عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 10-04-2009, 09:51 AM   #23
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

الأمير

فى ذكرى شوقى

لست أبكى على طلول بيانه
بعض عطرى من عطرهِ…من جِنَانهْ

من كؤوس الرؤى بجبيه أسقى
أغنياتى ، وأرتوى مِنْ دِنانِهً

من طيور الربيع فىِ شَفَتَيْهِ
من عبيق الورودِ فى أرْدانِهْ

لَحَّنَتْ قلبى القصائدُ حتى
ما لقلبى سُكْرُُ سوى فى حانِهْ

وأشاعت فى الروح وَحْى عبير
من قوافيهِ … مِنْ هوى شيطانِهْ

أىُّ هذا القريضِ فى عُنْفُوانْهِ
أىُّ هذا النسيمِ فى غُصْنِ بأنِهْ

أىُّ هذى المشاعر الطهر تُروى
فيرفُّ الحنانُ فى ألحانِهْ

هلْ أناديكَ منْ زمان الصعا
ليك وأرْوى حكايةً بلسانِهْ

نَحْنُ كنا إذا غزتْنا الليالى
أرهف الفَجْر سمعنا بأذانه

نَحنُ كنا إذا تقاذَفَت الدنيا
على مَجدنا وفى وِديانِهْ

نطلق الخيلَ فى مسامع دَهْرٍ
لمْ يكن يرتدى سوى إيمانِهْ

هل أناديك من ضمير الخوالى
من لآلى الأمجادِ فى ديوانِهْ

أمْ أصب النداءَ فى كأس عطرى
وأذيبُ الأرواح فى فوراِنهْ

نَحْنُ كنا ، وللزمان خشوعُ
حين نروى عَنْ عِزهِ وأمانِهْ

غير أن الأيام حين تولت
خُنق المَجدُ فى ذُرى رُبَّانِهْ

* * *
أيها الشاعر الذى يتراءى
من وراء الغيومِ فى مِهرجانِهْ

وَفَدَ الشعر فى قوافيه حباً
وتراءى الجميع فى ألوانِهْ

زركش الشعر مَهْرجانك شوقاً
وأدار الكؤوسَ مِنْ نُدْمانِهْ

وأعادَ الرؤى معانىَ تُرْوى
وتلقَّى النْجُومَ فى أحْضانِهْ

وأصاخ الأسماعَ بين ندىَّ
يحملونَ الأزهارَ فى بستانِهْ

مِنْ أغانيه قد نَسَجْت حريرى
وقطفت الرمَّانَ مِن رُمَّانِهْ

فى روابيهِ قد جلستُ أهادى
قلبى الغضَّ لَمْحَةً مِنْ بيانِهْ

فى ضحى شعرهِ وَقفتُ مِليًّا
أَتَملَّى الأطيافَ مِنْ لمعانِهْ

فى ميادين رَكْضهِ أرهف القلب
أمانيِه فازدهتْ بسنانِهْ

من لصبًّ تحمل العشق حتى
قتل العشق ما بقلبِ حصانِهْ

من لصبًّ على الضرام تمادى
عبقرىّ الآلام فى أشجانِهْ

فى سجون الهيام يطلق قلباً
ويلف الضياَءَ فى أكْنانِهْ

من لصبًّ جراحُه مشعلاتُُ
والليالى تزيدُ مِن حِرْمانِهْ

* * *
أىُّ هذا الزمان حَسْبُكَ دَعْهُ
سَئِم الجرحَ صارخاً فى زمانِهْ

تتعادى عليهِ أكْلبُ ليلٍ
سيء القَصْدِ ضاربٍ بجرانِهْ

لو تراهُ ، وفى حناياه يسرى
سلسبيل من روحهِ وكيانِهْ

لو تراهُ ، والوجْدُ يلقى عليهِ
سِتْر أشجانهِ وسرَّ حنانِهْ

وطيوف المساءِ تطلق أطياف
الأمانىَّ فى مدى طيرانِهْ

لو تراهُ وللحروف بريقُُ
بين كَفيهِ ، واللظى فى لسانِهْ

وجنانُ ُ من الخلودِ تَدلتْ
من عناقيدهِ ، ومن خَفَقانِهْ

وسيوفُُ تَجرَّدَتْ كالمنايا
لتصبَّ الأحزانَ فى أحزانِهْ

وخيولُُ تهيم بين البرارى
وعليها فوارسُُ مِنْ عنانِهْ

كلما شدَّه ليلجم حَرْفأً
تتأبى الحروفُ فى جريانِهْ

ليس ثينيهِ ما يلاقى فيمضى
تتراءى الأقمار فى قمصانِهْ

لو تراهُ … والبَحْرُ يلقى إليه
سِرَّ أعماقهِ ، جوى شطآنِهْ

والسماءُ التى أظلته دَهْراً
تلتقى بالسرابِ فى رَوَغانِهْ

وَهْو يمضى والأفقُ خلف خطاهُ
عبقرىُّ الرتوشِ فى أرجوانِهْ

وعلى صهوة العزيمةِ يغزو
كل فج مخاطراً بحصانِهْ

نَبْعُ مسكٍ يسيلُ من قدميه
ورفيفُُ يلوحُ فى وجْداَنِهْ


لو تراه وللضحى خفقاتُُ …
حين يزهو الربيع فى ألوانِهْ

وتعود الطيورُ تحكى إليهِ
سرَّ أشواقها على أغصانِهْ

والرياحين تزدهى فى يديهِ
والأغاريد تزدهى فى حسانِهْ

وهو صبُُ محلقُُ فى سماهُ
عشق الشعرَ مِنْ قديم زمانِهْ

ورأتْهُ الغزلانُ فوق رُباها
هائم الروح فى لمى غزلانِهْ

وصبايا الحروف حين رأتهُ
عشقتْه ، وما ارتوت مِن دنانِهْ
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 10-04-2009 الساعة 09:56 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس