عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 06-10-2019, 08:22 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,949
إفتراضي نقد مقال التعلم السريع

نقد مقال التعلم السريع
بدأ الكاتب المقال بالقول أن التعلم السريع طريقة للتعلم فقال :
"وهي طريقة فعلاً قيمة وفعالة للتعلم سواء في المدرسة أو في الحياة عموماً ،وقد أثبتت فعلاً جدواها"
التعلم السريع ليس طريقة للتعلم وإنما هو قدرة الإنسان نفسه على التعلم فقدرات الناس تتفاوت فى التعلم ما بين السرعة والوسط والبطء وسرعة التعلم والبطء فى التعلم قد يحدث للإنسان الواحد نفسه فداود(ص) فى قصة النعاج المائة كان سريع الفهم وفى قصة الغنم والحرث كان بطىء الفهم فأخطأ
وبعد ذلك أخبرنا الكاتب أن الإنسان يغير عمله 4أو 5 مرات فى حياته فقال:
"ففي عالم اليوم وجد أن الإنسان حتى وان أكمل دراسته وبدأ العمل فأنة عادة ما يغير عمله 4 أو 5 مرات خلال حياته وهدا ما يجعل وجود طريقة لنتعلم كيف نتعلم مهمة وضرورية في حياتنا اليوم"
وهذا الكلام يحدث فى المجتمعات الحرة اقتصاديا ولكن فى المجتمعات الأخرى قليلا ما يحدث فالمفترض أن تكون مهنة كل إنسان حسب التنظيم واحدة ولا يكون لأى واحد مهنتين ولا يجوز لأى فرد أن يغير مهنته إلا بناء على ظروف اضطرارية فمثلا من يصاب بالعمى وهو يعمل فى مهنة تحتاج للنظر يغيرها لمهنة من مهن الكلام التى لا تحتاج للنظر ومثلا المجاهد الذى قطعت إحدى رجليه لا يبقى فى جيش المجاهدين ويتم تغيير عمله لعمل مكتبى
وعبر الكاتب عن تجربة مر بها فقال:
" أنا شخصياً مرت علي تجربة أنني كنت محتاج أن أتعلم العديد من النواحي المالية والمحاسبية إضافة إلى طرق التعامل مع المراهقين وأيضا عدة برامج على الحاسب الآلي في وقت واحد وكان لابد من وجود طريقة منظمة للتعلم وهنا وجدت موضوع التعلم والسريع فعال ومفيد"
وكلام الكاتب هنا فيه خطأ فلا يمكن نتعلم عدة أشياء فى نفس الوقت وهو ما سماه الوقت الواحد فالجائز هو أن يرى بعينيه شىء ويسمع بأذنيه شىء ويشم بأنفه فى نفس الوقت ولكن ليس هذا تعلم
ويخبرنا الكاتب أن بأسماء مطورى التعلم السريع فيقول:
"وقد طور هده الطريقة البروفسير كولن روز بعد أن ظهرت نظرية البروفسير هوارد قاردنرز من هارفرد عن مستويات الذكاء السبعة والتي يطول شرحها"
وبالقطع التعلم السريع موجود منذ بداية البشرية وتم ذكره فى العديد من الكتب القديمة
وبعد هذا يخبرنا الرجل بنظرية التعلم السريع فيقول:
"باختصار فأن نظرية التعلم السريع تنص على الآتي:
لابد انك سمعت عن ما يسمى المخ الأيمن والمخ الأيسر، والمخ فعلاً مقسم إلى قسمين وهذا فقط تبسيط للأقسام والأجزاء الكثيرة في المخ والعالية المقدرة على كل حال من المفيد دائماً النظر إلى الفرق في ما يستطيع عمله كل من هذه القسمين من المخ
المخ الأيسر يختص أكثر في التفكير المنطقي، ويتعامل مع التحليل المتأني خطوة خطوة، إضافة إلى معظم مناطق اللغة مثل: الكلام والتفكير في الكلمات، الخ الناس الذين يصابون بجلطة في المخ الأيسر أو أي مشاكل مشابهة في هذا القسم تجد أن قدراتهم للكلام تصبح محدودة
المخ الأيمن يهتم أكثر بالتفكير الإبداعي، الموسيقى، إضافة إلى الصور المرئية"
أولا لا علاقة للمخ أو أى شىء فى الجسم بالتفكير فهى عملية نفسية فقط والنفس ليست شىء من الجسم لأنها تخرج من الجسم عند النوم ويرسلها الله للجسم عند الصحو وفى هذا قال تعالى :
"الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى"
ثانيا أن من الحقائق الثابتة أن المنظم أى المحرك إذا أصيب بشىء تعطلت الأشياء التى ينظمها فمثلا منظم السيارة إذا أصيب بعطل تتوقف السيارة كلها عن العمل وإذا جئنا للدماغ نجد أنه إذا أصيب بمرض لا تتوقف أجهزة الجسم وإنما تعمل وإن كانت بعض الأعضاء تتأثر مثل العين .
أن الدماغ يستمد قوته اللازمة للتشغيل وهو الدم من القلب العضلى وهذا يعنى أن منظم عمل الدماغ هو القلب العضلى ولذا نجد أن معظم أمراض الدماغ سببها نقص الدم الواصل له من القلب والاضطرابات الدموية كهبوط وعلو الضغط
وبخبرنا الكاتب أن ما يتعلمه الإنسان فى السنوات الخمس الأولى هو ما يبقى مدة أطول فى الذاكرة فيقول:
"النقطة المهمة هي أن التعلم يكون أسهل وأسرع ويبقى لمدة أطول عندما نستخدم المخ بجزئية في التعلم خلال السنوات الخمسة الأولى من الحياة، يتعلم الناس أشياء أكثر من أي خمسة سنوات أخرى في حياتهم، وبعد السنوات الخمسة الأولى يذهب الطفل إلى المدرسة ويتغير كل شيء " اجلس ، طالع للأمام ، كن هادئ ، اعمل ما أقول لك الخ " وتكون هذه نهاية العفوية ، الطاقة ، المشاعر ، التعلم بالمخ ككل وتبقى فرص قليلة ليتم استخدام الحواس كلها في التعلم تقليدياً ، تعلمنا من خلال طرق مثل القراءة ، المحاضرات ، التحليل الخ وهي قيمة ولكن ، ضع خطين تحت لكن ، ليست هذه هي الطرق التي يحب أن يتعلم بها كل الناس"
هذا الكلام مخالف للمعروف وهو أن الفرد غالبا ما ينسى الأحداث فى طفولته الأولى ولا يتذكر منها سوى القليل النادر الذى يذكره به من هو أكبر منه أو يكون مسجلا على شرائط عرض أو صور أو يكون شىء أليم فقد الفرد بسبب شىء من جسمه أو أصبح لديه علامة فى جسمه بسببه
ثم يخبرنا الرجل بموقع لمعرفة الطريقة المفضلة للفرد فى التعلم إذا أجاب على أسئلة الاستبيان فى الموقع فيقول:
"الكثير من الناس يفضلون او يحتاجون طرق أخرى للتعلم( يوجد استبيان بسيط يجعلك قادر على معرفة الطريقة المفضلة لديك بالتعلم ومن الممكن عملة من خلال الموقع التالي:
http://wwwacceleratedlearningnetwork...rning_testhtml"
بعد ذلك يخبرنا الرجل أن تنوع المتعلم أفضل فيقول:
"ما نريد أن نعمله الآن هو إضافة الإمكانية لاستخدام مخنا العاطفي والمهم، إضافة إلى ذكائنا الطبيعي في مراحل التعلم وذلك بإضافة أنشطة مثل الموسيقى ، الصور ، الألعاب ، نشاطات بدنية ، استرخاء وتخيل من المؤكد أن الناس يتعلمون بشكل أفضل عندما يحصلون على نشاطات متعددة أثناء التعلم، تجعلهم يفكرون بشكل أعمق عن ما يتعلمون لأننا عندما نقول ما تعلمناه بشكل مسموع جزء كبير منه يتم تذكره"
نظرية تنويع مواد التعلم فى الصغر نظرية خاطئة فالمفترض أن يتم تعليم الطفل ما يحتاجه من ضروريات كتعلم القراءة والكتابة والحساب المصغر جمع وطرح وضرب وقسمة والمعلومات عن بيته والبيئة المحيطة به وجسمه الظاهرى فقط وأما يحدث حاليا من تعليمه لغة غير لغته أو مواد علمية كالأجهزة داخل الجسم والجغرافيا والتاريخ فهو ضرب من الجنون يؤثر على تعلم الضروريات فكثير من الطلاب لا يجيدون القراءة والكتابة والحساب ومع هذا مطلوب منهم أن يتقنوا تلك المواد
المفروض أن يكون البناء سليما أولا بتعلم القراءة والكتابة والحساب وبعد ذلك يأتى الطابق الثانى مع أنه من الممكن أن تبث معلومات ما يسمونه العلوم والآداب من خلال دروس القراءة والكتابة ولكنه بصورة مختلفة عن التعلم المباشر لتلك الأسماء


رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس