عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 02-12-2008, 12:27 AM   #6
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي


بُكائيَّةٌ لِلْحَرْفِ الأخيرِ






بُكائيّةٌ للحَرْفِ الأخير .
ماذا سَأسْكُبُ في السُّطورِ الْيَوْمَ
شِعْرا ... أمْ نَميمَةْ
أمْ أنَّ حَرْفَ الشِّعْرِ ...
تاه فلَمْ يَعُدْ يَدْري
سوى صَرَخاتِ أصْواتٍ عَقيمَةْ
أمْ أنَّ أَبْحُرَنا وَهَتْ
كَمَدائنِ الأحلامِ
في قَصَصِ الليالي الألْفِ
( حَيْثُ السِّنْدبادُ
طَوى الشِّراعَ
وحطَّمَ الْمِصْباح َ في جُنْحِ الظّلام ِ
وأدْخَلَ الجِنِّيَّ دُنْيانا الأليمَةْ )
ماذا سأكْتُبُ ...؟
حِيْنَ تَسْألُني الحُروفُ
بِأيِّ أَسْطُرِها
تَبَعْثَرَ حُلْمُها
وجَفَتْ ...
معانيها الوئيدةْ ؟
أوْ حِيْنَ تَسْألُني الخَلاصَ
مِنَ الْمِداد ِ...
وَمِنْ سُطورِ الخَوْفِ
في زَمَنِ انْقِلابِ الذّاتِ ...
والتَّاريخِ ...
حَيْثُ شَواطئ التِّيه المُحَنَّى
بانْكِساراتٍ عَديدَةْ
+++++++
سُتّونّ عاما يا أبي
والْجالِسونَ على مَوائدِ صَمْتِها
عَشِقوا انْتصاراتِ القَصائدِ في المَحافلِ
والْبياناتِ التي سَكَنَتْ
حناجِرَنا / جَماجِمَنا
وأَشْرَقَ شَمْسُها الدّاجي
بأفْواهِ المُنى الْبَلْهاء ِ
خَلْفَ خُطىً شَريدةْ
سُتّونَ عاما يا أبي
والْحَرْفُ يَتْلو الحَرْفَ
يَصْفَعُنا ...
بأمْواء ِ الرّياءِ
( فَحِيْنَ تُغْتالُ الحقيقةُ
في مَيادينِ السّفورِ
وفَوْقَ أَرْصِفَةِ البلاغةِ
والخَطابةِ ...
أوْ بِأسْواقِ النِّخاسةِ
للْقوافي المُسْتباحةِ
في مَعارِكنا المَجيدةْ
لا شيءَ يَرْدَعُ أحْرُفا ثَمْلى
إلى شَبَقِ اعْتلاءِ السَّطْر
أوْ قَتْلِ الْقَصيدَةْ )
ستّونَ عاما يا أبي
وحُروفُنا الصّماءُ
والْبكْماء ُ
والعَمْياءُ
تَرْسُمُ وَجْهَ شارِعِنا القديم ِ
على جِدارِ الخَوْفِ
والْمَوْتِ المُبَعْثرِ
في الصّباحاتِ الطّريدَةْ
وجحافِلُ الكَلِماتِ ...
في الْوَطنِ السَّليبِ تنام ُ
مِلْءَ جُفونِها
( مَعْصوبَةَ العَينينِ
تَنْزِفُ حِبْرَها
كَدِماءِ دِجْلَةَ والْفُراتِ ...
وغزّةِ الثّكلى ...
معا )
خَلْفَ المَشانِق ِ والْمَعابِر ِ
وابْتساماتِ الغدِ الموْءودِ
في حُضْنِ الْمساءاتِ العَنيدَةْ
+++++
ماذا سَأكْتُبُ ...؟
والسّطور ُ تُراودُ الحَرْفَ الأخيرَ
لكي يعودَ ...
إلى زواياها البَعيدَةْ
ماذا سَأكْتُبُ يا أبي ؟
أترى سأكْتُبُ
أمْ
ستَكْتُبُني الْقَصيدَةْ ؟!!!

شعر / هشام مصطفى .






هشام مصطفى
عمان / الوافي 2008





السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس