عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 25-06-2009, 02:22 AM   #18
محمد الحبشي
قـوس المـطر
 
الصورة الرمزية لـ محمد الحبشي
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
الإقامة: بعيدا عن هنا
المشاركات: 3,527
إفتراضي

إقتباس:
أهلاً بك في خيمتك التي تزدان بك وتحن إليك وتسري فيك وتمتاح منك ..
أهلا بصديقى المشرقىّ الغالى

إقتباس:
القصيدة التي كتبتها كانت في غاية الحيوية والنشوة ، وقد أضاف إليها بحر الخبب جمالاً فائقًا .
القصيدة كان فيها اتكاء كبير على عنصر الصورة وهي أداة فاعلة في إكساب النص حيوية وبريقًا لاسيما وأنها كانت تقريبًا في نفس البيئة التشبيهية وهذا يكسبها حالة من التزيّن والتكامل .
أعشق موسيقى هذا البحر وإن كان البحر الخفيف أمتع البحور موسيقى ووقعا فى أذنى

إقتباس:
وفي البيت الأول كان للمطلع بريقه إذ أنه تعليلي ، تتضح فيه قيمة الوردة المستمدة من المرأة ، وهذا أمر جيد فلا داعي لأن يقول لها إنك بستان ورود ، بل أخفى المعنى من خلال التعبير عن الكل بالجزء وهذا يحسب للعمل ، وإن كان هذا المقطع به خلل :
عشقت البشرة الخمريّة
هنا أنت سكّنت الهاء المربوطة في البشرة ولو حركتها لاختل الوزن ، فبين إلحاح الوزن و ضوابط النحو تتربع المعاناة .
ضرورة شعرية وقد رأيت المتنبى اشعر العرب يبيح لنفسه الكثيير منها فقلت لى منها نصيب .. لكنى لم أجد بديلا للفظة "البشرة" فى قاموس العرب الاصيل فكانت هذه اللفظة العصرية جدا

إقتباس:
ويأخذ الوصف صورة أجمل عندما تتكامل البيئة وتبدو لامعة كأنها رأي عين في هذين البيتين :

تختالُ الرقّةُ فى عينيها / كالأمواجِ الماسيّة

تبسمُ كالصبحِ وفى غُرتِها / نجمةُ ليلٍ فضيّة

تعبير الأمواج الماسية للتعبير عن البريق غير أنه كان بريق عينيها ، وهذا أيضًا من جماليات النص لأنك بذلك استغنيت عن القول بأن عينيها بحر ، وتشبيه حورها بالصبح والليل أضفى على القصيدة جوًا من الحركة والتصورات الفانتازية الجميلة ، وهذه ظاهرة أظنها تسمى الحشد ، فقد تم حشد صور كثيرة في بيتين فقط .لكن سحر الصورة وتوالي المرئيات جعل هناك تداعيًا فضية ماسية ذهبية كأننا في دورة أوليميبية ! ربما لم تكن مطلوبة هذه "السبائك الذهبية" ولا أري ما دلالتها عند تشبيه الشعر بها .
الصورة الشعرية هى ما تذهلنى حين اقرأ لغيرى ، لهذا أحرص على أن أحلق فى عالمها وشهادتك لى هنا اسعدتنى فها أنذا على الطريق الصحيح لصورة امثل ..

قد تكون سبائك الذهب لها أكثر من دلالة ،، فهى ناعمة حد النعومة ،، وهى أنفس واغلى ما فى الوجود من قيمة مادية ،، والمعنى الاصلى المقصود أن جدائلها ناعمة كغلائل النور


إقتباس:
الأبيات هذه شعرت بها زائدة ومكرِرَة ما قلته من قبل :

لكن أفهمها .. لا أدرى! / هل أفهمُ تلك الجنّيّة

هى دمعٌ فضّىٌّ وأسًى / يرسمُ أحلاما ورديّة

أغنيةٌ أنتِ ربيعيّة / ما أعذب تلك الأمنية

ويكادُ يُجنُّ الروح بها / أتراها حقا إنسيّة
ربما كانت من قبيل الزخرف اللفظي أكثر من كونها دلالة إضافية حقيقية جديدة .
هى سمة من سمات الشخصية التى اصفها فهى عجيبة غامضة صعبة الفهم كأنها ليست من هذا الجنس وهذه الارض ،،

وهى هادئة دوما فى عيناها الحزن والاسى لكنها بالرغم متفائلة


إقتباس:
استخدام الصورة كان موفقًا فيما بعد ذلك لأنه كان تعبيرًا عن تمازج مع الهوية ، والفكرة وإن لم تكن جديدة إلا أن التأكيد عليها أمر ضروري فعروبة الجمال وليس جمال العروبة فكرة ينبغي الدفاع عنها بكل شكل .. وقد كان بالقصيدة تدليل(جغرافي) ناجح لتأكيد هذه الهوية .
شهادة أخرى اعتز بها كثيرا

إقتباس:
هنا تبعد القصيدة عن كونها مجرد حب متأجج لتصبح أبعد من ذلك وتكون حب منبعه العروية .
وهذا الشطر كان عاديًا ليس فيه مفارقة منطقية :
تأخذنى حيث تنامُ الشمسُ / على شطآنٍ رمليّة
معروف أن الشواطئ رملية ، فليس في الجملة جديد أو إضافة .
لا لم اقصد الوصف المجرد ،،

كنت ارسم لوحة للغروب حين تختفى الشمس فى افق بحر واسع كأنها تنام على شواطىء العالم الآخر ،، فأنا معها اصل لهذا الشاطىء الرملى الذى تسكنه الشمس مساء


إقتباس:
وأرجو ألا تعاتبنا الأخت العزيزة العنود على نقد هذاالبيت :

مذهلةٌ "انت" كما "البتراء" / كلوحةِ فنٍّ أثريّة
يا ويلك من العنود النبطية

إقتباس:
لوحة الفن الأثرية من الممكن أن تكون في أية دولة وفي أية حضارة ، وليس معروفًا ما يميزها كونها كانت في البتراء أو سومر أو مدائن صالح ...كانت عادية وأقرب إلى كونها تكملة للوزن .
البتراء مدينة نحتت فى الصخر فى اسطورة خالدة وفن نادر لم يبرع فيه سوى النبطيين ..
ولوحة الفن الاثرية ،، تزداد قيمة فى نفوس معجبيها بمرور الدهر وهى إبداع لا تمسه الايدى



إقتباس:
كانت هذه الأبيات مكررِة بعضها بعضًا :

نظراتك غامضةٌ كنقوشٍ / فى أُطُرٍ فرعونيّة

كطلاسم سحرٍ أزليّة / تسكنُ أسرار البرديّة

رائعةٌ حين تلوّن روحكِ / خِفّةُ ظِلٍّ مِصريةّ
من المنطقي أن الفرعونية والبردي من خصائص الحياة المصرية ، فلا داعي لذكر الكلمة صريحة .
الغموض سمة من سمات النقوش الفرعونية والتى حيرت الدنيا آلافا من الأعوام ..

أيضا برع الفراعنة فى السحر وفى قصة النبى موسى خير شاهد //

والبردى لا يزال يحمل اسرارا يحار فيها العقل

فهى صفات مقصودة لم يكن ليغنى عنها سواها



إقتباس:
كان تعداد الجنسيات مثيرًا للتداعي بشكل غير مطلوب . بل قد يتساءل باقي أهل الخليج وأين نحن من هذه الحصة ؟
كانت الرمزية كما ذكرت فى رد "علىّ" هى المقصد ..
وبالطبع من المحال أن اذكر كل الجنسيات فكان البديل أن أن اشير بالجزء إلى الكل


إقتباس:
ولا أعلم ما علاقة السعودية بهذا الجمال :
كونى كالأبيضِ يبزغُ فجرا / من أعماقِ سَعوديّة
ليس في السعودية ساحل ما أو صحراء ما تعد مزارًا عالميًا يلتقط الناس عندها صورة إشرافة الفجر ، وعنصر التداعي اللوني سيطر بشكل زائد للغاية .
اللون الأبيض هو رمز النقاء والشفافية ..
وهى صفة عرفها التاريخ بها وهى التى على يديها قام رجال وابناء يفتحون شرق الارض ونغربها ويدكون إمبراطوريات الظلم // وأرواحهم النقية يغمرها الحب والود والتسامح

هى امرأة مكة والمدينة


إقتباس:
ومع زيادة عدد الدول والعرقيات العربية من الصعب أن تأخذ بعنصر جمالي في كل حضارة وتتناول ملمحًا مميزًا فيه وهذا كان نتيجة فتنة الصورة وخدعة الإيقاع . لهذا كان التصاوير في كثير من القصيدة يمكن إعادتها في شكل أكثر اختصارًا .
لكن النهاية كانت جميلة وفيها كانت الغاية النهائية واضحة وهي "أنت"وكانت في مكانها السليم الذي جعل لها سمة الشمول والمفاجأة .وهي من أجمل جوانب القصيدة . ونداء المحبوبة بأنت للتعبير عن أن أي جمال آت منها هي ذات المحبوبة وليس من أي امرأة وعلى الرغم أن النداء لا يأتي بعده ضمير لأنه أعرف المعرفات وأكثرها وضوحًا إلا أن فلسفة الشعر الحديث تقفز فوق كل ذلك لتحدث مفارقة جمالية من خلال اختزال المعرفات كلها في ثلاثة حروف وهي كلمة أنت مما يجعلها الشمول الأعم لا للمرأة فقط وإنما للجمال كله .
القصيدة أخي العزيز جميلة لكنها بحاجة إلى إ عادة صياغة بعيدًا عن لحظة (السيولة) الفكرية تلك الحالة التي لا تستطيع إلا الاستسلام لها لكنه استسلام مؤقت لتعود هي وتستسلم إلى هدوء الفكرة ووضوح الرؤية ويخرج من تمازجهما معًا عصير وجداني عظيم نسميه الإبداع .
قصيدة جيدة تحتاج إلى مزيد من التعديل وفقك الله .
وأنا استمتعت كثيرا بقراءتك الواعية لها ..

هذه الرؤيا التى تأتى من ناقد يعى ما يكتب ويندر أن يكون مثله ..

محبتى


__________________

محمد الحبشي غير متصل   الرد مع إقتباس