عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 10-11-2007, 05:38 PM   #9
عصام الدين
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2000
المشاركات: 830
إفتراضي

أخي الكريم الوافي.
الطلاق اليوم فض لعقد مكتوب.. والعقد شريعة المتعاقدين، نال الزواج صبغته المقدسة نظرا لكونه أسمى من مجرد عملية بيع وشراء.. وصبغ بالدين عند كل أتباع الديانات. لكنه يبقى كذلك، عقدا مدنيا ينظمه قانون المسطرة المدنية، أو الأحوال الشخصية ومحاكم الأسرة حسب التسميات الجديدة، أعرف أن محاكم الأسرة لا توجد عندكم، لكنها هنا بجوار الابتدائية والاستئناف والتجارية والعسكرية إلى غير ذلك.. وأما الحق في الطلاق، أو التطليق، أو التطالق، فهي صيغ ابتكرها الانسان/المشرع منذ الأبد لتنظيم أول مؤسسة ظهرت في التاريخ..
من أين اكتسب الرجل الحق في التحكم في مصير الأسرة، عندما تحولت العائلة الي النمط الأبيسي، وفي الأصل كانت أميسية، لست أدري هل لك صلة بمصطلحات سوسيولوجية كهذه لكنها معارف متداولة ولعلها أقرب للإقناع من القص واللصق.
في نصك المستشهد به تحدثت عن حق الرجل في التطليق وحقه أيضا في التنازل عنه وتفويضه جزئيا أو كليا حسب رغبة سيادته.. ترى من أي قوة خارقة اكتسب هذا الحق ؟ من قوة التاريخ وصلابة تقاليد متوارثة نقف إلى جانبها مادامت لصالحنا. أليس كذلك ؟
فمؤسسة الزواج قديمة جدا قبل الدين وقبل لغتنا وقبل الحضارة. لكن ماذا عن مجتمع يتغير، مجتمع حديث كمجتمع اليوم، حيث المرأة متعلمة، تعمل مع الرجل، في التعليم والإدارة والوزارة والقضاء أيضا، وحيث مصاريف العيش يتقاسم أعباءها الرجل والمرأة برغم أنفهما حيث هو واقع يفرض نفسه.. أرى أن قيادة الأسرة يجب أن تكون مشتركة، وما أمر الزواج أو الطلاق إلا واحدا من عقود الشراكة التي يجب أن توثق عند القاضي تجنبا للتعسف فيه وتحل أيضا بطلب الطلاق من عند القاضي.. في محكمة الأسرة. الشيء الذي لا يتواجد عندكم. مثل ذلك العقليات وأشياء أخرى.. أعرف، لذلك فلقد قلت مسبقا أننا لن نتفق.
وسلام حار.
__________________

حسب الواجد إقرار الواحد له.. حسب العاشق تلميح المعشوق دلالا.. وأنا حسبي أني ولدتني كل نساء الأرض و أن امرأتي لا تلد..
عصام الدين غير متصل   الرد مع إقتباس