[محى الدين]

نلاحظ دائما ان الشر فى معظم الاحوال له الغلبة !
و أن اهله فى غالب الاحيان هم الغالبون بينما أهل الخير قد ينهزمون فهل سألنا انفسنا عن السبب ؟؟
لو لاحظنا ان أهل الشر دائما منظمون و مجتمعون و يخططون لشرهم بكل دقة و يعملون حساب لكل صغيرة و كبيرة .. أنظر مثلا لعصابة تريد ان تسرق بنكا كم من الوقت يخططون لذلك و كم من الجهد و العرق و التنظيم و كل ذلك رغم أنهم سوف يفعلون شرا بينما أنظر الى من يريد ان يفعل مشروعا خيريا كيف يبدأ مجتهدا متحفزا ثم يضمحل جهده و لذلك معظم مشاريع الخير تفشل نهاية...
السبب أن أهل الخير يعتقدون أنه لمجرد انهم اهل الخير فهم سوف يفوزون و لو كان ذلك بدون تخطيط و بذل جهد و عرق و تنظيم لأمورهم...
لذلك نادرا من نجد أهلا للخير مجتمعون و منظمون و مخططون لهدفهم و يفشلون حتى لو كان أهل الشر أكثر منهم و أقوى..
و أمامنا درس عظيم لاستاذ الدنيا كلها و نحن على مطلع عام هجرى جديد و كيف كانت رحلة هجرته أسطورة فى التخطيط و الأخذ بالأسباب
و يوم بدر و قد خرج الصحابة مع رسول الله حفاة من غير سلاح الا قليل و لكن بسبب توفيق الله لهم بأن يخططوا جيدا فيصلون أولا و يشربون من الماء ثم يمنعون الكفار من الوصول اليه بجانب دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم بالنصر و حتى الدعاء ايضا كان باخلاص فقد كان يدعو صلى الله عليه وسلم حتى سقط الرداء عن كتفه و جعل يصف الصفوف و يحفز الرجال و يضع الخطط كل ذلك و هو من هو من الله فهو رسوله و حبيبه و مصطفاه ومبلغ رسالته و كان الله قادرا على ان ينصره بدون اسباب و لكن الله سبحانه و تعالى خلق الكون و خلقه بالاسباب فسنن الله واحدة منذ خلق السموات و الأرض و قوانين الارض و السماء واحدة لم تتغير منذ خلقها الله
و على مستوى الدول كما على مستوى الافراد فالدول من غير تنظيم و تخطيط و تعب لن يحرورا أنفسهم من قبضة المستعمرين. و لن يتقدموا شبرا واحدا. و انظر الى المستعمر الخبيث كيف يؤلب الناس على بعضهم و يضع الخطط و ينظم اموره كل ذلك و هو المعتدى الغاشم بينما أهل الأرض الحقيقون يكتفون بمجرد انهم اصحابها و هم من احق بها فتراهم مشرذمين مختلفين لا يخططون و لا يتوحدون ثم بعد ذلك يسألون اين نصر الله؟؟؟
و كما الدول كذلك الأمم لننظر الى الغرب كيف ينظم نفسه و كيف يخطط لنيل ما يريد بينما فى عالمنا الشرقى السعيد نكتفى بالدعاء بالستر و الصحة و نسينا شيئا أسمه التخطيط ....
و اخيرا....
اذا كان اهل الخير كل نصيبهم من التخطيط و العمل هو مجرد الدعاء و النيات الطيبة فقط بدون فعل فسوف يظلون فى آخر الصف تدوسهم الاقدام الشريرة ... و هذا ينطبق على الافراد و على الأمم...
أخير يعجبنى ابياتا جميلة قالها الشاعر فى مثل هذا الموضوع :
تبينت ان الحق أن لم تتح...........له بواسل يخشى ظلمها فهو باطل
لعمرك لو أغنى عن الحق أنه هو الحق.....ما قام الرسول يقاتل
أقمه و دعم بناؤه و زد عنه......زود الليث و الليث صائل
و لا تسندن الحق بالقول وحده ...فان عماد الحق ما أنت فاعل
من العدل الا يطلب الحق عاجز....فليس على وجه البسيطة عادل
و لكن قويا يشرب الدم سائغا... اذا خضبت يوم الورود المناهل
فلا تكتفوا يا أهل الخير بكونكم أهله و لكن أعملوا و خططوا و اصبروا و صابروا و اتحدوا و تمسكوا بالله و سوف ترون العجب باذن الله