[ياسمين]

المشاركة الأصلية بواسطة البدوي الشارد

ما قاله علماء الأزهر هنا ليس هو "رأي عالم واحد" كما يقول أخونا البلبل وإنما هو رأي الغالبية من علماء الإسلام عبر العصور كلها، وعلى رأيهم تسير أغلبية أهل الإسلام، ومن قال بوجوب النقاب وتغطية الوجوه هو الأقلية، وهذا الرأي بوجوب تغطية الوجه هو الرأي الذي سارت عليه أقلية المسلمين أيضاً.

أخي البدوي الشارد

أود أن أحييك لأشير إلى أمر لا أفهمه حقيقة ولا أدرك سببا يجعل

الناس يتحدثون حول مسألة لباس المرأة المسلمة بإثارة زوبعة

من المشاحنات والصدامات وكأننا بصدد الاستعداد لحرب دموية

ضد اليهود وأسجل هنا ملحوظة مهمة كي لا يفهم كلامي بشكل

مغلوط لأنني لا أقصد أحدا من الأعضاء بهذا الكلام إنما يثيرني

دائما ما يروج حول هذا الموضوع من قيل وقال داخل الأوساط

المجتمعية الإسلامية ..فيضخم الموضوع إلى أبعد مدى وتفور

رؤوس الرجال وقد تعادي طائفة مسلمة طائفة أخرى بسبب

اختلاف الرؤى للباس المرأة كما أنني لاحظت بأن الشباب

المسلم لا يعتبر نفسه مسلما حقيقيا إلا عندما يفتي في أمور لباس

المرأة وجوانب لها علاقة بأمور العبادات وتحديدا في شكلها

القشوري وتجد الشاب يفتي دون علم بأمور دينه والغريب في

الأمر أنك حين تريد مناقشته يستحيل أن يقتنع ولو تلوت عليه

زابور داوود عليه السلام..الأمر خطير أخي ويجعلك تبكي بدل

الدموع دما..يكفي أن أقول لك أن تلميذا قال لزميل لي في العمل

يشتغل في التدريس:

ألا تعلم يا أستاذي أنك كافر؟ أجابه المدرس قائلا : لماذا ياولدي؟

فأجابه مستنكرا : لأنك لا تذهب لصلاة العصر عندما تسمع الأذان

وترتدي البنطلون!! قال له المدرس : أذهب للصلاة أثناء الفسحة

المسموح بها لأنني مضطر لذلك والدين يسر لأنه يقدم المصلحة

العامة لعدم إلحاق الضرر بالعباد ....

استغربت عالمة أمريكية دخلت إلى الإسلام وتملكها العجب من

أحوال المسلمين قائلة : إن هذا الدين العظيم لم يترك للإنسان

المسلم ثغرة مبهمة إلا بينها ووضحها وضوح الشمس في كبد

السماء ..حتى قبل دخول المسلم إلى الحمام ليقضي حاجته شرح

لنا الرسول صلى الله عليه وسلم ماذا نقول وكيف يجب أن نتصرف..

ورغم كل هذا الوضوح يصر المسلمون على الشقاق وإذكاء نار

الفرقة بين بعضهم ..وبما أنني امرأة مسلمة أعطاني الإلاه الحق

حرية للتعبير عن رأيي رغم أنف البشر ..أقول لهؤلاء المتناحرين:

لماذا لا تحملون السلاح وتقتلوننا لترتاحوا من وجودنا فنحن سبب

الشر والفتن ..لهذا أرى أن الحل الوحيد هو الوئد وبدل من دفن

المرأة وسجنها وهي حية أنا شخصيا أفضل الموت وئدا تحت

الثرى ليرويني المطر وأرتاح..

هذا صوتي أعبر من خلاله عن عميق انكسار نفسي بين قوم ما

قدروا وجودي حق قدره وقد انتابني هذا الإحساس منذ طفولتي

وكثيرا ما تمنيت لو كنت رجلا لكي أعيش ويبدو أن حدس الطفولة

كان مصيبا وأحمد الله أنني كبرى أخواتي وليس بيننا أخ ذكر كي

يمارس سلطته علينا . ..

وعلى العموم ما يروج حول المرأة من أقاويل هنا وهناك يؤكد حقيقة

واحدة لا مفر من تجاهلها وهو أن المرأة بوجه عام أينما وجدت

لم تتخلص بعد من مجموعة من التوصيفات التي تزدريها

وتقلل من رجاحة عقلها لتلبسها رداء المكر والنفاق

والجشع والضعف والرذيلة وجلب العار..

لكن ما ذنبنا أننا خلقنا في مجتمع ذكوري لا يحب أن

يسمع إ لا صوته مهووس بتقلد مناصب البطولة في كل

شيء على حساب الأنثى وإن لم تتوفر فيه شروط

الأهلية لذلك!!!!!!

أرجو التأكيد مرة أخرى أن خطابي عام لا أقصد به أحدا لكن أعبر

عن رأيي كامرأة مسلمة حرة .

وإن كان معظم شبابنا المسلم ينفق وقته في المطاحنات حول الحرام

والحلال والجائز والمحلل في كل ما له علاقة بهذا الجسد الأنثوي الضعيف...

أقول يا سادتي أن جسدي ليس ملككم

لأنني حجزت تذكرة سفري منذ ولادتي وحزمت حقائبي ونذرت

روحي لبيت المقدس الذي ينزف دما ولأهلي في العراق وأفغانستان

كم تمنيت أن أمزق جسدي أشلاء أشلاء هنا وهناك ليكون

ذرعا واقيا يحجب السهام والقنابل ويضلل بها على الأشجار والوديان

والشيوخ والأطفال ...قولة أستلهمها من الأخ الماسك

وأنا أبكي بحرقة : يا إخواني لو تعلمون كم أنا مريضة بكم.

وسامحوني إن آذيتكم بقولي هذا ولكنني تعبت وتعبت وفاض الكيل...

تحياتي للجميع وبالغ تقديري لك سيدي