الموضوع: هذيان مجنون 52
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-05-2010, 02:57 PM   #6
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
أهلاً بك أخانا العزيز مرة أخرى، وقد راقتني هذه الخاطرة في أسطرها الأخيرة .أخي العزيز :هناك حالة لها تفسير في علم النفس لا أذكر اسمها مفادها أن الواحد قد يتلذذ بتعذيب الآخر له ،لأن هذا يعد اختبارًا لقدرته على التحمل والصمود ، كما أنه يثبت شدة ارتباطه بمعشوقه ، وفي مثل هذه الحالة كتب الشاعر الراحل إبراهيم ناجي الكثير من الأبيات التي عالجت هذه الحالة والتي كان يسميها أبو بكر الرازي (حب الحب) وهو أن ينصب الحب لا على المرأة وإنما على الحالة التي تتولد من إعجابه بها وإعجابها به.
في خاطرتك هذه لاحظت هذا القدر من الارتباط بالآخر ، كما أن العبارات المكتوبة باللون الأحمر تلفت الانتباه عادةإذ لابد من وجود مضمون يجعلها مميزة ،والذي أستنتجه أنها كلها تقريبًا جُمَل ذات دلالة استمرارية لكثرة الأفعال المضارعة المسيطرة على القطعة بما يفيد حالة من التوالد وعدم انتهاء الوضع .
وإليك هذه القطعة مثلاً :
التواريخ المميزة رهن الحبس، و الإعتقال في ذاكرتي، و لن تفر الى أراضي نسياني المسيّجة بأحلامي!!؟
فقد قضيت جل عمري أخطئ أهدافي، و لا تخطئ ذاكرتي...

رائع للغاية أن تكون التواريخ مؤنسنة على هذه الشاكلة وكذلك الذاكرة والأرض والأحلام السياجية كل هذه العبارات أعطت للتعبيرات دلالات خرجت عن كونها دلالات تقليدية إلى دلالات تؤكد تعاظم قيم هذه الأشياء ومعياريتها التي يقيس بها وعليها الأشياء ،ومع هذه العبارات المتوالية والتي أتت لتنشط العمل في لحظاته الأخيرة فإنها قد فجرت مناجم الذهب المختبئة تحت الأقلام في هذه العبارة الأخيرة والتي تبين حالة المفارقة في معنى كلمة أخطيء ، والتي جعلت التراتب أي أن يترتب كل منهما على الآخر نتيجة مؤلمة للغاية ، تخطئ الأهداف ولا تخطئ الذاكرة ،وتظل هذه الأخطاء هي سبب الألم وسبب هذا الانفعال المسمى -من قِبَلِك فقط - بالهذيان .
وحق لمثل هذه النتائج أن تفقد الإنسان عقله..عمل جيد أحييك عليه وأرجو أن ترشّد استخدام السجع ، ولك كل التقدير ،دمت مبدعًا وفقك الله .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس