الموضوع: أعلم..أنك ..
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 07-03-2010, 08:13 PM   #24
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي ّّ

ونسيت ُ ..أنكِ حبيبتي..



ونسيت ُ..أن أمد يدي...


كما إعتدت ُ كل مساء في جوف حقيبتي..


نسيت ُ ..أوراقي والأقلام..


قطعت ُ..حدود أصابعي..


وسكبت ُ ..عن عَمد ٍ ..مداد محبرتي..


فقدت ُ ..الإيمان بالكلمات ..وعرش مملكتي..


كنت ُ ..أحسبك ِ هوى العمر ..


لون الزهر..إنسكابة العطر..


وكل الفرح المخبوء ..في عمق سريرتي..


لكني ..أكتشف بعد فوات ِ الأوان..


أني رجل ..أقترف الأخطاء..


وأتبع.. الأهواء..


وأقترف.. الذنوب..


ولطالما ..حصدت ُ الملامة ..على كل جريرة ٍ..


يا أنت ِ..يا أكبر الذنوب ..يا إختزال كل جريرة ِ..!!



فهل الآن ..علمت ِ

أخي العزيز النبيل :لقد أعجبت للغاية بما تكتب وهذا ليس بالمستغرب على إبداعاتك . الفكرة ليست بالجديدة ولكنها أديت بشكل جيد. الفكرة فكرة الخطيئة كثيرًا ما وردت في أشعار المعاصرين ، وكان لفاروق جويدة قصيدة يقول فيها :
أسقطت حبك من سنين حياتي
وصلبته شبحًا على الطرقات
وجمعت أعمال الفضائل كلها
فوجدت بُعدك أجمل الحسناتِ
قد كنت في ليل الظلام خطيئة
لا الصوم يغفرها ولا صلواتي!
ومن هذا المنطلق أرى قصيدتك تتناصّ معها .أي أنها تتقارب معها في الفكرة أو المضمون .كان مجيئ حرف الواو في بداية الكلام مفيدًا حالة من الاعتيادية بما يوجِب إهمال ما قبلها لأنه ليس فيه جديد. كما اعتدت في كل مساء ..هذه الجملة تمنيت لو أنك كتبتها في شكل اعتراضي لتكون-كما اعتدت في كل مساء- لتؤكد الاعتيادية لهذا كان التكرار في هذا العدد القليل يبين مدى الأرق من الحالة الاعتيادية التي عليها الطرفان.
وكانت كلمة نسيت مكررة ثلاث مرات في أقل من ستةأشطر مما يؤكد بشكل قاطع محورية النسيان سواء كان النسيان لها أو لأشياء ترتبط بها ،لكنه في النهاية نسيان بسببها هي وهذا يجعل لهذه المحبوبة دورًا رئيسًا في هذه المعاناة.
ولكني لا أفهم دلالة حدود الأصابع .بين الفعل سكبت وفقدت ثمة حدث ما ، وهذا الحدث يُترك مخفيًا ليتخيل القارئ ما هو .وعندما ننظر إلى هذا الفعل المخفي وعلاقته بالنسيان نستطيع الاستنتاج بأن هذا الفعل -من ناحيتها - سبب نسيانه ومعاناته.وتأتي جملة فهل الآن علمت ؟ جاءت لتعطي الزمن وهو الآن قيمة تبين أنها محبوبة إما ماكرة تتظاهر بالنسيان أو أنها ساذجة تقع في أخطاء كبيرة توجِب العنوان أنك .. ويكون الخبر قابلاً للتأويل (خائنة - حقيرة - صفر-....إلخ).
النص يعتمد بالدرجة الأكبر على المدخلات الموقفية المُسبقة لكلا الطرفين ويجعل من اطّراد العنوان في كل موقف على حدة تكِئة لإعادة التذكير بما سببته هذه المحبوبة من آلام له.
وهذا يجعل الخاطرة قريبة من حيث الطريقة أو الشكل بالقصة المتعددة الفصول المرتبطة ببعضها البعض والتي لا تكون بعدُ الرواية .إذا جاز تسميتها خاطرة متعددة الفصول .
عمل جيد وإن كنت أرى أن هناك الأفضل والأروع والذي أنتظره منك . دمت مبدعًا وفقك الله أخي العزيز.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس