عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-02-2021, 08:23 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,966
إفتراضي نقد كتاب أأنتم أعلم بأمور دنياكم

وإن لم يظهر سابقا فذلك لعدم لزومه بوجود طب وقائي شريف معجز بالإضافة إلى أن ذلك لا يعني أنه غير مكنون فيها وقد أوتيت جوامع الكلم (إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه وجهله من جهله) لكنه يحتاج إلى قراءة عربية مبينة واضحة على نفس النهج لا أعرابية شطحية تشوه على الأصلية ولا عجمية غير مفهومة ... أو قل لا شرقية ولا غربية بل نورانية تستقي من نور النبوة، وأخشى على من لم يسعى لأن يفقه أسرار لغة القرآن الحضارية أن ينطبق عليه القول: "قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون "
الشيشكلى يطالبنا بقراءة رشيدة للروايات والقرآن ومع هذا فإنه يعلن وجود علوم إسلامية خفية ويستشهد بقناة ألمانية أظهرت معرفة القدامى من المسلمين بتقنية المصغرات فى صناعة السيوف الدمشقية وأيضا باكتشاف باحق للمحاسبة الإسلامية فيقول:
"شيء أخير ألا يعتبر التاريخ من المكتبة فكيف سنأخذ منه آيات بينات وبتحقيق ولا نأكله لما وكيف سيقرأ تحت ضوء أقرأ الكتاب وبنور من الله ..وخاصة أن النظر إلى بعض تناقضات التاريخ أمر محير بين صوره السوداء وصوره الحسنة وكل ينظر من وجهة نظر مختلفة فمنهم من يغلب هذه على تلك وربما يصل إلى أن يكفر من يقول غير ما يقول وذاك يفعل العكس وآخر وقف صامتا إلى غير ذلك بالإضافة إلى أمر آخر أنه على الرغم من الكثير مما قد أفني من المكتبة أو سرق أو حفظ لنا عند أعدائنا .. أو ضاع أو أهمل أو دس إلا أنه في المكتبة نفسها وربما تحت جدرانها و في أقبيتها الأثرية المهجورة كنوز ثمينة لم تلمس بعد وربما إن استخرجت مستقبلا ومع التقنيات المتطورة يتوسع النظر الجزئي وبشمول لمجالات عديدة وليترابط بأجزائه وصولا الى استكمال الصورة ونضرب لذلك ومن خلال برنامج من قناة tv ألمانية موجود على اليوتيوب باسم علوم الإسلام الدفينة مثالا عرفه الألمان عن حضارة أجدادنا التي أكثرنا لم يعرف عنها وعن فضلها على الحضارة الغربية إلا القليل ولا يزال يشعر بعقدة النقص تجاه الغرب على لسان الألمان أنفسهم .....إلى غير ذلك من الأمثلة الكثير كأسرار صناعة السيف الدمشقي الذي اكتشف الألمان أن فيه ما يشبه تقنية النانو تيكنولوجي التي هي عنوان العصر المقبل ... وما أدري كيف استطاع أجدادنا الوصول إلى القدرة على ترتيب الذرات على مستوى النانو من دون أن يكون لهم المجهر الالكتروني الضوئي المادي المناسب ... هل كان عندهم ما يشبهه أو يحل محله ويطابقه ... وما أدري .....و بالقياس لربما يظهر في المستقبل من الكتب الدفينة أو حتى المسروقة ما يجعل من كفة الصور الحسنة في التاريخ ترجح على كفة الصور السيئة ...
وأضرب مثالا جديدا بالنسبة لدي هو موضوع المحاسبة الإسلامية بين التأصيل والتطبيق للدكتور سامر قنطقجي المحترم الذي ما كان ليسمع بها أكثرنا (رغم أن البعض كان يذكرها خجلا) لولا أنه استخرجها بجهده وعلى مدى سبع سنوات من تلك المكاتب، الأمر الذي نرجو أن يتابع فيه في نفس المجال الاقتصادي وفي غيره من العلوم الإسلامية المركونة على الرفوف."

والكلام هنا لا علاقة به بموضوع التأبير ويستمر الرجل فى الحديث عن مكتبتنا ويقصد به كتب التراث مبينا أن الأيام ربما تظهر لنا التوراة والإنجيل الأصليين فيقول:
"وحتى نخفف من الاتهام بشطح الخيال نعود لنذكر مثالا يمكن أن نعبر منه إلى ما سبق وذلك أنه يقال وبعد كل هذا الوقت بدأت تظهر من جديد أناجيل دفينة مفقودة فيها شيء ما ... لا بل إن بعض أثار مكتبتنا نفسها لتشير إلى يوم قد تظهر فيه التوراة و الإنجيل الدفينين والأصليين
وإلى مقال قادم بعنوان: (هل يستوي الأحياء والأموات؟: عبر الأذان: الدعوة التامة من الله ورسوله إلى الحياة الطيبة في الآخرة والدنيا)فهل من آذان تسمع وتجيب المؤذن اقتداءا بالسنة تمهيدا لإقامة الصلاة أم في آذانهم وقرا ...أم لا يزال هناك من يحسب أنه يحسن صنعا وإصلاحا في الأرض فإذا به يفسد ويقطع ما أمر الله به أن يوصل من إقامة للصلاة وهو الذي قد استخدم بدءا كمسرى لوسوسة في صدور الناس أو كوسيلة داخلية لنهج خارجي من شياطين الجنة والناس قد برمجت عن بعد لاسلكيا ومن دون أن يعي ذلك تحضيرا لهدم البنيان المعنوي والمادي أساسات وجدران وليتابع هدمه وقد طوعت له نفسه قتل أخوته بضربات يحسبها القاضية وليهزأ موسوسا بقول قديم لكن النهج واحد: إنه لا دليل علمي موضوعي على الحياة الآخرة؟ فهل ذلك حق أم باطل وهل هناك أدلة علمية موضوعية وبإذن الله تخنس وسوسة الشياطين وتدك ما هيئوه ببرمجة وتسقط ما بيدهم من سحر حديث لا بل تقلبه على الساحر أم نبقى مصرين ومجتمعين على مواجهته بسيوف خاوية لا نريد لها أن تمد بالحياة والقوة. ... ؟؟؟
وهل نفقه ما يدور حول رقاب أبنائنا وما يفعل وسيفعل ببناتنا فندافع عن حياتهم قبل إكمال إنهائها، هل نفقه لنقدم لحياتنا ولنتعاون فندك أسوار الشياطين بإقامة صلاة الحياة باستواء على صف واحد ولنعمل لكي يكون ابننا "رجلا سلما لرجل واحد عوضا عن أن يكون رجلا فيه أو في عقله أربعة شركاء متشاكسون قال تعالى: "ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون " و بإقامة الوجه للدين حنيفا كل حسب استطاعته وموقعه ومن دون أن ندع فرجا للشياطين ليفرقونا من جديد، وهنيئا لمن يكون في الصف الأول قبل غيره ماديا ومعنويا نحو قبلة حضارة الحياة المعنوية والمادية حتى ينفخ فينا الروح ولننهض من موتنا وصولا إلى ما خلقنا من أجله، قال رسول الله (ص): (لو يعلم الناس ما في النداء و الصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا) متفق عليه ... و إن لم نستطع فأقله أن ننقل ما سمعنا أو فقهنا إلى من هو أفقه منا وأقدر، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه و رب مبلغ أوعى من سامع، يقول الله تعالى: "هاأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم" وربما كما يقول الدكتور العمري في بوصلته التي نتفق معه فيها على جوهرته الفريدة (إقرأ الكتاب): ومن السهل جدا أن نرفض لكن هذا الرفض سيكون معناه النهائي الانقراض، ولو رفضنا فسيأتي جيل آخر في مكان آخر ليقرر القرار الصحيح، في مفترق الطرق."

وما سبق من كلام هو طرح لرءوس مواضيع بلا إجابة منه ومع هذا فان الرجل فى أكثر من نصف الكتاب بعد عن الموضوع الأصلى وهو تأبير النخل وعلم الناس بأمور دنياهم وجررنا لموضوعات بعيدة عنه تماما كموضوع مهاجمة القرآنيين والمكتبة واكتشافات الألمان والتوراة والإنجيل الأصليين
وروايات التأبير بها رواية واحدة صحيحة المعنى وليس فيها عبارة أنتم أعلم بأمور دنياكم وهى:
6201- [139-2361] حدثنا قتيبة بن سعيد الثقفي ، وأبو كامل الجحدري ، وتقاربا في اللفظ . وهذا حديث قتيبة ، قالا : حدثنا أبو عوانة ، عن سماك ، عن موسى بن طلحة ، عن أبيه ، قال : مررت مع رسول الله (ص)بقوم على رؤوس النخل ، فقال : ما يصنع هؤلاء ؟ فقالوا : يلقحونه ، يجعلون الذكر في الأنثى فتلقح ، فقال رسول الله (ص): ما أظن يغني ذلك شيئا , قال : فأخبروا بذلك فتركوه ، فأخبر رسول الله (ص)بذلك فقال : إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه ، فإني إنما ظننت ظنا ، فلا تؤاخذوني بالظن ، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئا ، فخذوا به ، فإني لن أكذب على الله عز وجل. 6203 و6204" رواه مسلم
هذه الرواية لا تتحدث عن علم وإنما تتحدث عن ظن الرسول(ص) ومن ثم فدفاع الشيشكلى طبقا لهذه الرواية عن كون التأبير كان عن علم عميق بما يفيد القوم فى المستقبل البعيد هم ومن بعدهم هو دفاع لا أصل له
وهناك رواية تجمع بين الظن وبين أنتم أعلم بأمور دنياكم فتقول:
937 حدثنا أبو كامل الجحدري ، قال : ثنا أبو عوانة ، عن سماك بن حرب ، عن موسى بن طلحة ، عن أبيه ، قال : مررت مع رسول الله (ص)في نخل ، فرأى قوما في رءوس النخل يلقحون ، فقال : ما تصنعون ، أو ما يصنع هؤلاء ؟ قال : يأخذون من الذكر ويجعلون في الأنثى ، فقال : ما أظن هذا يغني شيئا ، فبلغهم ذلك ، فتركوه ، فصار شيصا ، فقال : أنتم أعلم بما يصلحكم في دنياكم ، وإني قلت لكم ظنا ظننته ، فما قلت لكم قال الله عز وجل فلن أكذب على الله تبارك وتعالى" رواة البزار "
والرواية هنا هى الأخرى تفند دفاع الشيشكلى عن العلم العميق والروايات الأخرى التى تفرق بين أمر الدين والدنيا مثل:
(24920) 25433- حدثنا عفان ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، قال : أخبرنا ثابت ، عن أنس ، وهشام بن عروة ، عن عروة ، عن عائشة ، أن النبي (ص)سمع أصواتا ، فقال : ما هذه الأصوات ؟ قالوا : النخل يؤبرونه يا رسول الله ، فقال : لو لم يفعلوا لصلح ، فلم يؤبروا عامئذ ، فصار شيصا ، فذكروا ذلك للنبي (ص)، فقال : إذا كان شيئا من أمر دنياكم فشأنكم به ، وإذا كان شيئا من أمر دينكم فإلي" مسند أحمد
6992- حدثنا هدبة بن خالد ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس ؛ أن رسول الله (ص)سمع صوتا في النخل فقال : ما هذا ؟ قال : يؤبرون النخل فقال : لو تركوها لصلحت , فتركوها , فصارت شيصا , فاخبروه بذلك , فقال : أنتم أعلم بما يصلحكم في دنياكم فأما أمر أخرتكم فإلي" مسند البزار"
والحادثة من الممكن أن تكون قد وقعت بالصيغة الأولى التى قلت أنها صحيحة المعنى وأما ياقى الصيغ فمحال أن يقولها النبى(ص)لسبب بسيط وهو أن الدين هو من يحكم أمور الدنيا ومن أمور الدنيا فى الدين أن يكون حكم ما يصلحكم في دنياكم هو التخصص الوظيفى حيث كل صاحب مهنة مباحة هو العلم بما يصلح الأشياء المتخصص فيها ومن ثم عبارة ما يصلحكم فى دنياكم تعنى ما ينفعكم فى أمور وظائفكم أى معايشكم
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس