عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-05-2009, 08:27 PM   #288
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :الحب الأعمى والجنون
اسم العضو : eid-123
(11)
فى قديم الزمان، حيث لم يكن على الأرض بشرٌ بعد ....كانت الفضائل والرذائل.. تطوف العالم معا..و تشعر بالملل الشديد.... ذات يوم... وكحلٍ لمشكلة الملل المستعصية...اقترح الإبداع.. لعبةَ.. وأسماها الإستغماية.



أحب الجميع الفكرة، و صرخ الجنون: أريد أن أبدأ.. أريد أن أبدأ...

أنا من سيغمض عينيه.. ويبدأ العدّ... و أنتم عليكم مباشرة الاختفاء....

ثم أنه اتكأ بمرفقيه..على شجرة.. وبدأ... واحد... اثنين.... ثلاثة....

و بدأت الفضائل والرذائل بالاختباء..

وجدت الرِقة مكاناَ لنفسها فوق القمر..

و أخفت الخيانة نفسها في كومة زبالة...

دلف الولع... بين الغيوم..

و مضى الشوق إلى باطن الأرض...

الكذب قال بصوتٍ عالٍ: سأخفي نفسي تحت الحجارة.. ثم توجه لقعر البحيرة ..

و استمر الجنون: تسعة وسبعون... ثمانون.... واحد وثمانون..

خلال ذلك، أتمت كل الفضائل والرذائل تخفيها... ماعدا الحب...

كعادته.. لم يكن صاحب قرار... وبالتالي لم يقرر أين يختفي..

و هذا غير مفاجئ لأحد... فنحن نعلم كم هو صعب إخفاء الحب..

تابع الجنون: خمسة وتسعون....... سبعة وتسعون....

و عندما وصل الجنون في تعداده إلى المئة

قفز الحب وسط أجمةٍ من الورد.. واختفى بداخلها..

فتح الجنون عينيه.. وبدأ البحث صائحاً: أنا آتٍ إليكم.... أنا آتٍ إليكم....

كان الكسل أول من أنكشف...لأنه لم يبذل أي جهدٍ في إخفاء نفسه..

ثم ظهرت الرقّة المختفية في القمر...

و بعدها، خرج الكذب من قاع البحيرة مقطوع النفس...

و أشار على الشوق أن يرجع من باطن الأرض...

وجدهم الجنون جميعاً.. واحداً بعد الآخر....

ماعدا الحب...

كاد يصاب بالإحباط واليأس.. في بحثه عن الحب... حين اقترب منه الحسد

وهمس في أذنه: الحب مختفٍ في شجيرة الورد!!

التقط الجنون شوكةً خشبيةً أشبه بالرمح.. وبدأ في طعن شجيرة الورد

بشكلٍ طائش و لم يتوقف إلاّ عندما سمع صوت بكاءٍ يمزق القلوب...

ظهر الحب.. وهو يحجب عينيه بيديه.. والدم يقطر من بين أصابعه...

صاح الجنون نادماً: يا إلهي.. ماذا فعلت؟..

ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك البصر ؟...

أجابه الحب: لن تستطيع إعادة النظر لي... لكن لازال هناك ماتستطيع فعله لأجلي...

كـُن دليلي..

و هذا ماحصل من يومها

يمضي الحب الأعمى... يقوده الجنون
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 23-11-2009 الساعة 10:26 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس