عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 06-09-2020, 08:03 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,966
إفتراضي

بالقطع وجهة النظر القائلة بخفة العقوبة فى كل الأحوال خاطئة فينبغى تدريب الطفل على عقوبات الجرائم فمثلا الطفل الذى ضرب طفلا أخر بعصا خمس مرات أو ستة... ينبغى أن تكون عقوبته أن يضربه الطفل الأخر أو والده أو أمه نفس عدد الضربات تحقيقا للعدالة كما فى قوله تعالى "وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به"
وهذا التعويد على تلقى العقوبة سيكون مفيدا للمجتمع عندما يطبق نفس القاعدة فى الجرائم فى الكبر
فالجريمة التى يرتكبها الطفل تكون عقوبتها خفيفة على قدر الجرم أو ثقيلة على قدر الجرم لأن من خلال التساهل يبدأ المجرمون فى الظهور ونفاجىء بوجود فرعون وهامان وقارون وغيرهم فهل مثلا المطلوب عندما يغرس طفل قلما فى يد أو ورك طفل أخر أن نسامحه ونعظه بالكلام مع عدم الأخذ فى الاعتبار ألم الطفل الأخر وأن له أب وأم مثل الضارب إن الجريمة هنا لا يعاقب عليها الأبوين لأن القضاء هو صاحب القول الفصل فيبين القاضى للطفل المضروب أن الحكم إما أن يقوم بغرس نفس القلم فى جسد الضارب كما فعل به فى نفس المكان أو أن يسامحه ويعفو عنه فإن اختار الضرب ضرب الضارب
إذا المطلوب هو تعويد الأطفال على العدل
ثم بين عوينات أنواع العقوبات فقال :
"أنواع العقوبة:
- التنبيه لعواقب السلوك السيء
- التوبيخ
- الحجز لمدة معينة
- العقوبة الجسدية
وسيتم شرحها بالتفصيل
يجب الامتناع تماما عن العقوبات القاسية المؤذية كالتحقير والإهانة أو الضرب الجسدي العنيف لأنها تخلق ردود أفعال سلبية لدى الطفل تتمثل في الكيد والإمعان في عداوة الأهل والتمسك بالسلوك السلبي الذي عوقب من أجله لمجرد تحدي الوالدين والدخول في صراع معهم بسبب قسوتهم عليه"

القول بالبعد عن العقوبات القاسية المؤذية كالتحقير هو من ضمن الخبل المنقول من الغرب فالطفل الذى ارتكب جريمة التحقير بشتم الطفل أو الفرد الأخر يجب شتمه لأنه ظالم وقد طلب الرد على الظلم بالسباب وفى هذا قال تعالى "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم"
والضرب الجسدى العنيف يكون عقابا للطفل الذى ارتكبه فى حق الأخرين فهذا كما قلنا هو تعويد للكل على ممارسة العدالة فالمجانين فى الغرب والشرق ينظرون للحفاظ على المجرم بينما الضحية لا ينظرون إليها فمثلا يقولون أن القتيل لن يستفيد شىء من قتل القاتل ولا يعرفون بهذا أنهم يشجعون الأخرين على القتل نظرا لعدم وجود إعدام اى قتل للقتلة
وبين عوينات بعض ما ظن أنه أخطاء الآباء فى معاملة الأطفال فقال:
"أخطاء شائعة يرتكبها الآباء:

1-عدم مكافأة الطفل على سلوك جيد :
( مثال )
أحمد طالب في الابتدائي استلم شهادته من المدرسة وكانت درجاته جيدة عاد من المدرسة ووجد والده يقرأ الصحف وقال له (انظر يا ابي لقد نجحت ولاشك انك ستفرح مني) وبدلا من أن يقطع الوالد قراءته ويكافئ الطفل بكلمات الاستحسان والتشجيع قال له (أنا الآن مشغول اذهب الى أمك واسألها هل أنهت تحضير الأكل ثم بعد ذلك سأرى شهادتك).
2- معاقبة الطفل عقابا عارضا على سلوك جيد :
( مثال )

زينب رغبت في أن تفاجئ أمها بشيء يسعدها فقامت الى المطبخ وغسلت الصحون وذهبت الى أمها تقول ( أنا عملت لك مفاجأة يا أمي فقد غسلت الصحون) فردت عليها الأم (انتي الآن كبرتي ويجب عليك القيام بمثل هذه الأعمال لكنك لماذا لم تغسلي الصحون الموجودة في الفرن هل نسيتي؟ )
تحليل:
زينب كانت تتوقع من أمها أن تكافئها ولو بكلمات الاستحسان والتشجيع لكن جواب الأم كان عقوبة وليس مكافأة لأن الأم :
أولا لم تعترف بالمبادرة الجميلة التي قامت بها البنت
ثانيا وجهت لها اللوم بصورة غير مباشرة على تقصيرها في ترك صحون الفرن دون غسيل
3- مكافأة السلوك السيء بصورة عارضة غير مقصودة :
( مثال )

مصطفى عاد الى المنزل وقت الغذاء وأخبر والدته انه يريد النزول في الحال للعب الكرة مع أصدقائه قبل أن يتناول غذاءه فطلبت منه الوالدة أن يتناول الطعام ثم يأخذ قسطا من الراحة ويذهب بعد ذلك لأصدقائه فأصر مصطفى على رأيه وبكى وهددها بالامتناع عن الطعام إذا رفضت ذهابه في الحال فما كان من والدته إلا أن رضخت قائلة له ( لك ما تريد يا ابني الحبيب ولكن لا تبكي ولا ترفض الطعام واذهب مع أصدقاءك وعند عودتك تتغذى )
4- عدم معاقبة السلوك السيء :
( مثال )
بينما كان الأب والأم جالسين اندفع الابن الأكبر هيثم يصفع أخيه بعد شجار عنيف أثناء لعبهم ونشبت المعركة بين الطفلين فطلبت الأم من الأب أن يؤدب هيثم على هذه العدوانية لكن الأب رد قائلا ( الأولاد يظلوا أولاد يتعاركون لفترة ثم يعودوا أحباء بعد ذلك )
تحليل:
هذا الرد من الأب يشجع الابن الأكبر على تكرار اعتدائه على أخيه ويجعل الأخ الأصغر يحس بالظلم وعدم المساواة"

الأمثلة التى ضربها عوينات الحلال والحرام فيها أى الصواب والخطأ ليس راجع للتربويين ولا للنفسيين وإنما راجع لشريعة الله فالمثال الأول عن عدم اهتمام الأب بحصول ابنه على درجات عالية ليس سلوكا خاطئا فالمفروض هو أن تعود أولادنا على أن أداء واجبهم ليس عليه شكر فما يفعلونه من الصالحات هو واجب وجب أن يتعودوا على القيام به دون انتظار أى مكافآة من أحد فالله هو من يكافئهم والأم التى لم تشكر ابنتها ونبهتها للصحون غير المغسولة للأخرى ليس سلوكها خاطئا فهى قد تكون تريد أن تعطيها درسا فى البحث عن كل الأشياء التى لم تغسل لغسلها حتى تقوم بعد هذا بأداء واجبها فى منزلها بعد الزواج
العاطفة ليست مطلوبة عند تعويد الأطفال على واجباتهم ولكن على الآباء والأمهات أن يشجعوا كل فترة ولكن دون تكرار للتشجيع
والمثال الثالث عن لعب الكرة قبل الغداء رد فعل الأم قد لا يكون خاطئا لأنها أعرف بابنها فقد يتسبب رفض الأم وتمسكها بعدم اللعب لما هو أسوأ فبعض الأطفال قد يحكم أدوات المطبخ أو أثاث المنزل فكل حدث يجب أن يقدره الأب أو الأم حسب معرفته بطفله خاصة مع حياتنا فى مجتمعات لا يحكمها شرع الله
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس