عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-05-2020, 08:36 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,907
إفتراضي قراءة فى مقال إذا الصحف أحرقت لخميس العدوي

قراءة فى مقال إذا الصحف أحرقت لخميس العدوي
المسألة التى يتناولها المقال تشبه مبصر يرى الشىء حقا وصدقا بعينيه ومع هذا يصطنع العمى ويكذب ما رأته عينيه
تشبه المسألة حكاية يرونها عن المسيح(ص) فى الصحيحيين وهى :
"رأى عيسى بن مريم (ص)رجلا يسرق فقال له أسرقت قال كلا والله الذي لا إله إلا هو ، فقال عيسى عليه السلام : آمنت بالله وكذّبت عيني"
الرجل فى الحكاية شاهد السرقة بعينيه ومع هذا كذب عينيه لأجل حلف الرجل على أنه لم يسرق
العلماء والفقهاء وعلى أثرهم العامة فى مسألة حرق المصاحف فى عهد عثمان كما تزعم الروايات صدقوا الروايات ومن قبل صدقوا روايات أن أبا بكر جمع القرآن
لقد كذب القوم كتاب الله فى عشرات الآيات منها :
قوله تعالى :
"لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه "
هنا الله جامع القرآن
وقوله تعالى :
"بل هو قرآن مجيد فى لوح محفوظ "
هنا الكتاب موجود مجموع فى لوح محفوظ
وقوله تعالى :
"إنه لقرآن كريم فى كتاب مكنون "
هنا القرآن موجود فى كتاب مكنون أى محفوظ
وقوله تعالى :
"كلا إنها تذكرة فمن شاء ذكره فى صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدى سفرة كرام بررة"
هنا الكتاب موجود كامل بيد السفرة وهم الحجاج والعمار فى بيت الله
وقوله تعالى :
" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"
هنا الله من حفظ القرآن أى جمعه
وقوله تعالى :
" وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد "
هنا الكتاب لا يمكن تحريفه لكونه مجموع من الله فى مكان لا يقدر أحد على أن يحرفه فيه
مع كل هذه النصوص ومنها النص الأول الصريح فى كون الله هو جامع القرآن صدق الناس الروايات وكأن كتاب الله غير موجود
مقال خميس العدوى وهو من أهل العصر حاول أن يوجد حلا لمشكلة حرق المصاحف المزعوم فى عهد عثمان فوصل لحل مشابه لحلول القوم وهو أن بشرى هو من جمع القرآن وهو النبى(ص) وبهذا وقع فى المصيبة الجامعة تكذيب كلام الله من أجل تصديق روايات أو تصديق استنباطات من روايات
بدأ الرجل مقاله بالقول:
"قد يستغرب القاريء الكريم عنوان المقال، وربما لا يروق له إمضاء قسط من وقته الثمين في استحضار قضية تاريخية كالتي نحن بصدها!،
هذا المقال يتحدث حول قضية تاريخية خطيرة جدا، أثرت مباشرة، أو بشكل غير مباشر، على مسار الأحداث في تاريخ الأمة الإسلامية، إنها حادثة جمع خليفة المسلمين عثمان بن عفان للمصاحف وإحراقها، والتي كانت من أهم المطاعن الموجهة ضد الخليفة من قبول خصومه السياسيين وخطورة التهمة تنبع من مركبات التهمة الثلاثة، وهي التهمة والمتهم والمتهم فالتهمة: وهي جمع المصاحف المنتشرة في أقاليم الدولة الإسلام وآفاقها، وإحراق تلك المصاحف المنتشرة، وإلزام الناس بالنسخة التي بيد الخليفة، تنطوي على استتباعات شرعية خطيرة جدا، أهمها هدم خاصية النقل المتواتر للقرآن الكريم، مما يسمح لفرضيات البتر والتحريف لآيات القرآن وسوره بالظهور والانتشار، وهو ما حدث فعلا كما سنراه في سياق هذا البحث والمتهم: هو خليفة المسلمين الثالث، وهو أحد كبار الصحابة السابقين الأولين من المهاجرين، وهو صهر رسول الله (ص)، وزوج ابنتين من بناته العفيفات الطاهرات، وفي زمانه قامت رحى الفتنة الكبرى بين المسلمين، وبمقتله بدأت الحرب الطاحنة بين الصحابة والتابعين، ومن بعدهم إلى يوم الدين والمتهم: هم خصوم الخليفة السياسيون، المعاصرون له كالثوار الذين أطاحوا به، وعلى يدهم كان اغتياله، ومن جاء بعدهم من خصوم الدولة الأموية، التي استمدت شرعيتها من مظلومية الخليفة وحادثة اغتياله، فاعتبر خلفاء بنو أمية أنفسهم امتدادا لعثمان بن عفان"
خذا أصل الحكاية كما قال العدوى وقد بين الحلول التى اقترحها القوم فقال :
"وقد تعاطت المدارس الإسلامية المختلفة مع هذه القضية وفق معايير مختلفة، فهناك أطراف تنزع إلى ربط القضية بمسألة جمع القرآن الكريم، وبالتالي التشكيك في مصداقية الجمع القائم على الاحتكار والمصادرة والحرق، وهناك أطراف تنزع إلى فصل القضية عن مسألة جمع القرآن؛ مع إقرارها بأن هناك اتصالا موضوعيا بين الحادثتين، باعتبار أن جمع القرآن الكريم تم في عهد أبي بكر وعمر، وأن المصاحف التي أحرقها عثمان إنما كتبت بلهجات غير تلك التي تتحدث بها قريش، وهناك طرف آخر نظر للأمور بشكل أكثر عمقا واتزانا، مبعدا فيه القرآن الكريم عن كونه طرف في صراع سياسي، يجعل منه عرضة للاتهام بالتحريف والزيادة والنقص"
بعد هذا ذكر العدوى أصل الحكاية المزعومة وهو رواية وردت فى كتب الحديث فقال:
"تبدأ فصول قصة إحراق المصاحف –كما ترويها المصادر الحديثية– حين قدم حذيفة بن اليمان على عثمان، "وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبدالله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة، فأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بكل ما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق"
وتعرض العدوى للرواية بالنقد والتحليل فقال :
"وهذه الرواية على طولها أهملت ذكر تفاصيل كثيرة ومهمة، فهي لم تذكر طبيعة الاختلاف في القراءة الذي أقلق حذيفة بن اليمان، كما أنها لم تتعرض لموقف كبار الصحابة من هذه الحادثة، كما أن أمر الخليفة للقرشيين الثلاثة بتقديم رأيهم على رأي زيد بن ثابت الأنصاري الذي تجمع المصادر الروائية لأهل الحديث بأنه هو من قام بجمع القرآن بأمر من أبي بكر وعمر ، بل أنها تشير إلى أن المصحف الذي بين يدي حفصة، والذي أراد عثمان نسخه وتوزيعه في الآفاق هو نفس المصحف الذي جمعه زيد بن ثابت ، يثير الكثير من الشكوك حول صحة مزاعم أهل الحديث؛ أن القرآن الكريم إنما جمع في عهد أبي بكر وعمر، وأن الذي قام بعملية الجمع تلك هو زيد بن ثابت الأنصاري؟ كل هذه الإشكالات التي تثيرها روايات أهل الحديث حول قضية إحراق الصحف؛ إنما هي امتداد طولي لمسألة خطيرة جدا، وهي مسألة الخلاف حول عملية جمع وترتيب القرآن الكريم ونحن نرى أن الإجابة على التهمة الموجهة لعثمان بإحراق الصحف، وتعريض القرآن الكريم لاحتمالات التحريف، إنما تتعلق بمعالجة مسألة الخلاف الحاصل بين مدارس الأمة حول من قام بجمع القرآن؟"
ثم ذكر العدوى وهو إباضى أن أهل كل مذهب قدموا حلا للمسألة فقال :
"حيث ذهب الإباضية إلى أن الذي جمع القرآن الكريم هو النبي (ص)
وذهب أتباع مدارس أهل السنة إلى أن الذي جمع القرآن هما أبو بكر وعمر وأما الشيعة فقد قالوا: إن الذي جمع القرآن هو علي بن أبي طالب "
والرجل ككثير من أهل المذاهب ينصر مذهبه محتكما هو الأخر للروايات والاستنباطات منها والغريب هو اتفاق الكل على نبذ كتاب الله فى المسألة ومن ثم بين الرجل أدلة المذهب الإباضى على صحة رأيه فى المسألة فقال :
"وقد استدل الإباضية لرأيهم بالكثير من الحجج لخصها عبدالله بن محمد بن بركة (ت 362هـ) في الآتي:
1- لا يعقل أن يترك النبي (ص) "القرآن الكريم الذي هو حجته على أمته، والذي تقوم به دعوته، والفرائض التي جاء بها من عند الله، وبه يصح الذي بعثه الله داعيا إليه، مفرقا في قطع الحرف الذي لم يجمعه، ولم يضمه، ولم يحصه، ولم يحكم الأمر في قراءته، وما يجوز من الاختلاف، وما لا يجوز، وفي إعرابه، ومقداره، وتأليف (ترتيب) سوره، وهذا لا يتوهم على رجل من عامة المسلمين، فكيف برسول رب العالمين (ص) "
2- أن القرآن الكريم نزل "على رسوله (ص) في ثلاث وعشرين سنة، كلما أنزلت آية وسورة؛ قرأها على أصحابه في صلاته، وحضور جملة المهاجرين، وخيار الأنصار، والذين يلونهم في الأقدار، وكانوا أهل عناية وتعظيم له، وحرص عليه، يدرسونه نهارهم، ويصلون به في ليلهم، ويتفقهون فيه، ويتفهمون معانيه، ويقريء بعضهم بعضا في مسجد رسول الله (ص)، وفي غيره من مساجدهم ومشاهدهم، وكان النبي (ص) مع ذلك يحثهم على التعليم، ويرغبهم فيه، وإذا كان الأمر كما ذكرنا لم يخف على من كان على هذه الصفة، وسار على هذه السيرة؛ ناسخ ومنسوخ، ومكي ومدني، وتقديم وتأخير، وكيف وهم شهود للقصة، حضور للتنزيل"
3- جعل النبي (ص) كتابا "يكتبون الوحي لا يدفع ذلك صاحب خبر ولا حامل أثر، وكان منهم ابن أبي سرح وزيد بن ثابت ومعاذ بن جبل ومعاوية بن أبي سفيان، فإن لم يكن القرآن مجموعا مكتوبا في زمان رسول الله (ص) فأي شيء كان يكتب هؤلاء؟!" ، يقول أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة: "بلغني أن رسول الله (ص) كان إذا نزلت آية قال: اجلعوها في سورة كذا وكذا وما توفي رسول الله (ص) إلا والقرآن مجموع متلو"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس