هات الكؤوس إذا النهود تمنعت
يا عاشق النهدين أعياك البلاء
إني من العذال لو تدري براء
إني لجأت إلى النهود لأنني
أبصرت في النهدين سقمي والدواء
يا من يعيرني فإني مخلص
وأحب وصل النهد فانعم بالعناء
للنهد حق الذكر في شرع الهوى
فحذار يا مشتاق من طبع الجفاء
من يستطع ترك النهود فإنه
يكفر ولم يدرس تعاليم السماء
عرج على النهدين يا شعري الذي
حصد الحروف ونام في حضن الرخاء
إن الطلول صديقتي لكنها
أسقت نهود عروبتي كأس البكاء
فحملت أحلامي وقلت لها كفى
أنا ذاهب بالنهد لا أرجو البقاء
من نهد قافيتي سأرضع قصتي
فغدا يصير النهد ثديا للرجاء
وكلاهما نهد وسحر بيانه
كبلاغتي إني هنا أغزو الفضاء
أنا هيثم العمري أعلم جيدا
معنى النهود فلن يجاورني الشقاء
في كل بيت عاشق في ذهنه
نهد كأنه للفؤاد هو الهواء
لا تفزعن من الهزيع فإنه
كصديقه والنهد يكفر بالعواء
ليس الحريري والنهود أحبة
عمر الغشيم يهيم في ترع الغثاء
فوجوده قربي يحقق غايتي
إني لعمر النهد أشعر بالغناء
إني أجير جميع من هجروا النوى
للنهد يسعى من أجار الأبرياء
قف للنهود وكن هنا متعصبا
واحذر دروب الجاهلين الأشقياء
إن السعادة أن تكون بمعزل
عن معشر كرهوا من النهد الوفاء
تبا لهم فالنهد أجمل وردة
قد أينعت في خدرها لحن البقاء
هات الكؤوس إذا النهود تمنعت
فالموت أصبح والحياة إذن سواء
|