عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 16-09-2006, 01:42 PM   #3
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

) هذه القطعة من القصيدة التي تخص الزهراء فاطمة عليها السلام رواها صاحب (إثباة الهداة) .
(2) الجرشع : العظيم من الابل والخيل .
ادب الطف ـ الجزء الرابع 33



لله يوماً بالطـفوف لـم يـدع لمسلم في العيش مـن مـستمتع
يومٌ بـه اعتلت مصابيح الدجى بِعارضٍ مـن الضلال مُـفزع
يومٌ به لم يـبق مـن دعـامةٍ تشدّ ركن الـدين لـم تُضعضع
يومٌ به لم يـبق مـن داعيـة تدعـو إلى الشـيطان لم تُبتدع
يومٌ به لـم يبـق مـن غمامة تحيى ثـرى الاسـلام لم تُشيّع
يومٌ به لم تـسبق قـطٌ رايـةً تهدي إلى ضلالـةٍ لـم تُـرفع
يوم به لـم يبـق قـطّ مارنٌ(1) ومعـطسٌ للحق لـم يَنـجـدع
يوم به لم تبـق مـن وسيـلة حقاً لآل المصطـفى لـم تُقطع
يوم بـه الكلـب الدريع يَعتدي على هزبـر الغابـة المُـدرّع
يوم بـه غودرَ سبطُ المصطفى للعاسـلات والسباع الخـُـمّع
لهفى لـه يدعو الطـعان مُعلناً دعـاءَ مـأمـون الفرار أروع
يقـول يـا شـر الأنـام أنتـم أكفر مـن عـاد وقـوم تـُُبّع
كاتبتمـونـي بالمسيـر نحوكم وقلتم خُـذ في المسـير أودع
فنـحن طـوعٌ لك لم ننس الذي لكم مـن الـعهد ولم نُضـيّع
حتـى إذا جئـت لمـا يُصلحكم من إرث جـدي وذراريه معي
لقيتمونـي بسيوفٍ فـي الوغى منتـضياتٍ ورمـاحٍ شـُرّع
هل كان هـذا في ســجلاتكم يا شـر مرأى للورى ومسمع
هل لكـم في أن تفــوا ببيعتي أن تسمـحوا لي عنكم بمرجع
قالوا لـه هيـهـات ذاك إنـه مالك في سلامـةٍ مـن مطمع
بايع يزيـداً أو تـرى سيـوفنا هامكم يقعـنَ كـل مـوقـع
فعندها جـرّد سيـفـاً لم يضع نجاده مـنه بـأيّ مـوضـع



(1) المارن : الانف أو طرفه أو ما لا ن منه . والمعطس : الانف أيضاً ، وجدع الانف قطعة وهو كناية عن القهر والارغام .
ادب الطف ـ الجزء الرابع 34



وعاث في أبطالهم حتـى اتـّقى من بـأسه الحاسر بـالمقـنّع
وحوله من صحبه كـل فـتـى حامـي الـذمار بطـلٍ سَميدع
كـم غـادرٍ غـادره مـجـدّلاً والخيل تـردى والكـماة تَدّعي
حتى رماه الرجس شُلـت يـدُه عن بارع الرمية صُلبِ المنزع
فـخـرّ والهـفا لـه كـأنـما علـيـه ردع أو خَلـوقٌ أودع(1)
من بعد أن لم يبق من أنـصاره غيـرُ طعـام أنسـُرٍ وأضبـعِ
ثَمَتّ مـالوا للـخيام مَـيلــةً قالت لركن الديـن إيـهاً فـق
ضرباً ونهباً وانتهـاك حـرمةٍ وذبـحُ أطفـالٍ وسلـب أذرعِ
لقد رأوا في الفكـر تعـساً لهم راي قـُدارٍ(2) رأيهـم فيصدع
وأين عَقر ناقـة مـما جَـنوا يا للرجـال للفعـال الأشـنـع
ما مثلها في الدهر من عظيمة لقد تـعـدّت كـل أمـر مفظع
تسبى ذراري المصطفى محمد رضاً لشانيـه الزنيـم الأوكـع
يا لهف نفسـي للحسين بالعرا وقـد أقـيـم أهلـه بـجعجـع
لهفي لمـولاي الشهيد ظـامئاً يذاد عـن ماء الفرات المـترع
لم تسمح القـوم لـه بشـربةٍ حتى قـضى بغلّـةٍ لـم تـنقع
لهفي له والشمر فـوق صدره لـحَـيَنِ أوداج وهـشـم أضلع
لهفـي لـه ورأسه فـي ذابل كالبـدر يَزهـى في أتمّ مطـلع
لهفي لثـغر السـبط إذ يقرعه مَـن سيـودُ أنـه لـم يَقـرع
يا لهف نفـسـي لبـنات أحمدٍ بين عـطاش في الفـلا وجُوّع
يُسقن في ذل السـبا حـواسراً إلى الـشام فـوق حسرى ضُلّع



(1) الردع : الزعفران أو لطخ من الدم . والخلوق ضرب من الطيب .
(2) قدار اسم امرأة سعت في عقر ناقة النبي صالح .
ادب الطف ـ الجزء الرابع 35



يقدمهـنّ الـرأس فـي قناتـه هديّةً إلى الـدعـي ابـن الـدعي
ينـدبن يـا جـداه لـو رأيتنا نُسلَـبُ كـل مِعـجـرٍ وبـُرقـع
نُهدى الى الطاغي يـزيدَ لُعَناً شـعثـاً بأسـوا حـالـةٍ وأبـدع
يَحدي بـنا حادٍ عنيفٌ سـيره لـو قيل إربـع ساعـةً لم يَربـع
يتعبنـا الـسير فيـستـحثّنا إذا تخلّـفنا بـضـربٍ مـوجـع
ولو ترى السـجاد فـي كبوله يضـرب ضـرب النـعم المسلّع
يعزز علـيك جدّنـا مقـامنا ومصرعٌ في الطـف أيُ مصرع
استأصلوا رجالنا ومـا اكتفوا بسـبي نسـوانٍ وذبـحُ رضـع
ثم يَصحن يـا حسـيناه أمـا بعـد فـراق اليـوم مـن تجمّع
خلفتنا بعدك وقفاً مُـحجَـراً على الحـنين والـنوى والـجزع
واعجباً للأرض كيف لم تسخ وللسمـاء كـيف لـم تـُزعزع
فلعنة الرحمن تغـشى عصبةً غزتهـم وعـصـبة لـم تـَدفع
يـا آل طـه أنتم وسيـلتـي عـند الإلـه وإلـيكم مـفـزعي
واليـتكم كـيما أكون عندكم تحت لـواء الأمـن يـوم الفزع
وإن منعتم مَن يوالي غيـركم إن يرد الحـوض غـداً لـم أُمنَع
إليكـم نـفثة مصـدور أتت من مصـقعٍ نـدب وأيّ مصـقع
مقـربيّ عـربـيٌ طـبعـه ونجـره ، وليـس بـالـمـدرّع
يُنمى الى البيـت العيونيّ إلى أجـل بيـتٍ فـي العلـى وأرفع
عليـكم صلى الإله وسـقـى أجـداثـكم بـكل غـيث مُمـرع


أقول وهذه القصيدة ذكر قسماً من أبياتها السيد الامين في الجزء 41 من أعيان الشيعة ورواها عن كتاب (مطلع البدور ومجمع البحور) لصفي الدين احمد بن صالح بن أبي الرجال .

ادب الطف ـ الجزء الرابع 36


علي بن المقرب الاحسائي


توفي سنة 629 وله ديوان شعر مطبوع . ذكره صاحب أنوار البدرين قال : ومن أدبائها البلغاء وامرائها النبلاء الامير علي بن مقرب الاحسائي ينتهي نسبه الى عبد الله بن علي بن ابراهيم العيوني الذي ازال دولة القرامطة لذلك قال في بعض قصائده
سل القرامط من شطى جماجمهم طراً وغادرهم بعد العلا خدما
وما بـنوا مسـجداً لله نـعلـمه بل كلمـا وجـدوه قائما هدما

له شعر كثير في أهل البيت عليهم السلام وفي الحسين عليه السلام خاصة منها المرثية في نظم مقتل الحسين (ع) ومنها القصيدة المشهورة التي أولها
من أي خطب فادح نتألم ولأيّ مرزية ننوح ونلطم


وقال الحر العاملي في (أمل الامل) : الامير الكبير علي بن مقرب ، عالم فاضل جليل القدر شاعر أديب ، له ديوان شعر كبير حسن ، فمن شعره قوله يا واقفا بدمنة ومربع . القصيدة
اقول : ذكره السيد الأمين في الأعيان في ثلاثة مواضع

ادب الطف ـ الجزء الرابع 37


1 ـ الجزء 41 ص 327 وقال : هو من آل عيون أمراء الاحساء ، توفي في حدود سنة 651 ومن شعره قوله
خذوا عن يمين المنحنى أيها الركبُ لنسأل ذاك الحي ما فعل السرب


2 ـ الجزء 42 ص 164 وقال : كان المترجم أديبا فاضلا ذكيّا أبيّاً شاعراً مصقعاً من شعراء أهل البيت ومادحيهم المتجاهرين ، اذا النفس الأبيّة والأخلاق المرضية والشيم الرضية ، وقد كشف جامع ديوانه وشارحه كثيراً من أحواله بتفصيله وإجماله ثم ذكر أبياتاً من قصيدته التي أولها
من أيّ خطب فادح نتألّم ولأي مرزية ننوح ونلطم


وفي نظمه الحماسة والأمثال الجيدة مع البلاغة المستحسنة ، وقد أصابته من بني عمه نكبات أوجبت له تجشم الغربات .
3 ـ الجزء 56 ص 3 وقال : نشرتُ له ترجمة موجزة في الجزء الواحد والاربعين ثم نشرت له ترجمة أكثر تفصيلا في الجزء الثاني والاربعين ولكن وقع خطأ في تاريخ وفاته ، ونضيف هنا الى ما في الجزء الثاني والاربعين ما جاء في كتاب : (ساحل الذهب الاسود) وقد جعل تاريخ وفاته سنة 629 نظم الشعر في سنّ مبكرة وهو لا يتجاوز العاشرة من العمر وقضى أيام شبابه بالاحساء ، وكان طموحاً للملك وقد شاهد بأم عينه مدى التناحر والانشقاق في الأسرة العيونية وطمع كل امير في الاستئثار بالملك حتى تجزأت بلاد البحرين الى امارات بين أسرته وظلّ كل امير يثب على ابن عمه او اخيه فيقاتله او يقتله . وقد اصاب الشاعر شيء من هذه المحنة فصادر ابو المنصور املاك وسجنه ، ولما اطلق سراحه غادر الاحساء الى بغداد ، وحين تولّى محمد بن ماجد عاد الى مسقط رأسه فمدحه أملاً منه في استرجاع أملاكه فماطل في وعده ووشى به بعض الحساد من جلساء الأمير فخاف الشاعر على نفسه

ادب الطف ـ الجزء الرابع 38


فغادرها الى القطيف ولبث فيها فترة مدح اميرها الفضل بن محمد دون جدوى ، ثم عاد اخيراً الى الاحساء أملاً منه في اصلاح الوضع فلما يئس غادرها الى الموصل حيث مدح اميرها بدر الدين بقصائد كما هجاه اخيراً إذ لم يصل منه الى غاياته ـ وكان هذا الأمير مملوكا أرمنيّا ، فمما قال فيه
تسلّط بالحدباء عبد للؤمه بصير بلا عن كل مكرمة عمي
اذا ايقظته لفـظة عربيّة الى المجد قالت ارمنـيّـته نَم


أقول وكتب عنه الدكتور مصطفى جواد في مجلة البلاغ الكاظمية العدد الثاني من السنة الاولى ص 15 تحت عنوان : شعراء منسيون من محبي آل البيت عليهم السلام فقال :
كمال الدين علي بن مقرب العيوني من قرية العيون بالبحرين وبها ولد سنة 572 ولكنه طوّف في بلاد العرب ووزع شعره بينها ومدح الخلفاء والملوك والامراء والكبراء والعلماء بشعره العربي الناصع العروبة البدوي اللهجة المفعم كياسة وحماسة .
قدم ابن المقرب بغداد وأقام بها سنة 610 وسنة 614 وسمع الرواة والادباء عليه شعره أو كثيراً منه ، وكانت ولادته بالاحساء من البحرين وتوفي بالبحرين في المحرم سنة 631 وكان لبداوته يعقد القاف كافا فيقول (الكلب) بدلا من القلب
أقول وذكر قسما من قصيدته التي أولها
يا باكيا لدمنة في مربـع ابكِ على آل النبي أودع
والله ما تكذيبهم لفـاطـم والحسنين والإمام الانزع
بل للنبي والكتـاب والذي أنزله لوحيه الممـتنـع


.
[/color][/size][/font]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس