عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 13-03-2009, 08:19 AM   #17
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

بارك الله بكم أخي المشرقي الإسلامي

لقد قدمتم خيوط (النول) لموضوع الشخصية بشكل رائع ..

دعنا نحاول إلقاء الضوء على الجوانب التي تؤثر على قوة الشخصية.

إذا كانت الهوية، تعني فيما تعنيه الإعلان عن تعريف الشخص في اسمه واسم والده وتاريخ ولادته وديانته وفصيلة الدم الخ، وهي معلومات قد تقدمها البطاقة الشخصية التي تسمى في بعض الدول بطاقة الهوية، وقد يقدم تلك المعلومات شهود عايشوا ذلك الشخص فيخبروا من يسأل عنه بمعلومات قد تتطابق مع ما يذكر في بطاقته وقد تزيد أو تنقص عنها.

لكن الشخصية في حقيقتها، يعرفها صاحبها جيدا، ويحاول أن يخفي بعض الجوانب عن الآخرين فيها، وبالقدر الذي تزيد فيه الجوانب التي يريد إخفاؤها بالقدر الذي يثير فيه تساؤلات عن كوامن تلك الشخصية مما يبعدها عن جانب القوة الظاهرة في الشخصيات المتصفة بالقوة.

مثلا، إذا كان شخص يظن أن ابتسامته يعيبها سوء تنظيم صف أسنانه أو لونها، فإن الابتسامة تكون مرتبكة، وتظهر ذلك الخلل في مداراتها. أو إذا كان الشخص يتضايق من بروز كرشه، فإنه يحاول اللجوء لملابس يحاول فيها إخفاء ذلك البروز، وستتأثر مشيته ووقفته وجلوسه، وحالات كثيرة مثل ذلك، تشغل صاحبها عن أداء دوره السلوكي العام في محاولة مداراة عيوبه (غير المعلنة) في بطاقته الشخصية، وستؤثر بشكل أو آخر على قوة شخصيته. هذا في الجانب الفسيولوجي.

في الجانب (التراتب الاجتماعي)، إن أحس الشخص أنه في قوة تأثيره على الآخرين ينقصها قوة مركز وظيفي أو عائلي أو اقتصادي، فإنه يحاول الابتعاد عن زج نفسه في أدوار لا تتلاءم مع ترتيبه في ذلك الشأن، وسيتعامل الآخرون معه على نفس القدر الذي قرر أن يصنف نفسه فيه.

في الجانب الثقافي أو فيما يتعلق بالوعي اللحظي، يتفوق المثقفون على تقدير الأخطار التي حولهم عن غير المثقفين، فيستطيع المثقف أن يهون من أخطار تهدده إذا علم بقوانين الصراع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، فتظهر علامات الثقة في تصرفه أكثر من الجاهل، الذي قد يتوسل لبواب عند موظف من الدرجة العاشرة لظنه أنه متمكن في تقرير مصيره.

وشكرا لحضرتكم مرة أخرى
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس