عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-01-2010, 11:49 AM   #21
البدوي الشارد
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2009
الإقامة: حزيرة العرب
المشاركات: 760
إفتراضي

لم تفت لوحدك بل أفتت جماعة في هذا الموضوع الذي لا أعرف السبب في تنزيل السيد ترانسندنت له. وليتك تترك موضوع سيدي شباب أهل الجنة جانبا لأنك غير مختص به!
الموضوع موضوع فتنة بامتياز.
أنا أفضّل نظرة واقعية للانقسام بين الفرقة الأكثرية التي تسمى "أهل السنة والجماعة" وهي متكونة تاريخياً منذ العصر العباسي لتعبر عن رأي الغالبية الساحقة من المسلمين وبين غيرها من الفرق الصغيرة التي خرجت لأسباب متنوعة وابتعدت بدرجات قليلة أو كثيرة عن معتقد الغالبية ، ولا علاقة للصفويين في أصل الانقسام وإن كانوا شجعوه وأججوا ناره، خلافاً لاعتقاد ابن حوران (وأذكره بالصراعات الدموية للشيعة مع حنابلة بغداد قبل تشيع إيران بقرون وإيران كانت ذات غالبيية سنية بل نظام الملك الفارسي ومنظّره الكبير الغزالي رحمه الله كانت قلب الرمح السني ضد التيارات الشيعة بفرقها المختلفة من إسماعيلية وغيرها) والسياسة الرشيدة في اعتقادي هي ترك هذه الفرق بحالها والتعامل معها كما يتعامل المسلمون مع أهل الكتاب على أقل تقدير أي إعطاؤهم استقلالية ذاتية في إدارة شؤونهم الدينية الخاصة كما يرونه مناسبا طالما هذا لا يتعارض مع النظام العام. وقد كان المسلمون يرون بأعينهم النصارى يدقون الأجراس ويجتمعون في الكنائس ويعلنون أن المسيح عليه السلام هو ابن الله وهو عندنا قول كبير وشرك أعظم ولكن الحساب على هذا الشرك ليس من شأننا بل من شأن الله عز وجل أما في الدنيا فعلينا أن نلتزم بعقد الذمة معهم.
وبناء على ذلك أعد اللطم أو غيره شأنا دينيا خاصا بالشيعة لا نوافقهم عليه عقدياً لأننا لا نتفق أصلا مع أساسهم العقدي ولكنهم كمواطنين عندنا لهم علينا أن نحترم عقائدهم التي لا نقرهم عليها ونعطيهم حقوق المواطنة ونحترمهم طالما هم يحترمون هذه الحقوق. فليلطموا كما يرونه مناسباً طالما هذا اللطم يظل ضمن الشعائر الدينية ولا يتحول إلى استغلال سياسي يناقض المصلحة الوطنية العليا.
هذه هي السياسة الصحيحة إن كنا لا نريد الحرب الأهلية الدائمة وتدخل قوى العالم الكبرى وشغلنا في معارك جانبية وإتاحة المجال لاستزلام الأقليات عندنا للخارج.
ولا لزوم للسخرية من طقوس اللطم لمجرد أننا لسنا على معتقد من يقوم بها! ففي أوروبا يسخرون من المسلمين إجمالاً حين يرون طقوس الحج بطريقة مماثلة. واتركوا الناس بحالها ولا تثيروا الفتن. أقول هذا وأنا أعلم أنه في العراق بالذات وبرعاية حقيرة من النظام الإيراني تؤجج الأحقاد الطائفية على الغالبية الإسلامية السنية باسم ثارات الحسين رضي الله عنه وعن أبيه وأمه.
وكلمة في أذن الإخوة في المغرب الكبير: أنتم ليس عندكم مشكلة شيعية سنية تاريخية لذلك لا تفهمون بدقة حساسية الموضوع وتاريخيته كما أننا نحن أهل المشرق لا نعرف بدقة مشاكل المغرب التاريخية الخاصة به التي لم توجد عندنا. والواجب على كل من الفريقين التعامل بحذر مع هذا النوع من المسائل التي ليس لهم بها خبرة.

آخر تعديل بواسطة البدوي الشارد ، 01-01-2010 الساعة 12:01 PM.
البدوي الشارد غير متصل