عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 12-05-2007, 08:42 PM   #4
مغربي
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2004
المشاركات: 298
إفتراضي

جزاك الله خيرا على الرد الطيب

بقلم العلامة محمد الغزالي رحمه الله

مفارقات

هناك معاص مركبة تلتقى فيها عدة رذائل، أو تتشابك فيها بضعة آثام! ماذا تقول فى رجل يأتيك بالعمل ناقصا، ثم يطلب عليه أجرا زائدا، فإذا اعترضته اتهمك بالجور وهضم الضعفاء!!عمال كثيرون يبنون حياتهم على هذه السيرة الرديئة، تخرج الأعمال من أيديهم مشوهة، ويطلبون لقائها الثمن الغالى، فإذا أخذ أحدهم ما يريد شرع ينفقه فى التدخين، أو يبعثره فى وجوه الشر! قلت: رحم الله أياما كان آباء هؤلاء العمال يزرعون القمح ويأكلون الطين، ويجيدون ما يكلفون به ويطلبون العوض باستحياء! لقد دافعنا عنهم بحرارة، وطالبنا حقوقهم بقوة، فلما تقررت هذه الحقوق بعد لأى كانوا قد ماتوا وحل محلهم كسالى أدعياء لا يحسنون شيئا ويطمعون فى الكثير. لقد نزلت فى القرآن الكريم سورة عن المطففين"الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون" وهذا الصنف من الناس موجود فى ميادين شتى، شيمته أن يدور حول نفسه يصبح فيتصور أن ما فى أيدى الناس ملكه فهو يعمل على إسترداده، وهو كثير الحديث عما يرى أنه له، قليل الحديث عما يجب عليه، بل سريع الجحود والنكران! "ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين".

إن الحديث كثر عن الإسلام السياسى وعن ضرورة تطبيق الشريعة فى دروب الحياة كلها، وهذا مطلب جليل، ولكن دونه أهوال فهلا أكثرنا الحديث عن الإسلام الأخلاقى، وعلى غرس الفضائل الجليلة بين الكبار والصغار.

إن الحضارة الحديثة قامت على صناعات دقيقة قد ترى آلاتها بالمجهر وقد تكون آلاتها الضخمة قائمة على علاقات بالغة الدقة، والنجاح فى تصريف هذه الآلات يتطلب اللطافة واللباقة والأناة والحذر، ويستحيل أن يهدى إليه الهجامون على الحياة بغباء، أو المتقلبون فى شئونها بإستهانة، أو عبيد أطماعهم بعمى ونزق.!
لماذا يكون العامل عندنا دون نظيره فى أوروبا؟ إن اليابانيين يرون الأمريكان كسالى! والأمريكيون يرون الأوروبيين دونهم! فما منزلتنا نحن فى دنيا الناس؟ وكيف ينتصر دين يكون أتباعه من المطففين الذين لهم الويل؟ أو من الهمل الذين فقدوا بريق العقل؟؟
الميزان القرآنى يتحرك بالذرة ليميل يمنة أو يسرة "ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفا بنا حاسبين" فهل ينصف هذا الميزان أناسا فوضويين فى النواحى الفنية والخلقية؟ على المسلمين أن يعرفوا دينهم ويرتفعوا إلى مستواه، وإلا هلكوا.
مغربي غير متصل   الرد مع إقتباس