عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 21-01-2008, 01:27 PM   #1
alimetlak
شاعر وأديب
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
الإقامة: الأردن
المشاركات: 147
إفتراضي يارب واقسم لنا من خير مقتسم...للمرحوم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري

[FRAME="11 70"]
كالشمس لاح لعيني من ورا العلمِ
وخاطب السمع في مستعذب النغمِ

وشمَّ أنفي شذاه من مظاهرهِ
وذاق من صرفه الصافي القديم فمي

وفي رقيق نسيم الروض لامسَه
شعورُ وجدي بلقيا اللُّطفِ في النَّسَمِ

فهمت تيهاً ووجداً في حضيرته
لما فهمتُ معاني أطلسِ القدمِ

وأصبح الجسمُ مبهوتاً بسجدته
للحسنِ حتى غدا في نقطةِ العدمِ

والنفسُ قد راضها العرفانُ ترقيةً
عرفتِ يانفسُ هذا الحسنَ فاعتصمي

والقلبُ قلَّبَ هذا الكونَ فانبجست
من عينه أعينٌ وِردٌ لكلِّ ظمي

والروحُ في كعبة الإحسانِ مشهدُهُ
يطوف شوقاً وللأغيار لم يَرُمِ

والعقلُ إن كان معقولاً بغفلته
فقد غدا عاقلاً للوارد البَسِمِ

هذا الجمال فإن كنتُ الأسيَر لهُ
أنا المليكُ على الأغيار كلِّهمِ

أطويهمُ طيَّ فانٍ بالجمالِ وإن
أرجع فإنّ رجوعي بالرسول حُمي

وفي الجلال إذا ما لاح في ظُلَلٍ
من الغمام متى أشهد تَزُل غممي

والقبضُ والبسطُ لا تقييد لي بهما
أنا الطليق وكلي في الغرام رُمي

من كان في مشهدِ الإحسان عبدَ رضىً
حاشا غداً أن يُرى عبداً لمنتقمِ

فهل أُساءُ غداً واليومَ أعبدُه
هو الحبيبُ هواهُ في الحشا ودمي

يا لائمي لا تلمني في هواه إذا
قدَّمت في الرقص أشفاري على قدمي

فلو رأيتَ بريقاً من محاسنهِ
لكان طرفُك طولَ الدهر لم يَنَم

ولو صَغَيت لشادي القوم حين شدا
في وصفه كنت ذا بُرْءٍ من الصممِ

ولو شَمَمتَ أريجاً قد تعبَّقَ من
أرجائه كنت للأغيارِ ذا شَمَمِ

ولو تذوقتَ راحاً صَبَّ راحتِه
لصرتَ ذا ولهٍ كالظامئ النَّهم

لكن بطرفِك عن مرأى الجمال قذىً
فأنت بالطرفِ عن هذا الجمال عَمِي

هذا هو المنهجُ الحقُّ الذي لك قد
أوضحتُه فاتَّبع أو ما ترى التزِمِ

فإن حلا لك حالُ القومِ معتقداً
بسيرهم طالباً شرباً بكأسهمِ

توددِ اشتقْ أحِبَّ اعشقْ ولَبِّ وأُبْ
تواجد اصبُ وذُلَّ اهوَ اضطّربْ وهِمِ

وأن أبيتَ فبَقْبِقْ شانئاً وأَغِظْ
وقُتَّ واعتَبْ وفَنِّد واُلْحُن ِ ولُمِ

أرجِفْ وعنِّف ورقِّشْ واغتبِ الأُمَنا
ونِمَّ واعذُل و لا تعذُر وشِ وجِمِ

فإن عذلتَ فإني لست أولَ من
يؤذيه عذلُك بالأفعالِ والكَلِمِ

أهلُ الهوى كلُّهمْ لابد أن يجدوا
في الحُبِّ عذل أناسٍ لاهدىً بِهمِ

وإن عدَلْتَ وعن لومي عدلتَ وقد
عذرتَ أهلَ الهوى والحِبِّ لم تُضَمِ

قومٌ بأرواحهم سار الغرامُ إلى
حمى الحبيبِ على وجدٍ ومضطرَمِ

سقاهُمُ الحقُّ من صافي حقائقه
صِرْفاً وأجلسهم في حضرةِ الكرمِ

وجوههُم في رياضِ الخلدِ ناظرةٌ
إليه وهو لأهلِ النارِ ذو قَدمِ

قسمان:قسمٌ رأَوا أن الشريعةَ من
عينِ الحقيقةِ فهي النعتُ للفَهِمِ

فأصبحوا بمجالِ الفرق أهلَ تقىً
وروحَهم بجمالِ الجمعِ صاحِ سِمِ

لذا تجلّى لهم في عينِ رحمتِه
فأصبحوا رَحِماً أعظم بذي الرَّحمِ

وآخرون بوحلِ الوَحدةِ انصرفوا
وراءَ ما تشتهيه النفسُ كالبُهُمِ

فوحَّلوا وتعامَوا في مسيرِهِم
وصيروا الشرَّ خيراً والقبيحَ جَمِي

فإنهم وأخو الإشراكِ في شَرَكٍ
كتوأمٍ في مجالِ الكفرِ ملتئِمِ

لذا تجلَّى لهم بالقهرِ في قَدمٍ
تأكيدَ ذلٍّ وتعذيبٍ لذاتهمِ

فلو أقاموا على نهج الشريعةِ في
حياتهم لغدَوا في خيرِ معتصَمِ

لكنها قِسَمُ الرحْمَنِ من قِدَمٍ
يا رب فاقسِم لنا من خير ِمقتسَمِ

وصلِّ ربِّ مع التسليم منك على
خيرِ الورى أحمدَ المبعوثِ بالعِظَمِ

والآل و الصحبِ ما غنى الهزارُ وما
شطَّ المزارُ بنا يا دمعُ فانسجِمِ
[/FRAME]

آخر تعديل بواسطة السيد عبد الرازق ، 22-01-2008 الساعة 01:18 AM.
alimetlak غير متصل   الرد مع إقتباس