[هيثم العمري]

نهض الحزين يسائل الأطلالا
يبكي على الماضي الذي قد زالا
أما أنا فالنهد يعلم قصتي
والحرف يضرب بالهوى الأمثالا
ما زلت أعشق ليلها ونهارها
فسأركبن لأجلها الأهوالا
إني غزلت من القصائد ثوبها
وبنيت في روحي لها تمثالا
حبيبتي تزداد سحرا إنها
بالحسن تحدث ههنا زلزالا
أنا ما نسيت كلامها لما بكت
قبل الوداع وسبت العذالا
قالت حبيبي إن قربك جنة
وفراق وصلك يزهق الآمالا
لكن أهلي يملكون كرامة
والحاسدون يؤلفون مقالا
فمسحت عن خد الحياة غمامة
وأجبتها سأسحق الأنذالا
إن كان وصلك يا مليحة مطلبي
مات الحرام إذا قصدت حلالا
إنا على شرع الأله نحب أن
نحيا وقد عشق الجمال وصالا
إن اللقاء كما أراد نبينا
سيغير الكلمات والأقوالا
ضحكت وقالت لا حرمت فصاحة
في رحمها صار الأجاج زلالا
طلبت منها قبلة فتكرمت
فعلمت أني قد بلغت محالا
والله لولا الخوف من رب الورى
لفتحت في ثغر الحصون خيالا
وجعلت ما بيني وبين خليلتي
حدا يقرب ذكره الآجالا
لكن تركت لها القرار ولم أدع
للشك في قلب الرقيب مجالا