عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 02-12-2008, 01:02 PM   #2
maher
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 8,145
Cool

فتياتنا والامكانيات الضخمة
بقلم الياس القرقوري


كان إعلانا مقتضبا في ركن قصيّ من الصحيفة يعلن عن رغبة مؤسسة كبرى في إنتداب محاسب او محاسبة من ذوي الشهائد الجامعية وبخبرة لاتقل عن الثلاث سنوات فهلّلت وكبّرت وقلت اللّهم اجعل هذه الوظيفة من نصيبي وافتح ابواب السعد في وجهي..


وبدأتْ أحلام اليقظة تتدافع في رأسي وأنا أتخيل نفسي موظفا بهذه الشركة..آمر وانهي وكل المسؤولين يطلبون ودي لإنجاز الحسابات كما يحبون وليس كما يجب ان تكون..ضف الى ذلك سيارة تحت تصرفي من ذلك النوع الذي لا يركبه إلاّ زبدة المجتمع..ومنزلا فخما في حي راق وزوجة اخر صيحة في عالم التجميل والجمال..وغيرها من تلك الاحلام التي لا يستحسن ان تسكن مخيلتنا وان سكنت فلا حول ولا قوة الا بالله..المهم انني اعددت ملفي كامل الشروط ووضعته على ذمة الشركة..

واحقاقا للحق واقول هذا للتاريخ ان الشركة اتصلت بي هاتفيا وحددت معي موعدا للحضور بمقرها للقيام بالاختبارات اللازمة..المصيبة اني يومها اصبت بنزلة برد شديدة وهذا طبيعي جدا فانا املك من سوء الحظ ما يكفي لابادة قبيلة كاملة بالطاعون..المهم اني وصلت في الموعد المحدد بعيون كرؤوس البصل وانف كأعشاش النحل..وقد قادني عون الاستقبال كما يقود الضرير الى صالة الانتظار المخصصة لاستقبال المترشحين والتي ما ان دخلتها بساقي اليمنى حتى تمنيت لو اني قطعتها قبل ان افعل ذلك..لماذ..؟ لأني وجدت فيها ويا هول ما وجدت..ثلاث آنسات حسناوات كاعبات ناهدات..كلما نظرت لاحداهن نسيت الاخرى..وان نظرت اليهن مجتمعات نسيت الدنيا وما فيها..لقد كنّ كالسيارات المكشوفة..اناقة وجمال وكل التفاصيل واضحة بلا تدقيق للعيان..ولقد اجتاحتني بعد ذلك الانبهار الشديد موجة عارمة من مشاعر الحسد نعم لقد حسدت هؤلاء الحسناوات على صحتهن..فالطقس كان يومها شديد البرودة ومع انه لم يكن عليهن من الملابس الاّ ما ندر فانهن كن جالسات بكل اريحية واستمتاع..وانه والله لأمر محيّر فهل قُدّت اجسادهن من الحجارة الكريمة وقُدّ جسدي من النخالة ..؟

على كل ان كانت هناك بعض الوصفات السرية السحرية نرجو ان يتكرم بها علينا بنات حواء..لأنني شخصيا ارتدي في الشتاء من الملابس ما يقارب وزني ممّا يجعلني ثقيل الحركة..ثقيل الوزن..زد أني بالفطرة ثقيل الظل وهو بالطبع وضع لا يرضي العدو ولا الحبيب..

اما الشعور الذي اطبق عليّ فيما بعد وبشكل كاسح هو احساسي بالخجل الشديد..لقد خجلت من نفسي ومن هيأتي ومن الموقف كله..كيف لا وقد بدوت امام عرائس البحر هذه كعلبة سردين منتهية الصلوحية..

المهم وحتى لا اطيل عليكم اكثر تمت مناداتنا فردا فردا للاختبار النفسي ولم اكن بحاجة طبعا لتلك اللامبالاة التي غمرني بها المسؤول عن الانتداب لأعرف اني قد فشلت وبامتياز في مسعاي وحتى وقد عرفت فيما بعد بان التي نجحت لم تكن ذات مستوى جامعي دونا عن الخبرة المفقودة..لم اغضب ابدا على ذلك المسؤول كان الله في عونه..لانني لو كنت مكانه وكان مكاني لما سمحت له بان يقوم بالاختبار اصلا..

على كل انا لم اقصد من هذه الرواية الا عرض الحقيقة ليس اكثر..وارجو من بنات حواء الاّ يفهمنه على انه ضيق بالواقع او اشمئزاز منه كلا ثم كلا..فالمراة هي نصف المجتمع بل المجتمع كله..اما نحن الرجال فيكفينا فخرا ان نكون الملحق..او حتى مضافا اليه.. وانا لـله وانا اليه راجعون
__________________





maher غير متصل   الرد مع إقتباس