عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-07-2023, 07:21 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,994
إفتراضي

وإذا نظرنا إلى أمر الجنسية، وحال الناس معها، والذين يدعون أنها ضرورة، فنقول: إن معظمهم يأخذونها للعمل؛ أي: لطلب الرزق، وآخرين يأخذونها لتسهيل التنقل والسفر، وفي كلا الحالتين ليست ضرورة؛ لأنك ستجد طرقا غيرها في طلب الرزق أو في السفر والتنقل حتما؛ {ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه} [الطلاق: 2 - 3].
وإن سلمنا - جدلا - أنها ضرورة من هذا الجانب، وعلمت أن الضرورة تقدر بقدرها، فهل ستتخلى عنها عند قضاء حاجتك؟! الغالب، والذي عليه الناس: أنهم لا يتخلون عنها أبدا، بل هم لا يطلبون الرزق أصلا ولا السفر والتنقل، فتجدهم لا يعملون غالبا، بل يعيشون على ما يأتيهم من الدولة من مساعدات، ولا يسافرون إلا نادرا جدا، لربما مرة في العمر كله، ويبقون في بلاد الكفر، فينسلخون من دينهم شيئا فشيئا، حتى إنك لا تفرق بين أبنائهم وأبناء الكفار من حيث المظهر والأفكار، وربما العقائد؛ إلا بصعوبة بالغة، نسأل الله السلامة والعافية.
فيبقى من أهل الضرورات مثلا من هو مهدد بالقتل في بلاد المسلمين، أو ما أشبه، وعلى كل حال الضرورات الشرعية مرجعها إلى الشرع، فيجب على المرء سؤال أهل العلم عما إذا كانت حالته ضرورة تبيح له المحظور، أم لا."
المؤلف هنا يتناسى ما يحدث فى بلاد المنطقة من تضييق على الناس فى أرزاقهم وفرض إتاوات عليهم تحت مسمى ضرائب أو كفالة أوغير ذلك ومع هذا يعلن أصحاب المكس أنهم مسلمون وتقوم الحكومات بعدم التوظيف أو تقليل رواتب الموظفين والعمال
كما يتناسى أن من يفتح فمه ويطالب بالعدل مصيره الإعدام أو السجون بينما فى بلاد الكفار التى يحرمون التجنس بجنسيتها لا يوجد هذا التضييق فى الرزق أو فى الوظائف ولا يتم اعدام الناس أو سجنهم بسب أرائهم إلا فينا تدر
أيهما أفضل أن تعيش مكمما مظلوما تحت حكم يقول أن تخضع للحاكم وإن أخذ مالك وجلد ظهرك وهتك عرضك أم تعيش فى بلد آمن على مالك وعرضك
الغريب أن من تعرضوا للجنسية لم يتعرضوا لمسألة الهجرة للحبشة مع أنى لا أومن بحدوثها
ألم يهاجر المسلمون كما تقول الروايات لدولة كافرة وإن كان حاكمها هو الوحيد المسلم بسبب عدله ؟
وكعادة من يهونون المظالم الكبرى يدعونا الرجل إلى البقاء فى بلاد تعذبنا وتعاقبنا على غير ذنوبنا ارتكبناها من أجل حكام يسرقون أموالنا ويبعثرونها فى الحرام من أجل حكام يعذبون الناس ويعدمونهم ويسجنونهم وهم يعلمون تمام العلم أنهم أبرياء ولم يرتكبوا أى جريمة لا فى الشرع ولا فى القانون الوضعى الذى يحكمون به
يقول المؤلف اجلس فى بلدك الذى يحرمك من العدل من رزقك الحلال يحرمك أن تكون مساوى لحكامه ومن معهم
اقرأ أيها القارىء:
"وأخيرا أقول لأخي السائل:
ينبغي للمسلم المؤمن أن يعلق قلبه بالله وحده - سبحانه وتعالى - وأن يلقي عن قلبه هم الدنيا وحبها، فخذ بالأسباب المشروعة الصحيحة، وتوكل على الله فهو حسبك، وتذكر قوله - صلى الله عليه وسلم - الثابت: ((من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه))، وتذكر قوله أيضا - صلى الله عليه وسلم -: ((إن روح القدس نفث في روعي: أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها، فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله - تعالى - لا ينال ما عنده إلا بطاعته)).
وعلق نفسك بالآخرة، وكن على يقين راسخ بأن الله يعوض أولياءه بالنعيم التام يوم القيامة، حتى وإن عاشوا في الدنيا بفقر، فإنهم سيعيشون في الجنة في نعيم، من قصور وأنهار، وثمار وحدائق، وسرر مرفوعة، وأكواب موضوعة، وذهب وحلي وفضة، وحرير وحور عين، ولهم فيها ما يشتهون، والأعظم من هذا أنهم سيرون ربهم - سبحانه وتعالى.
واعلم أن أولياء الله هم الذين يتقونه ويخشونه، ويحبونه ويطيعونه، ويرجون رحمته، ولا يشركون به شيئا، وتذكر قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمر بن الخطاب عندما قال عمر - رضي الله عنه - عندما رأى حال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وإنه لعلى حصير - يقصد رسول الله - ما بينه وبينه شيء، وتحت رأسه وسادة من أدم، حشوها ليف، وإن عند رجليه قرظا مصبوبا، وعند رأسه أهب معلقة، فرأيت أثر الحصير في جنبه فبكيت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمر: ((ما يبكيك؟))، فقال عمر: يا رسول الله، إن كسرى وقيصر فيما هما فيه - يقصد من نعيم الدنيا - وأنت رسول الله – يقصد: وهذه حالك من فقر وقساوة عيش - فقال رسول الله: ((أما ترضى أن تكون لهم الدنيا، ولنا الآخرة؟!))، وهذا سؤال محمول على التوكيد، والتذكير بأن للكفار الدنيا، وللمسلمين الآخرة، ونعيم الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون."
نفس مقولة علماء السلطان السابقين نصح بها الآباء والأجداد الذين ماتوا ولم يعوضهم الله بشىء لأنهم سكتوا ولم يدافعوا عن حقوقهم كما قال تعالى :
" ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار"
واستمر الحكام كلما مات واحد أو اغتيل جاء مثله فى دائرة من الفساد والظلم لا تنتهى
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس