عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-02-2021, 08:25 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,967
إفتراضي

وقد قيل: غسق الليل مغيب الشفق وقيل : إقبال ظلمته قال زهير :
ظلت تجود يداها وهي لاهية حتى إذا جنح الإظلام والغسق
يقال غسق الليل غسوقا والغسق اسم بفتح السين وأصل الكلمة من السيلان يقال غسقت العين إذا سالت تغسق وغسق الجرح غسقانا أي سال منه ماء أصفر وأغسق المؤذن أي أخر المغرب إلى غسق الليل وحكى الفراء غسق الليل وأغسق وظلم وأظلم ودجا وأدجى وغبس وأغبس وغبش وأغبش وكان الربيع بن خثيم يقول لمؤذنه في يوم غيم أغسق أغسق يقول أخر المغرب حتى يغسق الليل وهو إظلامه الثالثة
لذا فقد اختلف العلماء في آخر وقت المغرب فقيل وقتها وقت واحد لا وقت لها إلا حين تحجب الشمس وذلك بين في إمامة جبريل فإنه صلاها باليومين لوقت واحد وقيل :من غروبها إلى غياب الشفق وسيأتي –إن شاء الله –"

نفس ما قيل فى الدلوك يقال فى الغسق وهو طلوع الليل أى بدايته بعموم الظلام ونلاحظ اختلاف القوم مع أن الأمر واضح بقوله حتى غسق الليل فالشمس تنتهى ببداية الليل والشمس والليل يتقابلان فى نهاية الشمس وهو النهار وبداية الليل فلا يمكن ان يتقابلا مثلا فى الربع أو الثلث أو النصف
ثم قال :
"المسألة الخامسة : قرآن الفجر :
انتصب قرآن من وجهين :
أحدهما : أن يكون معطوفا على الصلاة ، ويكون المعنى وأقم قرآن الفجر أي صلاة الصبح، قاله الفراء
وقال أهل البصرة : انتصب على الإغراء أي: فعليك بقرآن الفجر ، قاله الزجاج

"وعبر عنها بالقرآن خاصة دون غيرها من الصلوات لأن القرآن هو أعظمها إذ قراءتها طويلة مجهور بها حسبما هو مشهور مسطور
قال أبو محمد البغوي في تفسير قرآن الفجر :"يعني صلاة الفجر سمي صلاة الفجر قرآنا لأنها لا تجوز إلا بقرآن""

قرآن الفجر يعنى قرآن النور وهو الخيط الأبيض كما قال تعالى "حتى يتبين الخيط ألبيض من الخيط السود من الفجر"
فالقرآن هو النور كما قال تعالى "نور على نور"ومن ثم فالمعنى وكتاب النور إن كتاب النور كانت طاعته مفروضة
ثم قال:
"المسألة السادسة : شهود قرآن الفجر:
قال ابن كثير -رحمه الله-:"عن عبد الله بن مسعود عن أبي هريرة عن النبي (ص)في هذه الآية وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا قال تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار وأسند البخاري إلى أبي هريرة أن النبي (ص)قال :"فضل صلاة الجميع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر"يقول أبو هريرة أقرؤا إن شئتم وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا و عن أبي هريرة عن النبي (ص)في قوله وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا قال تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار ورواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وقال الترمذي حسن صحيح وفي لفظ في الصحيحين من طريق مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي (ص)قال يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الصبح وفي صلاة العصر فيعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بكم كيف تركتم عبادي فيقولون أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون)
وقال عبد الله بن مسعود:" يجتمع الحرسان في صلاة الفجر فيصعد هؤلاء ويقيم هؤلاء"وكذا قال إبراهيم النخعي ومجاهد وقتادة وغير واحد في تفسير هذه الآية "

الروايات المذكورة عن اجتماع ملائكة النهار وملائكة الليل فى الأرض كلها روايات كاذبة لأن الملائكة لا تنزل الأرض لعدم اطمئنانها كما قال تعالى "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
كما أن زيادة صلاة الجماعة على الفرد25 مرة تناقض كتاب الله في وجود أجر واحد لكل الأعمال غير المالية وهو عشر حسنات كما قال تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
فالشهود هنا يعنى الطاعة طاعة كتاب الله ثم قال:
"المسألة السابعة : دلالة الآية على أوقات الصلاة
قال القرطبي:
"وهذه الآية بإجماع من المفسرين إشارة إلى الصلوات المفروضة

قال الكلبي في التسهيل:
"هذه الآية إشارة إلى الصلوات المفروضة فدلوك الشمس زوالها والإشارة إلى الظهر والعصر وغسق الليل ظلمته وذلك إشارة إلى المغرب والعشاء وقرآن الفجر صلاة الصبح"
وقال ابن سعدي:" ففي هذه الآية ذكر الأوقات الخمسة للصلوات المكتوبات "

القوم يتكلمون وكأن الأوقات موجودة فعلا فى الصلاة فحتى لو سلمنا بتفسيراتهم فلا يمكن أن يكون إلا ثلاثة وهى دلوك الشمس غسق الليل الفجر فأين الخمسة إذا كانت الأوقات المذكورة لفظا ثلاثة حسب تفسيراتهم ؟
ثم قال :
"المسألة الثامنة :تحرير مواقيت الصلاة:
قال ابن قدامة:أجمع المسلمون على أن الصلوات الخمس مؤقتة بمواقيت معلومة محدودة، وقد ورد في ذلك أحاديث صحاح جياد، نذكر أكثرها في مواضعها إن شاء الله تعالى والعمدة في هذا الباب عند أهل العلم من القرآن قوله تعالى : { أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل } الآية وشبيهاتها ومن السنة حديثان هما :
الأول :حديث عبد الله بن عمرو أن نبي الله (ص)قال: ( إذا صليتم الفجر فإنه وقت إلى أن يطلع قرن الشمس الأول ثم إذا صليتم الظهر فاته وقت إلى أن يحضر العصر فإذا صليتم العصر فاته وقت إلى أن تصفر الشمس فإذا صليتم المغرب فاته وقت إلى أن يسقط الشفق فإذا صليتم العشاء فاته وقت إلى نصف الليل) وفي لفظ عند مسلم : (وقت الظهر ما لم يحضر العصر ووقت العصر ما لم تصفر الشمس ووقت المغرب ما لم يسقط ثور الشفق ووقت العشاء إلى نصف الليل ووقت الفجر ما لم تطلع الشمس)

والحديث الثاني حديث ابن عباس - -أن النبي - (ص)-قال: (أمني جبريل عليه السلام عند البيت مرتين فصلى الظهر في الأولى منهما حين كان الفيء مثل الشراك ثم صلى العصر حين كان كل شيء مثل ظله ثم صلى المغرب حين وجبت الشمس وأفطر الصائم ثم صلى العشاء حين غاب الشفق ثم صلى الفجر حين برق الفجر وحرم الطعام على الصائم وصلى المرة الثانية الظهر حين كان ظل كل شيء مثله لوقت العصر بالأمس ثم صلى العصر حين كان ظل كل شيء مثليه ثم صلى المغرب لوقته الأول ثم صلى العشاء الآخرة حين ذهب ثلث الليل ثم صلى الصبح حين أسفرت الأرض ثم التفت إلي جبريل فقال يا محمد هذا وقت الأنبياء من قبلك والوقت فيما بين هذين الوقتين)
وسأعرض لأوقات الصلاة فيما يلي بشيء من التفصيل فأقول :
وقت صلاة الظهر :
- أجمع أهل العلم على أن دخول وقت الظهر بزوال الشمس عن كبد السماء
- واختلفوا في آخر وقتها على قولين :
القول الأول: أن آخر وقتها إذا صار ظل كل شيء مثله سوى ظل الزوال ، وهوقول مالك والثوري والشافعي والأوزاعي وأبي يوسف ومحمد وأبي ثور وداود
ودليلهم حديث ابن عباس أن جبريل أم النبي في يومين ، فصلى الظهر في اليوم الأول حين زالت الشمس ، وصلى الظهر في اليوم الثاني حين صار ظل كل شيء مثله ، ثم قال جبريل : (يا محمد : هذا وقت الأنبياء من قبلك ، والوقت فيما بين هذين اليومين)
القول الثاني : أن وقت الظهر إلى أن يصير ظل كل شيء مثليه، وهو قول أبي حنيفة
وسبب الخلاف في ذلك: اختلاف الأحاديث ؛وذلك أنه ورد في إمامة جبريل أنه صلى بالنبي (ص)الظهر في اليوم الأول ،حين زالت الشمس، وفي اليوم الثاني حين كان ظل كل شيء مثله، ثم قال:" الوقت ما بين هذين " وروي عنه (ص): ( إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم ،كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، أوتي أهل التوراة التوراة ،فعملوا حتى إذا انتصف النهار ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا، ثم أوتي أهل الإنجيل، فعملوا إلى صلاة العصر، ثم عجزوا فأعطوا قيراطا ،ثم أوتينا القرآن فعملنا إلى غروب الشمس، فأعطينا قيراطين قيراطين ،فقال أهل الكتاب: أي ربنا أعطيتهم ونحن كنا أكثر عملا قال الله تعالى: هل ظلمتكم من أجركم من شيء قالوا :لا قال: فهو فضلي أوتيه من أشاء)
فذهب مالك والشافعي إلى حديث إمامة جبريل وذهب أبو حنيفة إلى مفهوم ظاهر هذا وهو أنه إذا كان من العصر إلى الغروب أقصر من أول الظهر إلى العصر على مفهوم هذا الحديث فواجب أن يكون أول العصر أكثر من قامة وأن يكون هذا هو آخر وقت الظهر
قال أبو محمد بن حزم : وليس كما ظنوا وقد امتحنت الأمر فوجدت القامة تنتهي من النهار إلى تسع ساعات وكسر قال القاضي: أنا الشاك في الكسر وأظنه قال وثلث قال ابن عبد البر: خالف أبو حنيفة في قوله هذا الآثار والناس وخالفه أصحابه وأولى القولين بالصواب القول الأول والله تعالى أعلم "

بداية أحاديث ألأوقات متناقضة كالتالى :
التناقض الأول فى وقت الصبح فمرة ما لم تطلع الشمس وهو قولهم "ووقت الفجر ما لم تطلع الشمس" وقولهم " إذا صليتم الفجر فإنه وقت إلى أن يطلع قرن الشمس الأول "ومرات عند برق النهار والبرق هو الضوء أى أشعة الشمس وهو إسفاره كما فى قولهم"ثم صلى الفجر حين برق الفجر الليل"وقولهم " ثم صلى الصبح حين أسفرت الأرض"
التناقض الثانى هو كون صلاة المغرب وصلاة العشاء مشتركان فى غياب الشفق فى قولهم"ووقت المغرب ما لم يسقط ثور الشفق" وقولهم" ثم صلى العشاء حين غاب الشفق" وهو تناقض لكونهما فى وقت واحد
الثالث ان نهاية صلاة العشاء مرة نصف الليل فى قولهم "ووقت العشاء إلى نصف الليل" ومرة ثلث الليل فى قولهم" ثم صلى العشاء الآخرة حين ذهب ثلث الليل" وهو تناقض ظاهر فالنصف غير الثلث
وأما رواية القراريط فهى تخالف كتاب الله فى عدم اتحاد أـجر من أسلم من الكتابيين مع المسلمين فى عهد النبى(ص) فكلهم أجرهم واحد كما قال تعالى"إن الذين أمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من أمن بالله واليوم الأخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون"وقد بين الله أنهم يأخذون أجرهم مرتين كباقى المسلمين فى قوله تعالى : "الذين أتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس