عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-03-2009, 02:09 PM   #4
كريم الثاني
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 520
إفتراضي

شيخنا الفاضل ،،، جمال ،،، حياك الله .


انا اعتقد أن الامر ليس له علاقة باللغة وقواعدها بقدر ما له علاقة بالتربيه وحسن الادب والتأدب مع الاخرين ، وهذه هي لغة القرآن العظيمة التي تعودنا عليها.


اخي الفاضل ،،، لو رجعنا الى الايات السابقة نجد انها تتحدث عن الصحابة وليس من الحكمة القول ان الصحابة تركوا الرسول بغرض اللهو ، وإلا لعاب الناس ذلك على الصحابة ، ولكنه قال أنهم تركوا الرسول بغرض التجارة وهذا سلوك إنساني غرائزي طبيعي يسلكه كل البشر .

عدا عن ذلك أن الذين إنفضوا من حول الرسول لم ينفضوا بدافع واحد ،،، فمنهم من ترك الرسول بدافع اللهو ومنهم بدافع التجاره ولذلك نجد أن القرآن الكريم عندما اراد أن يتعرض لهذه المسالة فإنه تناولها بطريقة تربوية راقيه بحيث لا يمس أو يخدش مشاعر صحابة رسول الله بسوء .

وقد جاءت هذه الاية في آخر سورة الجمعة بعد أن وجه القرآن الكريم توجيهاته لهم يوم الجمعه وأدب التعامل مع صلاة الجمعة .

وقد جاء في تفسير الكشف والبيان (( الثعلبي )) ما يعزز هذا الرأي فيقول :

وقال جابر بن عبد اللّه: كان الجواري إذا نكحوا يمرّون بالمزامير والطبل فانفضّوا إليها، فنزلت هذه الآية، وقوله { ٱنفَضُّوۤاْ إِلَيْهَا } ردّ الكناية إلى التجارة لاّنّها أهم وأفضل، .




ولمزيد من الفائدة فإن الامام الزمخشري في تفسيرة الكشاف يروي لنا قراءتين لهذه الاية فيقول :


فإن قلت: كيف قال: { إِلَيْهَا } وقد ذكر شيئين؟ قلت: تقديره إذا رأوا تجارة انفضوا إليها، أو لهوا انفضوا إليه؛ فحذف أحدهما لدلالة المذكور عليه، وكذلك قراءة من قرأ: «انفضوا إليه». وقراءة من قرأ: «لهوا أو تجارة انفضوا إليها» وقرىء: «إليهما».




القرآن الكريم أوصل إشارته الى هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم بطريقة تقبلها نفوسهم وتقبلها الاجيال المسلمة من بعد ذلك والتي تتخذ من الصحابة قدوة في حياتها .



وشكرا" لك .
كريم الثاني غير متصل   الرد مع إقتباس