عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 12-04-2021, 05:57 PM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,966
إفتراضي

قطعا الحديث لم يحدث لأن الرجل هنا يدعو للفاحشة وعليها عقاب دنيوى وأخروى كما قال تعالى " إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا والآخرة"
ثم حدثنا عن نفى المخنثين فقال :
"ولم يكتف (ص)بذلك بل أمر بإخراجهم من المدينة، وعزلهم عن الناس ونفيهم بعيدا عن النساء وقد ذكر العلماء أن اسم هذا المخنث "هيت" بكسر الهاء وسكون الياء وبالتاء، وقيل "هنب" بالنون والباء وهو الأحمق، وقيل "ماتع" مولى فاختة المخزومية، وقيل "مانع" والمحفوظ أنه "هيت"، ولقد نفاه (ص)من المدينة إلى موضع بالبيداء يسمى الحمى، وكان يدخل كل يوم جمعة إلى المدينة يستطعم الناس، ثم يعود إلى منفاه، وقد روي أن سعدا خطب امرأة بمكة فقال هيت:" أنا أنعتها لك"، وكان يدخل على سودة فقال النبي (ص)"ما أراه إلا منكرا" فمنعه، ولما قدم المدينة سيره إلى خاخ، ولعل هذا تكرر منه فنفاه (ص)مرات وقد أخرج عمر من المدينة من كان كذلك، فلقد سمع قوما يقولون أبو ذؤيب أحسن أهل المدينة، فدعا به، فقال: "أنت لعمري"، فأخرج عن المدينة فقال: "إن كنت تخرجني فإلى البصرة حيث أخرجت يا عمر نصر بن حجاج"، وكان نصر هذا يتغنى به بعض النساء ليلا، فسأل عنه ونفاه من المدينة حتى لا يفسد النساء على الرجال، وجعدة السلمي كان يخرج وراء بعض النساء إلى البقيع ويتحدث إليهن، فكتب بعض الرجال إلى عمر يشكون ذلك فأخرجه، وقد يصل الأمر ببعض المخنثين إلى أن يفقد رجولته حتى يؤتى، وقد ينتهي الأمر بالمسترجلة إلى أن تتعاطى السحاق بغيرها من النساء، ومن فعل ذلك من الرجال كان حكمه حكم الزاني وللمرأة من الذم والعقوبة القاسية، ما يكون عبرة وعظة وردعا وزجرا
وإنما أمر النبي (ص)بإخراج هؤلاء من المخنثين من المدينة قطعا لدابر الرذيلة ووأدا لها في مهدها، وحتى لا تؤدي بصاحبها إلى ما هو أفحش وأشنع، وحتى لا يراه غيره ولا يسمع به، فلا يكون الأثر المذموم، وكذلك إيصادا لباب الشهوة والفتنة، قال المهلب: "إنما حجبه عن الدخول على النساء، لما سمعه يصف المرأة بهذه الصفة التي تهيج قلوب الرجال، فمنعه لئلا يصف الأزواج للناس فيسقط معنى الحجاب" اهـ ويستفاد من الحديث أنه يجب حجب النساء عمن يفطن لمحاسنهن، وأنه يجب إبعاد من يستراب به في أمر من الأمور لا سيما في أمر النساء، وفي الحديث تعزير من يتشبه بالنساء بالإخراج من البيوت والنفي، إذا تعين ذلك طريقا لردعه، وظاهر الأمر وجوب ذلك، وقد اتفق العلماء على أن تشبه النساء بالرجال والرجال بالنساء من قاصد مختار، حرام
وظاهر الحديث أن المرأة المسترجلة المتشبهة تنفى كذلك، وإنما يكون ذلك إذا كان النفي إلى مكان أمين، وكان معها محرم لها وحيث تؤمن الفتنة بها، فإن لم يتيسر ذلك فلتعزر، ولتحبس، ولتمنع من المخالطة تأديبا وزجرا حتى تتوب إلى ر بها والمعروف أن عمر أخرج رجالا ولم يذكر العلماء من أخرجهن عمر من النساء، وأكثر الروايات "وأخرج عمر فلانا" بالتذكير، ورواية أبي ذر للبخاري "فلانة" بالتأنيث ووقع ذلك أيضا في شرح ابن بطال، وأما رواية الباقين فبالتذكير وكذا عند الإمام أحمد والاعتماد على رواية التذكير ونسخ البخاري التي في أيدينا بالتذكير"
والروايات عن نفى المخنثين لا تصح ولم تحدث لأنه لا يوجد عقاب اسمه النفى من أجل حديث أو من أجل جمال الرجل أو فتنته فالنفى ف القر، يسمى النفى من الأرض وهو ما يعنى اغراق المفسد فى الماء لأن عكس أو مقابل الأرض الماء ولا توجد عقوبة النفى فى الإسلام وهؤلاء إن كانوا يحدثون الناس مزينين الفاحشة أو يغوون الناس لارتكاب الفاحشة فآية إشاعة الفاحشة صريحة فى وجود عذاب أليم لهم فلابد أن يجلدوا وإن كرروا الأمر يقتلوا باعتبارهم مفسدين فى الأرض وفى هذا قال تعالى " " إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا والآخرة"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس