عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-08-2007, 04:10 PM   #1
المؤيد الأشعري
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 226
إفتراضي توحيد الربوبية وإخبار الله تعالى عنه.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه المتقين.

وبعد:-

الله تعالى يخبر الناس بأنه رب العالمين أي بالربوبية حسب معنى الربوبية عند من يقول بتقسيم التوحيد


كما هو معروف أن معنى الربوبية عند من يقول بتقسيم التوحيد وهو أن الله الخالق الرازق المحيي والمميت بيده ملكوت كل شيء إلى آخر هذه الأشياء وهي عند أولئك القوم معنى الربوبية أو توحيد الربوبية، وأن هذا القسم من التوحيد يقر عليه المشركون جميعا.

نقول بأن الله تعالى أخذ يخاطب الناس بأنه هو رب العالمين المحيي المميت القادر على كل شيء وأن لهذا الكون خالق متصرف فيه وحده لا إله إلا هو، فهذا يدل على أن المشركين غير مؤمنين به بأنه الخالق الرازق وبيده ملكوت كل شيء، وتجد كل ذلك في الآيات البينات في سور كثيرة جدا نذكر بعضا منها.

قوله تعالى في سورة الأعراف: { إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي الْلَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } الآية: 54.

وقوله تعالى أيضا: {خَلَقَ ٱلإِنْسَـٰنَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ * وَٱلاَْنْعَـٰمَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَـٰفِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَىٰ بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَـٰلِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ ٱلأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ * وَٱلْخَيْلَ وَٱلْبِغَالَ وَٱلْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }

وكذلك قوله تعالى: { هُوَ ٱلَّذِىۤ أَنْزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مَآءً لَّكُم مَّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ ٱلزَّرْعَ و ٱلزَّيْتُونَ وَ ٱلنَّخِيلَ وَالأَعنَبَ وَمِنْ كَلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِى ذَلِكَ لأَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيْلَ وَٱلْنَّهَارَ وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ وَٱلْنُّجُومُ مُسَخَّرَٰتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَـٰتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }

وغيرها من الآيات الكثيرة في سورة النحل وغيرها من السور.

وفي سورة البقرة حيث قال تعالى: { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَآ أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَآءِ مِن مَّآءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَآءِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } الآية : 164.

وقال تعالى في سورة الغاشية : { أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الإِبْلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَآءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) }. الآية 17 – 20

وقوله تعالى في سورة البقرة: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } الآية 28.

يقول ابن كثير في تفسيره: "يقول تعالى محتجاً على وجوده وقدرته وأنه الخالق المتصرف في عباده {كيف تكفرون بالله} أي كيف تجحدون وجوده أو تعبدون معه غيره {وكنتم أمواتاً فأحياكم} أي وقد كنتم عدماً فأخرجكم إلى الوجود كما قال تعالى {أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون * أم خلقوا السموات والأرض * بل لا يوقنون} ." اهـ

وقوله تعالى في سورة غافر : {اللَّهُ الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ الَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَالنَّهَـارَ مُبْصِـراً إِنَّ للَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْـثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ} الآية:61.

فهذه الآيات تخبر الكفار بأن الله تعالى هو الخالق الرازق المتصرف في هذا الكون المستحق للعبادة فكيف يتخذوا الأصنام أربابا من دونه تعالى؟!

وإن كانت هذه من المسلمات عندهم فكيف يخبرهم الله تعالى بأنه رب العالمين وأنه لا رب سواه ولا إله غيره؟!!

فهذا دليل على أنهم غير معتقدين فيه بأنه كما ذكر الله تعالى في هذه الآيات.

وبعد ذلك سوف أتكلم في الشيوخ المعاصرين ممن يقول بتقسيم التوحيد كيف أبطلوا اعتقاد أن المشركين موحدون بقسم اسمه الربوبية عما قليل .
المؤيد الأشعري غير متصل   الرد مع إقتباس