عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 10-01-2009, 05:49 AM   #3
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

ثاثيا . سورة الفلق .



قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ
تفسير سورة الفلق
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ


--------------------------------------------------------------------------------


هذه السورة يأمر الله -جل وعلا- نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يستعيذ برب الفلق، وهو الله -جل وعلا-. " والفلق": هو الصبح في قول جمهور المفسرين.

مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ يعني: من شر مخلوقات الله -جل وعلا- فما له شر من هذه المخلوقات فهو داخل في هذه الاستعاذة.

وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ يعني: من شر الليل إذا دخل؛ لأن الليل إذا دخل تتسلط فيه شياطين الإنس، وشياطين الجن والدواب والهوام، وقد جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث عائشة -رضي الله تعالى عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أراها القمر، وقال: استعيذي بالله، فإنه الغاسق إذا وقب .

لكن جمهور المفسرين عن التفسير الأول، وقالوا: إن هذا الحديث يدل على أن ظهور القمر علامة على دخول الليل، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- أشار إلى علامة دخول الليل، فلا ينافي ما فسره به جمهور العلماء، وهذا الحديث صححه جمع من العلماء كالترمذي والحاكم وابن خزيمة وابن حبان والحافظ بن حجر في آخره.

ثم قال -جل وعلا-: وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ يعني: من شر الأنفس التي تنفث في العقد لتسحر الناس؛ لأن السحرة ينفثون في العقد التي يعقدونها، من أجل سحر الناس، وينفثون عليها، "والنفث ": هو الريق والهواء الذي يخرج من الفم، أو شيء من الريق وهو دون التفل، وفوق النفخ فهذا يسمى نفثا، فهذه نفث الساحر إذا نفث في العقد. يقول العلماء: نفسه شيطانية فتتكيف مع هذه الأشياء، فيحصل السحر للمسحور.

وهذه السورة أمر الله -جل وعلا- نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يستعيذ فيها من شر المخلوقات أجمعين، يعني: من شر المخلوقات أجمعين، ثم خصص ذلك بالليل، وخصه -أيضا- بالنفاثات في العقد.

وأيضا: وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ يعني: من شر الحاسد إذا حسد في وقت الحسد الذي يحسد فيه الإنسان؛ لأن الإنسان قد يكون متلبسا بهذه الصفة يحسد الناس، لكنه في بعض الأحيان لا يحسد، لكن في حال حسده فهو مأمور من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يستعاذ به في مثل هذه الحالة.

فخصص النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه الثلاثة أشياء؛ لظهور ضررها وعظمها وكثرتها. وهذا يدل على أن الحسد، وهو تمني زوال النعمة عن الغير صفة مذمومة، لا تليق بمسلم؛ لأن الله -جل وعلا- أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يستعيذ من صاحبها، وأما الحسد الذي يكون بالمعنى المقارب للتنافس، فهذا جائز شرعا كما قال -صلى الله عليه وسلم-: لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل .

فمن حسد أخاه المسلم -بمعنى غبطه- تمنى أن يكون مثله، ولكنه لم يتمن زوال النعمة عن أخيه، فهذا من باب الغبطة، ومن باب الحسد المباح، وأما إذا تمنى زوال النعمة عن أخيه المسلم فهذا من باب الحسد المذموم، الذي أُمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يستعيذ من صاحبه.

النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ هذا استعاذة من شر أهل السحر الذين ينفثون في العقد، وهذا يدل على خبثهم، وأما الليل فهو مخلوق من مخلوقات الله -جل وعلا- لا يجوز سبه لذاته، وإنما أمره الله -جل وعلا- أن يستعيذ من شره لما يقع فيه.

وأما الليل والنهار والأيام والليالي فهذه لا تذم لذاتها، ولا يسند إليها شيء؛ لأن الذم والمدح إنما يقع فيها، ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم-: لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر قال الله -تعالى- في الحديث القدسي: يؤذيني ابن آدم فيسب الدهر، وأنا الدهر أقلب الليل والنهار نعم.

الإعراب .بسم الله الرحمن الرحيم

اللغــــة

الفلق : الصبح كما في قول الزمخشري .

الفلق والفرق : الصبح لأن الليل يفلق عنه ويفرق

قال الشاعر:
ياليلة لم أنمها بتُّ مرتقباً
.......................... أرعى النجوم إلى أن قدر الفلق


غاسق : الغاسق : الليل إذا اعتكر ظلامه .

كما في قول الشاعر :
يا طيف هند لقد أبقيت لي أرقاً
.............................. إذ جئتنا طارقاً والليل قد غسقا

وقب : دخل ظلامه كل شيء

ويقال : وقبت الشمس إذا غابت

وفي الحديث : ( لما رأى الشمس قد وقبت )
قال هذا حين حلّها يعني صلاة المغرب وفي هذا أقوال أخرى ...

النفاثات : السواحر اللواتي تنفث في العقد التي تعقدها

والنفث كما في المختار ( شبيه بالنفخ وهو أقل من التفل وقد نفث

الراقي من باب ضرب ونصر والنفاثات في العقد السواحر )



الإعراب

قُـل : فعل أمر مبني على سكون .

فاعله : ضمير مستتر وجوباً تقديره ( أنت )

أعوذُ : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضم

فاعله : ضمير مستتر وجوباً تقديره ( أنا )

وجملة( أعوذ ) مقول القول.

بربّ : الباء حرف جر ورب : اسم جر بالكسر الظاهر وهو مضاف

الفلق : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسر الظاهر.

من : حرف جر

شرّ : اسم مجرور وعلامة جره الكسر الظاهر.

ما : اسم موصول مبني في محل جر مضافٌ إليه ..

خلق : فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر.

وجملة ( خلق ) صلة الموصول والعائد محذوف أي خلقه .

و( برب الفلق ) متعلق بـ ( أعوذ ومن شر )

و : الواو حرف عطف

من : حرف جر

شر : اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسر الظاهر. وهو مضاف.

غاسقٍ : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسر الظاهر .

إذا : ظرف لمجرد الظرفية مبني على سكون لا محل له من الاعراب.

وقب : فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر

الفاعل : ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .

والجمله الفعليه ( وقب ) في محل جر بإضافة الظرف ( إذا ) إليها .

وجملة ( ومن شر غاسق إذا وقب ) عطف جملة على ما تقدم.

ومن شر : من حرف جر

شر : اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسر. وهو مضاف.

النفاثات : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسر الظاهر.

في العقد : في حرف جر

العقد : اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسر الظاهر.

وجملة ( ومن شرّ النفاثات في العقد ) عطف على ما تقدم أيضاً..

( ومن شر حاسد إذا حسد) مثلها( ومن شر غاسق إذا وقب)

آخر تعديل بواسطة السيد عبد الرازق ، 10-01-2009 الساعة 05:55 AM.
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس