عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 22-01-2019, 03:35 PM   #6
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,950
إفتراضي

"ألم تعلم أن الله يعلم ما فى السماء والأرض إن ذلك فى كتاب إن ذلك على الله يسير "المعنى هل لم تدرى أن الرب يدرى الذى فى السموات والأرض إن ذلك فى سجل إن ذلك على الرب هين ،يسأل الله نبيه(ص)ألم تعلم أن الله يعلم والمراد ألم تعرف أن الرب يعرف ما أى الذى فى السموات والأرض إن ذلك فى كتاب أى سجل إن ذلك وهو العلم عند الله وهو الرب يسير أى سهل أى هين والغرض من السؤال هو إخبار النبى (ص) أن الله عالم بكل ما فى الكون حيث أنه مسجل فى كتاب وهذا العلم هو أمر يسير أى هين مصداق لقوله بسورة مريم "هو على هين "والخطاب للنبى(ص).
"ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا وما ليس لهم به علم وما للظالمين من نصير "المعنى ويطيعون من سوى الرب الذى لم يوحى به وحيا أى الذى ليس فيه وحى وما للكافرين من منقذ،يبين الله لنبيه(ص)أن الناس يعبدون من دون الله والمراد يطيعون من سوى دين الله ما لم ينزل به سلطانا والمراد الذى لم يوحى بإباحة طاعته وحيا وفسر هذا بأن ليس لهم به علم والمراد الذى ليس لهم فيه وحى يثبتونه به ،ويبين لنا أن الظالمين وهم الكافرون ليس لهم نصير أى ولى ينقذهم من العذاب مصداق لقوله بسورة الشورى "والظالمون ما لهم من ولى "والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف فى وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا قل أفأنبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير "المعنى وإذا تبلغ لهم أحكامنا واضحات تعلم فى نفوس الذين كذبوا الشر يهمون يبطشون بالذين يبلغون لهم أحكامنا قل هل أخبركم بأسوأ من ذلكم الجحيم أخبر بها الرب الذين كذبوا وقبح المرجع،يبين الله لنبيه(ص)أن إذا تتلى عليهم آيات الله والمراد أن إذا تقرأ للناس أحكام الله يعرف فى وجوه الذين كفروا المنكر والمراد يعلم أن فى نفوس الذين كذبوا الحكم الإلهى الشر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا والمراد يريدون يبطشون بالذين يقرئون لهم أحكامنا وهذا يعنى أنهم يريدون ضربهم ،ويطلب منه أن يسألهم أفأنبئكم بشر من ذلكم والمراد هل أخبركم بأسوأ من أذى الدنيا؟ويطلب منه أن يجيب :النار وهى جهنم وعدها الله الذين كفروا أى أخبر بها الرب الذين كذبوا أحكامه وبئس المصير أى وقبح المهاد مصداق لقوله بسورة آل عمران"وبئس المهاد".
"يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب "المعنى يا أيها الخلق قيل قول فإفهموه إن الذين تعبدون من غير الرب لن ينشئوا ذبابا ولو اتفقوا وإن يأخذ منهم الذباب بعضا لا يسترجعونه منه صغر المريد والمراد،يخاطب الله الناس وهم الخلق ويطلب منهم أن يستمعوا للمثل الذى ضربه أى أن ينصتوا للقول الذى قاله والمراد أن يفهموا الحديث الذى تحدث به وهو إن الذين يدعون أى يعبدون من دون أى غير الله مصداق لقوله بسورة العنكبوت"إن الذين تعبدون من دون الله"لن يخلقوا ذبابا أى لن يبدعوا ذبابا والمراد لن يقدروا على أن ينشئوا حشرة الذباب حتى ولو اجتمعوا له أى حتى ولو اتفقوا على خلق الذباب ويبين لهم أن الذباب إن يسلبهم شيئا أى إن يأخذ منهم جزء والمراد إن يأخذ من الآلهة المزعومة جزء فإنهم لا يستنقذوه أى لا يستعيدونه من الذباب مهما فعلوا ويبين لهم أن الطالب وهو الراغب أى إلاله المزعوم والمطلوب وهو المرغوب وهو الجزء المراد استعادته ضعيف أى هين والخطاب للناس .
"وما قدروا الله حق قدره إن الله لقوى عزيز"المعنى وما اتقوا الرب واجب تقواه إن الرب لمتين غالب، يبين الله لنبيه(ص)أن الناس ما قدروا الله حق قدره والمراد ما اتقوا الرب واجب تقاته مصداق لقوله بسورة آل عمران"واتقوا الله حق تقاته"أى ما أطاعوا حكم الرب كما يجب أن يطاع وهو القوى العزيز أى المتين الغالب على أمره.
"الله يصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس إن الله سميع بصير يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم وإلى الله ترجع الأمور"المعنى الرب يختار من الملائكة مبعوثين ومن الخلق إن الرب خبير عليم يعرف الذى أمامهم والذى وراءهم وإلى الرب تصير الأشياء ،يبين الله لنبيه(ص)أن الله يصطفى من الملائكة والناس رسلا والمراد أن الله يختار من الملائكة ومن البشر مبعوثين لأداء ما يريد منهم وهو سميع بصير أى عليم خبير مصداق لقوله بسورة النساء"إن الله كان عليما خبيرا" وهو يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم والمراد وهو يعرف الذى أمامهم وهو ما أعلنه الرسل (ص) وما وراءهم وهو ما أخفوه وإلى الله ترجع الأمور والمراد وإلى جزاء الرب تصير المخلوقات مصداق لقوله بسورة الشورى "ألا إلى الله تصير الأمور"والخطاب وما قبله للنبى(ص).
"يا أيها الذين أمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون "المعنى يا أيها الذين صدقوا الوحى أطيعوا أى اتبعوا أى أطيعوا إلهكم أى اصنعوا النفع لعلكم ترحمون ،يخاطب الله الذين أمنوا أى صدقوا حكمه فيطلب منهم فيقول اركعوا أى اسجدوا أى اعبدوا ربكم والمراد أطيعوا حكم خالقكم وفسره بأنه افعلوا الخير أى اعملوا الصالح لعلكم تفلحون أى تفوزون برحمة الله مصداق لقوله بسورة آل عمران"وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون "والخطاب وما بعده للمؤمنين.
"وجاهدوا فى الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم فى الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفى هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير "المعنى وأطيعوا الرب واجب طاعته هو اختاركم وما فرض عليكم فى الإسلام من أذى ،دين والدكم إبراهيم(ص)هو دعاكم المطيعين من قبل وفى القرآن ليصبح النبى (ص)عليكم مقرا وتصبحوا مقرين على الخلق فأطيعوا الدين أى اتبعوا الحق أى استمسكوا بحكم الله هو ناصركم فحسن الناصر أى حسن المؤيد،يطلب الله من المؤمنين أن يجاهدوا فى الله حق جهاده والمراد أن يطيعوا الرب واجب طاعته والمراد أن يتقوا الله حق تقاته مصداق لقوله بسورة آل عمران"واتقوا الله حق تقاته"ويبين لهم أنه ما جعل عليهم فى الدين من حرج والمراد ما فرض عليهم فى الإسلام من أذى وهذا يعنى خلو الإسلام من الأحكام الضارة بالمسلمين والإسلام هو ملة أبينا أى دين والدنا هو سمانا المسلمين من قبل والمراد هو دعانا المطيعين لله من قبل وفى هذا وهو القرآن سمانا الله المسلمين والسبب هو أن يكون الرسول(ص)علينا شهيدا والمراد أن يصبح محمد(ص)مقرا علينا بما عملنا ونكون شهداء على الناس والمراد ونصبح مقرين على الخلق بما عملوا يوم القيامة ويطلب الله منا أن نقيم الصلاة أى نطيع الدين مصداق لقوله بسورة الشورى "أن أقيموا الدين "وفسر هذا بأن نؤتى الزكاة أى نعمل الحق وفسر هذا بأن نعتصم بالله والمراد أن نحتمى بطاعة حكم الله وهو وحيه لأنه مولانا أى ناصرنا وهو نعم المولى أى النصير والمراد المؤيد لنا فى الدنيا والأخرة
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس