقيلَ : لا يا صاحبَ السموِّ
لا يدفعُ العدوُّ بالعدوِّ

وانتدبَ الثالثُ للكلامِ
فقال : يا معاشرَ الأقوامِ

اجتمعوا ؛ فالاجتماع قوّهْ
ثم احفروا على الطريق هوَّهْ

يهوى إليها الفيلُ في مروره
فنسترحُ الدهرَ من شروره

ثم يقولُ الجيلُ بعدَ الجيلِ
قد أكلَ الأرنبُ عقلَ الفيل

فاستصوبوا مقالهُ ، واستحسنوا
وعملوا من فورهم ، فأحسنوا

وهلكَ الفيلُ الرفيعُ الشّانِ
فأمستِ الأمَّةُ في أمان

وأقبلتْ لصاحبِ التدبير
ساعيةً بالتاجِ والسرير

فقال : مهلا يا بني الأوطانِ
إنّ محلِّي للمحلُّ الثاني

فصاحبُ الصّوتِ القويِّ الغالبِ
منْ قد دعا : يا معشرَ الأرانب
الأسد ووزيره الحمار
اللّيثُ ملكُ القفارِ
وما تضمُّ الصّحاري

سعتْ إليه الرعايا
يوماً بكلِّ انكسارِ

قالت : تعيشُ وتبقى
يا داميَ الأظفارِ

ماتَ الوزيرُ فمنْ ذا
يسوسُ أمرَ الصَّواري ؟

قال : الحمارُ وزيري
قضى بهذا اختياري

فاستضحكت ، ثم قال :
" ماذا رأى في الحمارِ ؟ "

وخلَّفتهُ ، وطارت
بمضحكِ الأخبارِ

حتى إذا الشَّهر ولَّى
كليلةٍ أو نهارِ

لم يشعرِ اللّيثُ إلا
وملكهُ في دمارِ

القردُ عندَ اليمينِ
والكلبُ عند اليسارِ

والقطُّ بين يديهِ
يلهو بعظمةِ فارِ

فقال : من في جدودي
مثلي عديمُ الوقارِ ؟ ‍

أينَ اقتداري وبطشي
وهيبتي واعتباري ؟

فجاءهُ القردُ سرَّا
وقال بعدَ اعتذارِ :

يا عاليَ الجاه فينا
كن عاليَ الأنظارِ

رأيُ الرعيَّةِ فيكم
من رأيكم في الحمارِ
الثعلب و الديك
برز الثعلبُ يوماً
في شعار الواعظينا

فمشى في الأرضِ يهذي
ويسبُّ الماكرينا

ويقولُ : الحمدُ للـ
ـهِ إلهِ العالمينا

يا عباد الله ، توبوا
فهوَ كهفُ التائبينا

وازهدوا في الطير ؛ إنَّ الـ
ـعيشَ عيشُ الزاهدينا

واطلبوا الدِّيك يؤذنْ
لصلاةِ الصُّبحِ فينا

فأتى الديكَ رسولٌ
من إمام الناسكينا

عرضَ الأمرَ عليه
وهوَ يرجو أن يلينا

فأجاب الديك : عذراً
يا أضلَّ المهتدينا

بلِّغ الثعلبَ عني
عن جدودي الصالحينا

عن ذوي التِّيجان ممّن
دخل البطنَ اللعينا

أنهم قالوا وخيرُ الـ
ـقولِ قولُ العارفينا :

" مخطيٌّ من ظنّ يوماً
أنّ للثعلبِ دينا "
الغصن و الخنفساء
كان بروضٍ غصنٌ ناعمٌ
يقولُ: جلَّ الواحدُ المنفردْ

فقامتي في ظرفها قامتي
ومثلُ حسني في الورى ما عهدْ

فأقبلت خنفسةٌ تنثني
ونجلها يمشي بجنبِ الكبدْ

تقول: يا زينَ رياضِ البها
إنّ الذي تطلبهُ قد وجد

فانظر لقدِّ ابني، ولا تفتخر
ما دام في العالم أمٌّ تلد‍‍


دمتم بود
أسوة بسعد بن معاذ غير متصل   الرد مع إقتباس