عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 22-07-2023, 08:16 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,007
إفتراضي

والأمر كذلك بالنسبة لنظافة الشخص وهيئته ينبغي ملاحظته واختيار الحسن الجميل بلا تكلف، ومن عناية الإسلام بذلك أمره بالوضوء للصلوات، والغسل كل جمعة، ولبس الجديد أو النظيف لها
ومن أدلة العناية بذلك ما رواه الإمام أحمد في المسند عن النبي (ص)أنه قال حبب إلي من دنياكم النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة "
والرواية باطلة حيث اجعل الرسول(ص) زير نساء رجل لايهتم من دنياه سوى بالنسوان والروائح وهو كذب محض فرجل الدعوة ورجل الجهاد ورجل القضاء ... ر وجود له الحديث يحول النبى(ص) ىلكافر وليس لمسلم
وقال الرجل :
"وفيما يتأكد على الزوجين في هذا الباب ما ذكره الحافظ ابن كثير عند تفسير قول الله تعالى{ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف} إذ قال:
أي طيبوا أقوالكم لهن، وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم، كما تحب ذلك منها، فافعل أنت بها مثله اهـ
وقال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـإني لأحب أن أتزين لزوجتي كما أحب أن تتزين لي، لأن الله تعالى يقول{ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف}
ذكر بعض أصحاب كتب الأدب والسلوك أن امرأة ذهبت إلى عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ تطلب طلاقها من زوجها، ولما استدعاه للوقوف على سبب طلب زوجته، ولعله أن يصلح بينهما، وجده أشعث أغبر غير معتن بهندامه ولا هيئته، فعرف عمر ما كرهت زوجته منه
فأشار إلى رجل أن اذهب به وقص شعره وقلم أظافره وألبسه حسنا وائتني به، فذهب وفعل ذلك، ثم أتاه، فأومأ إليه أن خذ بيدها، فأخذ بيدها ولم تعرفه، فقالت يا عبد الله، سبحان الله، أبين يدي أمير المؤمنين تفعل هذا؟!
فما عرفته ذهبت معه، فقال عمر هكذا فاصنعوا معهن، فو الله إنهن ليحببن أن تتزينوا لهن، كما تحبون أن يتزين لكم
وقال أبو الفرج ابن الجوزي منبها النساء إلى ما ينبغي عليهن في هذا الباب:
إن المرأة تحظى عند الرجل بعد تمام خلقها وكمال حسنها بأن تكن مواظبة على النظافة والزينة، عالمة بما يزيد في حسنها من أنواع الحلي واختلاف الملابس ووجوه التزين، وما يوافق الزوج ويستحسنه في ذلك كله، ولتحذر كل الحذر من أن يقع بصره على شيء يكرهه من وسخ أو رائحة مستكرهة، أو تغير من شعث وغيره
وقال بعض أصحاب كتب الأدب والسلوك:
ينبغي على المرأة أن تتجمل لبعلها، وتزيد في تحسين نفسها ما أمكن ذلك، بتنظيف البشرة وتنقية المنافذ، وتزيين الألوان في البدن وما أحاط به
أما في البدن فبتبييض البشرة وتوريدها، وبتسويك الأسنان وتخليلها، وتنقية العين وتكحيلها، وتقليم الأظافر وتسويتها
وأما الثياب فبدوام نظافتها بحسب الوقت وعادة الزمان مما جرت به عادة النساء المسلمات "
والخطأ فيما سبق هو إباحة تغيير المرأة لخلقة الله بوضع ألألوان على الجلود وتبييض الجلد وتكحيل العين وهو استجابة لقول الشيطان:
" ولآمرنهم فليغيرن خلق الله
وتحدث عن أن النساء حاليا تتحمل للخروج وليس للزوج فقال :
فالمرأة الفطنة الحسنة التبعل تراعي جميع ذلك وما سواه مما تتم به سعادة الزوج ومتعته، وتحرص على ألا يسبق طرف بعلها أو أنفه لحالة يذمها أو يكرهها من أجلها وخاصة في الأوقات التي يعتاد قربه منها
والناظر في أحوال كثير من النساء اليوم يجد غالب تزينهن إنما هو عندما يردن الخروج لمناسبة أو زيارة ونحو ذلك
حتى إن زوجا خاطب زوجته أن تتجمل له وتهتم به مثلما تفعل إذا أرادت الخروج، فردت عليه مندهشة أأنت غريب عني أيها الرجل؟
وفي هذا الباب يقع من كثير من المسلمات مخالفات شرعية متنوعة، وأنبه لبعض منها هنا باختصار، فمن ذلك:
أن بعضهن يلبسن الثياب الضيقة أو غير الساترة، ويخرجن بها إلى الأسواق، وربما زدن على ذلك كشف وجوههن أو بعض الوجه مع ظهور زينتها من كحل وغيره من طيب وعطر ونحو ذلك، وهذا نوع من التبرج المحرم
والعجب من بعض الأزواج وأولياء الأمور أنهم لا ينكرون ذلك، مع مخالفته للستر والحشمة
وهكذا لبس بعض النساء ملابس غير ساترة عند النساء بحيث تكشف ما جرت عادة النساء المسلمات بستره، متحججات بأنهن عند نساء مثلهن، والذي دلت عليه النصوص الشرعية أن الضيق والعاري لا يجوز لبسه حتى عند النساء، لما فيه من الفتنة، ولكونه مخالفا لما جاءت به الشريعة من الحشمة والعفاف والحياء
وهكذا تشبه بعض المسلمات في لبسهن بالكافرات، مما ينبغي على المسلمة أن تحذره، فقد جاء فيه الوعيد الشديد، ومن ذلك قوله (ص) من تشبه بقوم فهو منهم
وهذا التشبه يورث الميل إلى الكافرات ويفضي إلى محبتهن، وهذا يعرضها لأن تحشر معهن يوم القيامة، لما صح عن النبي (ص)أنه قال المرء مع من أحب
وهذا عام في الرجال والنساء، وعام في محبة أهل الإيمان والصلاح وأهل الكفر والفسوق
ومما يحزن أن تلك المظاهر تقع من بعض أخواتنا المسلمات العفيفات، اللاتي يؤمل منهن الصلاح والإصلاح، ونأمل لنا ولهن السعادة في الدنيا والآخرة
ولو أن الواحدة منهن قارنت بين تلك المظاهر المحرمة وبين لحظات تشييعها إلى قبرها حين تلبس تلك الثياب المتواضعة وتلف فيها، والقلوب من حولها خاشعة والعيون دامعة، ولا تدري على أي حال تكون في ذلك المثوى العظيم
روى البخاري وغيره عن النبي (ص)أنه قال إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحة قالت قدموني، وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها يا وليها، أين يذهبون بها، يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمع الإنسان لصعق "
والخطأ فى الحديث السابق الذى أورده الشايع أن كل شىء يسمع صوت الجنازة عدا الإنسان وهو يخالف أن الجن معزولون عن السمع بدليل قوله تعالى "وإنهم عن السمع لمعزولون "وقوله "لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب دحورا "فهنا الجن لا يسمعون الأصوات وقطعا أى الروح الميتة تصعد للملأ الأعلى ككل شىء بعد أن انتهى بدليل قوله "يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه فى يوم كان مقداره ألف سنة "إذا فالجن لا يسمعون شىء عن الموتى الصاعدين للسماء سواء منهم أو من غيرهم
وعاد للحديث عن التجمل فقال :
"وعودا على الزينة والتزين فإنهما محبوبان للنفس إذا كانا بما أحل الله، وعند من أحل الله له الاطلاع عليها، قال الله تعالى{قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق} ، ثم قال سبحانه{قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن} إلخ الآية
وقال رسول الله (ص) إن الله جميل يحب الجمال
وخير ما يتجمل به الشخص تقوى الله وعبادته، والأخلاق الكريمة، والمعاملة الحسنة"
والتجمل الجسدى هو النظافة وعلاج التشوهات والأمراض وتحدث عن دور أمهات المؤمنين فى الدعوة فقال :
"نساء النبي (ص)وأثرهن في نقل كثير من الأحكام الشرعية للأمة:
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس