عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 04-02-2008, 10:46 AM   #17
كريم الثاني
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 520
إفتراضي


الزميل الفاضل ،،، منير القسورة ،،، حياك الله .




أولا" : زميلي الفاضل منير أتمنى عليك أن لا تذهب إلى حوارات فرعية وغير ناضجة مع بعض الزملاء حتى لا يتم مصادرة رأيك من قبل الإدارة وبالتالي نخسر محاورا" واعيا" نتوسم فيه الصدق حتى ولو اختلفنا معه .

وأتمنى على الزملاء القائمين على المنتدى أن يتحلوا بالصبر وسعة الصدر التي عودونا عليها ،،، ولا أخالهم إلا كذلك .

ثانيا" : لا اعرف لماذا هذه الحساسية الشديدة اتجاه طرح الزميل الفاضل منير أو اتجاه ما يسمى القرآنيين ،،، وأستغرب ردود البعض وطروحاتهم ،،، وهل هناك ما هو أحكم من كلام الله ؟؟؟؟؟؟


القرآن الكريم يا زملائي الأفاضل هو كلام الله المحكم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو الذي فيه تفصيل وتبيان لكل شيء ،،، كما أخبر هو عن نفسه .

وأنا اعتقد ان هذا الاتجاه " اعتماد القرآن " ليس جديدا" وبنفس الوقت ليس ترفا" فكريا" وإنما جاء بفعل تخبط الرواة أو أهل النقل وبالتالي اختلاط كلام الرسول بكلام غيره من الصحابة والتابعين وانعكاس رؤيتهم على الواقع بحيث أصبحت دينا" يُتعبد به .


وهذا في الحقيقة أدى إلى ولادة الفكر الاعتزالي في الحضارة الإسلامية وهو الفكر الأكثر وعيا" ونضجا" وعقلانية في تاريخ الحضارة الإسلامية وقد تحدثت عن هذا الموضوع في مشاركات سابقة .


ولذلك أدعو الجميع لمحاورة الزميل منير القسورة بطريقة ترتقي الى مستوى طرحة العقلاني .



***************

زميلي الفاضل ،،، منير


أنا قرأت موضوع الانقلاب العلوي الموجود في موقع اهل القرآن وهذا الطرح ليس غريبا" أو جديدا" علي وخير من نظر حول هذا الموضوع هو الكاتب الكبير " حسين مروة " في كتابه النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية ، وأنا لا ارفض هذا الطرح ولكن مأخذي عليه أنه حاول تفسير التاريخ اعتمادا" على عامل واحد ( العامل الإقتصادي مثلا ) في حين عند تفسير التاريخ لا يمكن إسقاط العوامل الأخرى سواء أكانت مادية أو معنوية .

فلو أسقطنا العامل المعنوي من أذهاننا لأنكرنا دور القرآن في تربية الصحابة والمجتمع المدني بشكل عام .

وأعدك بالحوار حول هذا الموضوع في موقعه الذي وضعته فيه .



**************

أخي الفاضل تقول :


(( من هو سعد بن عباده؟
ماذا يمثل ؟
ماذا ادى الى مقتله؟
ما هي القضيه؟
الجواب لا جواب
لا اثق بنقل الرواة ابدا
وهذا النقل مشوه جدا ))


وجوابي هو :

سعد بن عباده هو زعيم الأنصار الذين يشكلون الكيان الاجتماعي الثاني بالإضافة إلى المهاجرين في المدينة المنورة ومجتمع الأنصار مجتمع قائم بذاته قبل مجيء النبي الأعظم فيه علاقاته الاجتماعية والاقتصادية المنظمة بغض النظر عن الخلافات التي كانت قائمة بين الأوس والخزرج .

إذا ،،، نستطيع القول أن سعد بن عبادة يُشكل أو يُمثل عمقا" حقيقيا" في كيان المجتمع المدني ولذلك تجده أول من طرح نفسه لخلافة النبي محمد وقيادة المجتمع المدني بكل فئاته .


فهو ليس شخص عادي من عامة الناس وليس رقيقا" تم عتقه على يد أحد الأثرياء وهو بنفس الوقت حامل لراية من رايات رسول الله ،،، ولو لم يكن لديه هذا العمق لما تجرأ وطرح نفسه كخليفة لرسول الله في سقيفة بني ساعدة .

والأنصار بالسقيفة أجمعوا على سعد ،،، وهم بذلك اول كيان " مكون " إجتماعي يختار زعيما" بعد رسول ولو اعتمدنا منهجك لقلنا أن اختيار سعد هو الأكثر شرعية وما عداه خارج على هذه الشرعية ، والدليل على أن سعدا" بقي حاله مؤرقة لمركز الخلافة هو اللجوء الى قتله ،،، إذ لا يُعقل أن تقتله الجن وتتغنى بقتله .

وقبل أن يتشكل الصراع القبلي بين أفخاذ قريش كان الصراع قرشيا" انصاريا" هذا الصراع وللأسف إنعكس على المروي من الحديث النبوي ، وسأقدم لك مثالا" واضحا" لهذا التأثير أو الانعكاس .

فمن اجل إثبات النفوذ القرشي وإقصاء الأنصار فقد روى لنا الرواة حديث " الخلفاء من بعدي إثنى عشر ، كلهم من قريش " وحديث " إن هذا الأمر في ‏ ‏قريش ‏ ‏لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين " وللعلم هذه الأحاديث مروية وصحيحة لدى اهل السنة وهي ليست أحاديث" شيعية " كما قد يتخيل البعض ، بالمقابل من أجل إقصاء الأنصار حتى من الوجود وليس فقط الخلافة فقد روى لنا الرواة حديثا" عن الرسول يبرر تلاشي الأنصار وإنقراضهم فقالوا: " الناس يكثرون وتقل ‏ ‏الأنصار ‏ ‏حتى يكونوا كالملح في الطعام " .

(( الله أكبر ،،،، ما بال الأنصار يختلفون عن بقية الخلق ويسيرون عكس السنن الكونية ؟؟؟؟؟!!!!! ))

كما سبق وقلت لك هذه الأحاديث مروية في صحاح المسلمين " أهل السنة " ولكن الناظر اليها نظره نقدية محايدة يجد أنها وللأسف فُصلت على مقاس الأحداث التي حدثت لاحقا" ، هذا الأمر يقودنا الى إعادة النظر في موروثنا الديني والتاريخي .


ولذلك مقتل سعد بن عباده جاء في هذا السياق من الصراع الواعي المنظم .

واما بالنسبة لقولك أنك لا تثق بنقل الرواة فانا أتفق معك جزئيا" ولكن نحن أمام معضلة إذ ليس من الحكمة أن أرفض كل ما هو مروي فالرواة هم من قالوا لنا أن الحسين قُتل في كربلاء ،،، وهم من قالوا لنا أن أبا بكر هو أول خليفة راشدي ، وهم من تحدث لنا عن عدل عمر بن الخطاب ، وهم من نقل لنا أخبار الخليفة الرائع عمر بن عبدالعزيز ، وهكذا دواليك .

إذا لا بد أن يكون لدينا آلية علمية للحكم على ما لدينا من روايات ،،،، وإلا سقطنا في دهاليز الشك وأصبحنا أكثر تخبطا" واكثر تخلفا" مما نحن عليه الآن .

لذلك أخي الفاضل عليك أن تقدم لنا منهجك في قبول الرواية أو رفضها وسواء أكانت هذه الرواية تاريخية أم دينية " حديث نبوي "



تقول :

" من الاولى نزع صفة القدسيه والعدليه عن هؤلاء البشر والنظر اليهم كبشر وليس اشباه المعصومين او بتعبير ااخر قديسين "

اتفق معك تماما"

وأنا أعتقد أن أهل السنة والشيعة وقعوا ضحايا لهذه الفكرة وتحملوا إزرها.


فالشيعة عصموا أئمتهم الأثنى عشر فكرا" وسلوكا"

وأهل السنة عصموا الصحابة تحت شعار " عدالة الصحابي " القاعدة الذهبية في علم الجرح والتعديل .


المعتزلة كفرقة إسلامية حاولوا بصدق إخراج الأمة من هذا النفق وإعطاء العقل دورة الحقيقي والجدير به .



تقول :
(( ولكن بشكل عام لابد ان يكون هناك صراع وشقاق
وهذا طبيعي ))


هذا الكلام صحيح وأتفق معك عليه ،،، ولكن علينا معرفة محركات هذا الصراع وأهدافه وإلا وضعنا جميع أطراف الصراع في بوتقة واحدة ولا تمايز بينهم .

ومحركات الصراع الذي حدث بين الصحابة كثيرة فهي صراعات قبلية وإقتصادية وإجتماعية ولكن لا يُمكننا بحال من الأحوال إنكار العامل الديني في هذا الصراع رؤية علي مثلا" تختلف عن رؤية معاوية ونظرته في الحكم لا بل رؤية علي تختلف عن رؤية الشيخين قبله ،،، وهكذا .


بمقدار ما نفهم طبيعة هذا الصراع بمقدار ما نستطيع فهم ذلك الواقع الذي تشكلت فيه أفكار ومفاهيم الأمة الإسلامية وقد قلت في مشاركات سابقة أن التنظير الأفضل حول هذه المسالة يقع ضمن نطاق " علم الإجتماع " كما فعل ابن خلدون .



للحديث بقية ،،، وشكرا" لك .


كريم الثاني غير متصل   الرد مع إقتباس