عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 29-11-2023, 07:35 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,998
إفتراضي

ويؤكد سيادة سيدنا سليمان عليه السلام على الجن قوله تعالى:
{وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ} (الأنبياء - 82) وكذلك قوله تعالى:
{وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ} (سبأ - 12)
يتضح هنا أن عمل الجن بإمرة نبي الله سليمان كان بإذن من الله سبحانه وتعالى وأمره، لأنه كان يهدد من لم يمتثل منهم لإرادة سليمان بعذاب السعير.
أما قوله تعالى: {وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ} فتؤكد القدرة العاملة للجن والتي لا تتم إلا بتجسد حقيقي وربما يرجح تفسير هذه الآية الآراء التي تقول بأن عمل الجن مع سليمان وتجسدهم آنذاك هو حالة استثنائية لإرادة إلهية والله أعلم."
وحقيقة التجسد أنه أعطى للرسل(ص) منهم كجبريل (ص) الذى ظهر لمريم فى صورة بشر كما قال تعالى :
"واذكر فى الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا"
ولم يعطى لأحد أخر غير الملائكة الرسل(ص)
وأما ظهور الجن فى حياة الناس فقد كان مقصورا على الفترة السلمانية لأن سليمان(ص) طلب ألا يعطى أحد ذلك بعده فقال :
" رب اغفر وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى "

والعفريت الذى تكلم عنه والذى عنده علم من الكتاب وهو جبريل(ص) رسولان من رسل الله والعفريت قد يكون ميكال (ص)فالمعجزات وهى ألايات الخارقات لا تعطى إلا للرسل(ص) كما قال تعالى :
" وما كان لرسول أن يـأتى بأية إلا بإذن الله"
وحكى الرجل روايات حديثية فقال :
"وقد روى البخاري ومسلم أن عِفْريتًا من الجن تفلَّت عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يريد أن يقطع عليه صلاته، فأمسَك به وخَنَقَه، وأراد أن يربِطه في سارية من سواري المسجد، لكنه تذكَّر دعوةَ أخيه سليمان، فأطلقه. وجاء في رواية مسلم قوله: والله لولا دعوةُ أخي سُليمان لأصبح مُوثقًا يلعب به وِلْدانُ أهل المدينة، وفي رواية النسائي بإسناد جيد أنه خنقه حتى وجد بَردَ لسانه على يده. وتوضح هذه الحادثة إمكانية تجسد الجن لغير سليمان عليه السلام، ولكن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وتأدباً منه، لم يشأ منافسة نبي الله سليمان عليه السلام فيما اختصه الله سبحانه وتعالى، وكان نبي الله سليمان قد خاطب ربه بقوله:
{وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}
وقد حدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، أن تجسد الشيطان في أكثر من موضع وبصور لأشخاص معروفين وأشخاص غير معروفين.
وقد حدث أن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه فيدخل عليهم رجل غريب، نتن الرائحة، قبيح المنظر، مقطع الثياب فيخبرهم النبي صلى الله عليه و سلم أنه الشيطان جاء يشككهم في أمر دينهم.
وهنالك قصة أبو هريرة رضي الله عنه، وقصة الرجل النجدي، وقصة تجسد الشيطان في صورة سراقة بن مالك، وكذلك قصة عمار بن ياسر، وغيرها الكثير من القصص التي يزخر بها التراث الإسلامي الذي يؤكد بمجمله إمكانية تجسد الجن والشياطين بهيئة بشرية أو بغيرها"
وكل الروايات لم يحدث منها شىء ولا قالها الرسول (ص) فلا يمكن لجنى أن يؤذى الرسول(ص) ولا يقرر فى نفسه ذلك لعلمه بقوله تعالى :
"والله يعصمك من الناس"

وهو ما عبر عنه بقوله :
"إنا كفيناك المستهزئين"

وتحدث عن رؤية البشر للجن واتصالهم ببعض فى عصرنا فقال :
"أما في عصرنا الراهن فكثيرة هي مشاهداتنا للجن، وإن كنا لا ندري حقيقتها أثناء لقاءنا معها، فهي قد تتجسد لنا بصورة بشرية أو على هيئة حيوان أو غيره. كما تتجسد للبعض بشكل مرعب ومخيف كالأشباح التي يزداد الحديث عنها على مر العصور، والبيوت التي يقال أنها مسكونة من قبل الجن والتي تحدث فيها أعمال تخريب وضوضاء وإيذاء وإحراق لأدوات المنازل وصفق لأبوابها وغير ذلك الكثير من الأمثلة التي لا يمكن حصرها."
وهو خطأ فادح فالجن لم يتصلوا بالبشر إلا فى عهد سليمان(ص) فقط كجماعة وأما بقية الاتصال فكان عبر الملائكة وهم فصيل من الجن اصطفاه الله وانتهى بانقطاع الوحى وختم النبوة والرسالة
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس