عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-01-2021, 09:18 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,958
إفتراضي

وذلك لإقرار النبي (ص)معاذا لما قالها، ولم ينكر النبي (ص)على معاذ، حيث عطف رسول الله (ص)على الله بالواو، وأنكر على من قال: "ما شاء الله وشئت"، وقال: "أجعلتني لله ندا؟! بل ما شاء الله وحده", فيقال: إن الرسول (ص)عنده من العلوم الشرعية ما ليس عند القائل، ولهذا لم ينكر الرسول (ص)على معاذ.
بخلاف العلوم الكونية القدرية؛ فالرسول (ص)ليس عنده علم منها. فلو قيل: هل يحرم صوم العيدين؟ جاز أن نقول: الله ورسوله أعلم، ولهذا كان الصحابة إذا أشكلت عليهم المسائل ذهبوا إلى رسول الله (ص)فيبينها لهم، ولو قيل: هل يتوقع نزول مطر في هذا الشهر؟ لم يجز أن نقول: الله ورسوله أعلم، لأنه من العلوم الكونية.) اه
وما قاله الشيخ لا يتوافق مع كثير من الأحاديث التي فيها قول الصحابة: (الله ورسوله أعلم) في الأمور الكونية ومن الأمثلة على ذلك:

- ما في صحيح البخاري [4/ 1603] في قصة كعب بن مالك: (فقلت: يا أبا قتادة أنشدك بالله هل تعلمني أحب الله ورسوله؟ فسكت فعدت له فنشدته فسكت فعدت له فنشدته فقال: الله ورسوله أعلم ففاضت عيناي) اه فقد قال أبو قتادة: الله ورسوله أعلم, لما في قلب كعب بن مالك وهو من الأمور الكونية
- ومن ذلك ما في صحيح البخاري أيضا [5/ 2063] في قصة عتبان بن مالك: (فقال بعضهم [عن مالك بن الدخشن]: ذلك منافق لا يحب الله ورسوله, قال النبي (ص): لا تقل ذلك ألا تراه قال: لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله؟ قال: الله ورسوله أعلم) فقد قال الصحابي: الله ورسوله أعلم, لما في قلب مالك بن الدخشم وهو من الأمور الكونية
- ومن ذلك ما في صحيح البخاري أيضا [3/ 1170]: (عن أبي ذر قال: قال النبي (ص) لأبي ذر حين غربت الشمس: (تدري أين تذهب)؟. قلت: الله ورسوله أعلم قال: (فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها) اه فقد قال أبو ذر: الله ورسوله أعلم, لمكان ذهاب الشمس عند الغروب وهو من الأمور الكونية

- ومنه ما في سنن الترمذي [5/ 403]: (عن أبي هريرة قال: بينما نبي الله (ص) جالس وأصحابه إذ أتى عليهم سحاب فقال نبي الله (ص) هل تدرون ما هذا؟ فقالوا: الله ورسوله أعلم قال هذا العنان هذه زوايا الأرض يسوقه الله تبارك وتعالى إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه قال هل تدرون ما فوقكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال فإنها الرقيع سقف محفوظ وموج مكفوف ثم قال هل تدرون كم بينكم وبينها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال بينكم وبينها مسيرة خمسمائة سنة ثم قال هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال فإن فوق ذلك سماءين ما بينهما مسيرة خمسمائة سنة حتى عد سبع سموات ما بين كل سماءين كما بين السماء والأرض ثم قال هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال فإن فوق ذلك العرش وبينه وبين السماء بعد مثل ما بين السماءين )
- ومنه ما في المعجم الأوسط للطبراني [9/ 52]: (فقال رسول الله (ص): «أتدرون ما قال هذا الجمل؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: هذا جمل جاءني يستعيذني على سيده)
- ومنه ما في دلائل النبوة للأصبهاني [1/ 47]: (عن أبي ذر أنه ذكر عثمان فقال: لا أقول أبدا إلا خيرا ثلاث مرات لشيء رأيته من رسول الله (ص) في خلوات رسول الله (ص) لا يعلم منه فمر بي فتابعته حتى انتهى إلى موضع قد سماه فجلس فقال يا أبا ذر ما جاء بك قلت: الله ورسوله أعلم ... ) "

والملاحظ أن الروايات المستدل بها كلها حدثت والرسول(ص) حى بينما الكتاب يتحدث عن إباحتها بعد وفاته(ص) كما أن الكثير منها يعارض كتاب الله وهو ما يعنى أنها لم تحدث
والغريب أن اليافعى ذكر قولة الخادمى الدالة على عدم المشروعية فى مبحث المشروعية ثم عاد وذكرها فى المبحث الثالث فقال:
"المبحث الثالث:

ذكر من نهى عن ذلك:
تقدم معنا قول الخادمي في بريقة محمودية (ج5/ص27): (لا يخفى أنه يقرب إليه [أي قول: ما شاء الله وشئت] قول الأصحاب في أكثر الأحوال: الله ورسوله أعلم فتأمل في فرقهما) وتقدم التعليق عليه فراجعه فإنه مهم وفي موسوعة المؤلفات العلمية لائمة الدعوة النجدية (ج 43 / ص 48): أجاب الشيخ أبا بطين: (وأما قول بعض الناس إذا سئل عن شيء: الله ورسوله أعلم. فهذا يجري على ألسنة كثير من الناس من غير اعتقاد شيء، فالواجب تعليم مثل هذا، والله -سبحانه وتعالى- أعلم. وصلى الله محمد وعلى آله وصحبه وسلم.) وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية (ج 3/ص 241): (وقوله: (الله ورسوله أعلم) يجوز في حياة الرسول (ص)أما بعد وفاته فيقول: الله أعلم؛ لأن الرسول (ص) بعد وفاته لا يعلم ما يحدث بعد وفاته. وبالله التوفيق. . اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء)
وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء أيضا (ج14/ص177): (إذا سئل العالم عن مسألة فخفي عليه علمها؛ توقف عن الجواب عليها، وأشار إلى مبلغ علمه بقوله: الله أعلم، أو لا أدري، ولا يقول: الله ورسوله أعلم، بالجمع بينهما في صفة العلم؛ لأن ذلك إنما كان يقوله الصحابة في حياته بالنسبة للرسول (ص) "
ثم ذكر الرجل أدلة من أباحوا فقال:

المبحث الرابع:

ذكر أدلة من قال بالمشروعية وأدلة من نهى عن ذلك:
أولا: أدلة من قال بالمشروعية:
استدلوا على المشروعية بالقرآن والحديث والآثار:
أما القرآن: فقوله تعالى: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله وإلى الرسول) أي قولوا: (الله ورسوله أعلم) على أحد التفسيرين في معنى الرد, ففي المحرر الوجيز لابن عطية (ج 2 / ص 146): (قال قوم: معناه قولوا: الله ورسوله أعلم، فهذا هو الرد) اه
وفي مختصر تفسير البغوي المسمى بمعالم التنزيل (ج 2 / ص 173) إلى الله والرسول) ... قيل: الرد إلى الله تعالى والرسول أن يقول لما لا يعلم: الله ورسوله أعلم)
وفي معاني القرآن للنحاس (ج2/ص124) في نفس الآية: (والقول الآخر فقولوا: الله ورسوله أعلم) "

قطعا الآية ليست فى علم كل شىء وإنما هى مخصصة بالتنازع وهو الاختلاف فى الأحكام فالتنازع لا يكون فى الغيب للجهل به من قبل الكل وإنما التنازع هنا فى حكم الله فى القضايا
ثم قال :
"وأما السنة: فالأحاديث الكثيرة التي فيها قول الصحابة : (الله ورسوله أعلم) ولا فرق في الأمر بين حياة النبي (ص) وموته لأن علمه (ص) من علم الله تعالى
وأما الآثار: فقد تقدمت آثار كثيرة في أول المبحث من أقوال السلف وأفعالهم في المسألة فراجعها فهي مهمة
ثانيا: أدلة من نهى عن ذلك
استدل من نهى عن ذلك بالتالي:
1 - أن ذلك لم يرد عن الصحابة والسلف, وأجيب: بأنه قد ورد كما تقدم, وعلى التسليم بعدم الورود فليس في عدم ورود ذلك عنهم ما يدل على النهي عن ذلك
2 - قياس ذلك على النهي الوارد في حديث (ما شاء الله وشئت) , وأجيب: بأنه قياس مع الفارق كما تقدم, وهو أيضا قياس في مقابل النص فهو فاسد الاعتبار"

وهذا الكلام كما قلنا كله بلا دليل من الفريقين فلا الفريق المبيح جلب دليل واحد من الوحى على أن الله ورسوله (ص)بعد وفاته أعلم ولا الفريق المحرم جلب دليل من الوحى
ومن ثم كل ما ذكره ى أهمية له فالمهم هو نصوص الوحى وهى :
الرسول (ص) ليس أعلم سواء فى حياته أو مماته فهو لا يعلم الغيب كما قال :
"ولا أعلم الغيب"
وقال :
" لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء:
ولا يعلم بقلوب الناس فهو لم يكن يعرف الأعداء الخفيين كما قال تعالى :
"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم" فهنا المسلمون بما فيهم النبى لا يعلمون بأولئك الناس ولفظ ألاية" وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم" قالله وحده هو العالم
وكرر الله ذلك بأن النبى(ص) لا يعرف المنافقين فقال:
"وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم"
ومن عدم معرفة النبى(ص) حتى بالأحداث حوله أنه دافع عن المذنبين واتهم البرىء حتى أنزل الله براءته وفى هذا قال تعالى :
"إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما"واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما"ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما"يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا ها أنتم جادلتم عنهم فى الحياة الدنيا فمن يجادل عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا"ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيماومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك"
إذا لا يمكن أن يوضع الرسول(ص) مع الله فى العلم لأنه لا يعلم الكثير الشىء الوحيد الذى يعلم به كله تماما هو ما علمه الله إياه وهو أحكام الوحى فى القضايا فهذه يصح أن يقال فيها الله ورسوله أعلم
هذه القولة فى الأحكام تصح فى حياته ومماته وأما فى باقى الأمور فحرام أن يقال أن الرسول(ص) أعلم لجهله فى غير أحكام الوحى وأهل الروايات يروون فى ذلك حكاية تأبير النخلة والقول " أنتم أعلم بأمور دنياكم" فضلا عما ذكرناه من آيات القرآن التى تثبت قصور علمه فى غير أحكام الوحى وهناك آيات اخرى تثبت هذا القصور فى العلم هى والروايات التى يقال عنها أسباب النزول كما فى الآيات البادئة بيسألونك فهو لم يكن على علم بالإجابة حتى أنزل الله الوحى عليه مجيبا
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس