عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-02-2007, 08:28 AM   #30
*سهيل*اليماني*
العضو المميز لعام 2007
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,786
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة على رسلك



طرح رائع ، وتوضيح أروع ،عندما اقرا لابن الرومي وخاصة القصيدة التي ذكرتها

فهي من أحب القصائد ،كم ابهرني وصفه لحالة الحزن ووصفه للموت ،

وتلك المشاعر التي استطاع أن يحولها لشلالات من الألم والمعاناة ، وزاد انبهاري حينها

بأنه ليس عربي ...

غفر الله لك ولوالديك ولجميع المسلمين ...





قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ( ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة عند استه بقدر غدرته فيقال : هذه غدرة فلان ) .. متفق عليهما

قال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه .. عجبت ممن يبطلون الأَيمان بالحيل .. والله يقول .. ( ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها ) ..

وقال شيخ الاسلام ابن تيمية ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما ..
فالصدق يعم الصدق فيما يخبر به عن الماضي والحاضر والمستقبل والبيان يعم بيان صفات المبيع ومنافعه وكذلك الكذب والكتمان وإذا كان الصدق والبيان واجبين في المعاملة موجبين للبركة والكذب والكتمان محرمين ماحقين للبركة ..

فمعلوم أن كثيراً من الحيل أو أكثرها لا يتم إلا بوقوع الكذب أو الكتمان أو تجويزه وأنها مع وجوب الصدق أو وقوعه لا تتم .

مثال ذلك : إذا احتال على أن يبيعه سلعة بألف ثم يشتريها منه بأكثر نسيئة أو يبيعها بألف ومائة نسيئة ثم يشتريها بألف نقداً فإن وجب على كل واحد منهما أن يصدق الآخر كان الوفاء بهذا واجباً فيلزم فساد العقد بالاتفاق ..

لأن مثل هذا الشرط إذا قدر أنه لازم في العقد أبطل العقد بالإجماع ..

وإن جوّز للرجل أن يخلف ما اتفقا عليه ففد جوز للرجل أن يكذب صاحبه وهو ركوب لما حرمه الرسول صلى الله عليه وسلم والدليل على أن هذا نوع من الكذب قوله تعالى ( فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون )

وإنما كذبهم إخلاف قولهم : { لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين }

وكذلك لو كان في عزم أحدهما أن لا يفي للآخر بما تواطآ عليه فإن جاز كتم هذا وترك بيانه فهو مخالفة للحديث وإن وجب إظهاره لم تتم الحيلة فإنّ الآخر لم يرض إلا إذا غلب على ظنه أن الآخر يفي له .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. لا يحل لأحد أن يبيع شيئاً إلا بيّن ما فيه ولا يحل لمن يعلم ذلك إلا بيّنه .. رواه الإمام أحمد ولابن ماجه .. من باع عيباً لم يبينه لم يزل في مقت من الله ولم تزل الملائكة تلعنه ..

فهذا النبي صلى الله عليه وسلم قد بيّن أن مجرد سكوت أحد المتبايعين عن إظهار ما لو علمه الآخر لم يبايعه من العيوب وغيرها إثم عظيم وحرم هذا الكتمان وجعله موجباً لمقت الله سبحانه وإن كان الساكت لم يتكلم ولم يصف ولم يشترط وإنما ذاك لأن ظاهر الأمر الصحة والسلامة فيبني الآخر الأمر على ما يظنه من الظاهر الذي لم يصفه الآخر بلسانه وذلك نوع من الغرور له والتدليس عليه ومعلوم أن الغرور بالكلام والوصف إثم فإذا غرَّه بأن يظهر له أمراً ثم لا يفعله معه فإن ذلك أعظم في الغرور والتدليس وأين الساكت من الناطق فيجب أن يكون أعظم إثماً .

وفي الصحيحين .. ان النبي صلى الله عليه وسلم ..

نهى عن النجش . وذلك لما فيه من الغرر للمشتري وخديعته

ونهى عن تلقي السلع وذلك لما فيه من تغرير البائع أو ضرر المشتري

ونهى أن يسوم الرجل على سوم أخيه

أو يبيع على بيع أخيه

أو يخطب على خطبة أخيه

أو تسأل المرأة طلاق أختها لتكفئ ما في صحفتها

و نهى أن يبيع حاضر لباد

وقال صلى الله عليه وسلم .. دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض ..


وهذا كله دليل على وجوب مراعاة حق المسلم وترك إضراره بكل ..


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق .. بيع المحفلات خلابة ولا تحل الخلابة لمسلم ..
وهذا نص في تحريم جميع أنواع الخلابة في البيع وغيره ..

والخلابة : الخديعة

ويقال : الخديعة باللسان

وفي المثل : إذا لم تغلب فاخلب أي : فاخدع ورجل خلاب أي : خداع - وامرأة خلبة أي : خداعة والبرق الخلب والسحاب الخلب الذي لا غيث معه كأنه يخدع من يراه ..

وفي الصحيحين عن ابن عمر قال : ذكر رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يخدع في البيع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. من بايعت فقل .. لا خلابة .. وهذا الشرط منه موافق لموجب العقد

وإنما أمره النبي صلى الله عليه وسلم باشتراط العداء عليه أن البيع بيع المسلم للمسلم لا داء ولا غائلة ولا خبثة .

قال النبي صلى الله عليه وسلم .. غبن المسترسل ربا .. وحديث التلقي يوافق هذا الحديث ..

فإذا كان الله تعالى قد حرم الخلابة وهي الخديعة أنه لا فرق بين الخلابة في البيع وفي غيره

لأن الحديث إن عم ذلك لفظاً ومعنى فلا كلام إن كان إنما قصد به الخلابة في البيع فالخلابة في سائر العقود والأقوال وفي الأفعال بمنزلة الخلابة في البيع ليس بينهما فرق مؤثر في اعتبار الشارع وهذا القياس في معنى الأصل بل الخلابة في غير البيع قد تكون أعظم فيكون من باب التشبيه وقياس الأولى وإذا كان كذلك فالحيل خلابة : إما مع الخلق أو مع الخالق الكريم سبحانه ..

وبالجملة .. يعلم أن كثيراً من الحيل أو أكثرها أو عامتها من الخلابة وهي حرام ..

عن عبد الله بن عمرو قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلاً فمنا من يصلح خبأ ومنا من ينتضل ومنا من هو في جشرة إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم : الصلاة جامعة فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ..

إنه لم يكن قبلي نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم وأن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها وتجيء فتن يرفق بعضها بعضاً تجيء الفتنة فيقول المؤمن : هذه مهلكتي وتجيء الفتنة فيقول المؤمن : هذه هذه ..
فمن أحب أن يزحزح عن النار وبدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن ب الله واليوم الآخر ..
وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليعطه إن استطاع فإن جاء آخر ينازعه فأضربوا عنق الآخر .. رواه مسلم وغيره .

فهذه الوظائف الثلاث التي جمعها في هذا الحديث من قواعد الإسلام وكثيراً ما يذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل قوله في حديث أبي هريرة ..

إن الله يرضى لكم ثلاثا : أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً .. وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاَّه الله أمركم ..

ومثل قوله في حديث زيد بن ثابت .. ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم إخلاص العمل .. ومناصحة ولاة الأمور ولزوم جماعة المسلمين ..

وذلك أن الاجتماع ولائتلاف اللذين في هذين الحديثين لا يتم إلا بالمعنى الذي وصى به في حديث عبد الله بن عمر وهو قوله .. وليأت إلى الناس الذي يجب أن يؤتى إليه ..

وهذا القدر واجب لأنه قرنه بالإيمان وبالطاعة للإمام في سياق ما ينجي من النار ويوجب الجنة .. وهذا إنما يقال في الواجبات لأن المستحب لا يتوقف عليه ذلك ولا يستقل بذلك .. انتهى كلامه يرحمه الله ..

والله اعلم ..













قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .. اعتبروا المنافق بثلاث ..

إذا حدث كذب .. وإذا وعد أخلف .. وإذا اؤتمن خان ..

وتلا هذه الآية الكريمة من قوله تعالى في سورة التوبة .. ( ومنهم من عاهد الله لئن أتانا من فضله لنصدقن و لنكونن من الصالحين فلما أتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون .. فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون ) ..
*سهيل*اليماني* غير متصل   الرد مع إقتباس