عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-06-2009, 01:30 PM   #1
فرحة مسلمة
''خــــــادمة كــــــتاب الله''
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2008
المشاركات: 2,952
إفتراضي هدية لبلبل الجزائر الذكي

كان الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور يحفظ كل ما يسمع من اول مرة وكان له غلام يحفظ كل ما سمع من ثاني مرة وكذلك جاريته تحفظ من ثالث مرة.وكان الشعر في هذا العصر في ازدهار كبير والشعراء يتنافسون في مدح الأمراء لكسب المال


فأصيب الشعراء بالخيبة والإحباط كلما دخل احد منهم على الأمير بقصيدة جديدة اول ما يسمعها يحفظها ويقوم بسردها إليه ويقول


لا بل حتى غلامي يحفظها ويقوم الغلام بسردها عليه
( الغلام كان يحفظ الشعر بعد تكراره القصيدة مرتين ) ويقول


الأمير وحتى جاريتي تحفظها أيضاً
( .والجارية تحفظه بعد المرة الثالثة ) ويعمل هذا مع كل من يتقدم بقصيدة جديدة ولم يفز اي واحد من الشعراء من ما كان يطمح اليه.

سمع الأصمعي بهذا وكان ممنوعا من المشاركة لذكائه وفطنته. فتنكر وقصد قصر الأمير بقصيدة وهو متيقن انه سيفوز و يخلص زملاءه من دهاء هذا الأمير.

القصيدة



صـوت صــفير الـبلبـلي *** هيج قـــلبي الثمــلي



المـــــــاء والزهر معا *** مــــع زهرِ لحظِ المٌقَلي



و أنت يا ســـــــــيدَ لي *** وســــــيدي ومولي لي


فكــــــــم فكــــم تيمني *** غُـــزَيلٌ عقــــــــــيقَلي


قطَّفتَه من وجــــــــــنَةٍ *** من لثم ورد الخــــجلي


فـــــــقال لا لا لا لا لا *** وقــــــــد غدا مهرولي


والخُـــــوذ مالت طربا *** من فعل هـــذا الرجلي


فــــــــولولت وولولت *** ولـــــي ولي يا ويل لي


فقلت لا تولولـــــــــي *** وبيني اللؤلؤ لــــــــــي


قالت له حين كـــــــذا *** انهض وجــــــد بالنقلي


وفتية سقــــــــــــونني *** قـــــــــهوة كالعسل لي


شممـــــــــــتها بأنافي *** أزكـــــــى من القرنفلي


في وســط بستان حلي *** بالزهر والســـــرور لي


والعـــود دندن دنا لي *** والطبل طبطب طب لـي


طب طبطب طب طبطب *** طب طبطب طبطب طب لي

والسقف سق سق سق لي *** والرقص قد طاب لي

شـوى شـوى وشــــاهش *** على ورق ســـفرجلي

وغرد القمري يصـــــيح *** ملل فـــــــــــي مللي

ولــــــــــــو تراني راكبا *** علــــى حمار اهزلي

يمشي علــــــــــــى ثلاثة *** كمـــــشية العرنجلي

والناس ترجــــــــم جملي *** في الســوق بالقلقللي

والكـــــــــل كعكع كعِكَع *** خلفي ومـــن حويللي

لكـــــــــــن مشيت هاربا *** من خشـــية العقنقلي

إلى لقاء مــــــــــــــــلك *** مــــــــــعظم مبجلي

يأمر لي بخـــــــــــــلعة *** حمـــراء كالدم دملي

اجــــــــــــر فيها ماشيا *** مبغــــــــــددا للذيلي

انا الأديب الألمــعي من *** حي ارض الموصلي

نظمت قطــــعا زخرفت *** يعجز عنها الأدبو لي

أقول في مطلعــــــــــها *** صـوت صــفير الـبلبـلي

وكان الأمير قد وعد من ياتيه بقصيدة جديدة ان يمنحه ما يريد
طلب الأصمعي من الأمير ان يمنحه وزن ما كتب عليها القصيدة وكان قد كتب هذه القصيدة على قطعة رخام و كان وزنها كبيرا جدا ,و أمام عظم الوزن رجاه الأمير أن يتنازل , فتنازل و كان شرطه أن يوفي لكل حق حقه
وهكذا لم يعد الأمير يرد شاعرا يأتي إليه فيتمعن في شعره و يعطيه حقه.






__________________








فرحة مسلمة غير متصل