عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 27-06-2023, 08:53 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,992
إفتراضي

وهكذا نجد أن الرواية بالمعنى أثرت في صياغة الرواة لمتن الحديث، أو المحافظة على نصه ، لذا نجد الحافظ ابن حجر يلجأ إلى الترجيح بالكثرة خروجا من الخلاف الذي ولدته الرواية بالمعنى ، فقال : (( الحاصل أن أكثر الروايات وردت بلفظ :
(( فأتموا )) ، وأقلها بلفظ : (( فاقضوا )) … )) .
ويمعن أكثر في الترجيح ، فيقول : (( قوله : وما فاتكم فأتموا ، أي : فاكملوا : هذا هو الصحيح في رواية الزهري ، ورواه عنه ابن عيينة بلفظ (( فاقضوا )) ، وحكم مسلم في التمييز عليه بالوهم في هذه اللفظة ، مع أنه أخرج إسناده في صحيحه ؛ لكن لم يسق لفظه، وكذا روى أحمد عن عبد الرزاق، عن معمر، عن همام ، عن أبي هريرة ، فقال: (( فاقضوا )) ، وأخرجه مسلم عن محمد بن رافع
وهو محمد بن رافع بن أبي زياد القشيري مولاهم،أبو عبد الله النيسابوري:ثقة عابد،توفي سنة (245 ه‍).
الثقات 9/102 ، وتهذيب الكمال 6/306 و 307 ( 5799 ) ، والتقريب ( 5876 ) .
عن عبد الرزاق بلفظ : (( فأتموا )) ."
ومن الحديث السابق للفحل فالحديث صحيح عنده وقد تحدث عن نتائج الحديث في اختلاف الفقهاء في حكم المسبوق في الصلاة فقال :
"أثر الحديث في اختلاف الفقهاء ( حكم المسبوق في الصلاة ) :
لا بد لنا قبل الخوض في تفصيل أحكام المسبوق أن نتعرف على أحوال المأموم في صلاة ما ، وهو لا يخلو عن ثلاث أحوال :
المدرك : وهو من صلى جميع الصلاة مع الإمام .
اللاحق : من فاتته الركعات كلها أو بعضها مع الإمام على الرغم من ابتدائه الصلاة معه ، كأن عرض له عذر كالنوم أو الزحمة أو غيرها .
المسبوق : من سبقه الإمام بكل الصلاة أو ببعضها .
والذي نود التعرف على حكم إدراكه للصلاة : المسبوق ، وقد اختلف الفقهاء في أن ما أدركه هل هو أول صلاته أم آخر صلاته ، وأن ما يأتي به بعد سلام الإمام هل هو أول صلاته أم أنه يبني على ما صلى فتكون آخر صلاته ؟ على ثلاثة أقوال :
القول الأول : أن ما أدركه المسبوق مع الإمام هو أول صلاته حكما وفعلا ، وما يقضيه بعد سلام الإمام آخر صلاته حكما وفعلا .
وروي هذا عن: عمر ، وعلي ، وأبي الدرداء ، وعطاء ، ومكحول ، وعمر بن عبد العزيز ، والزهري، وسعيد بن عبد العزيز، والأوزاعي ، وإسحاق ، وأبي ثور ، وداود ، وابن المنذر .
وهو رواية عن الحسن البصري ، وابن سيرين ، وأبي قلابة .
وإليه ذهب الشافعية وهو رواية عن مالك وأحمد ، وبه قال الهادوية والقاسمية والمؤيد بالله والزيدية
واحتجوا بما ورد في لفظ حديث أبي هريرة: (( فأتموا )).
القول الثاني : إن ما أدركه المسبوق مع الإمام هو أول صلاته بالنسبة للأفعال ، وآخرها بالنسبة للأقوال ، بمعنى أنه يكون قاضيا في القول بانيا في الفعل .
روي هذا عن : ابن مسعود ، وابن عمر ، والنخعي ، ومجاهد ، والشعبي ، وعبيد ابن عمير ، والثوري ، والحسن بن صالح والحسن بن صالح بن صالح بن حي، أبو عبد الله الهمداني الثوري الكوفي، ولد سنة (100 ه‍)وتوفي (169ه‍).طبقات ابن سعد 6/375 ، والتاريخ الكبير 2/295 ، وسير أعلام النبلاء 7/361 و 371 .
وهو الرواية الأخرى عن : الحسن البصري ، وابن سيرين ، وأبي قلابة . وبه قال الحنفية ، والمشهور من مذهب مالك ، والأشهر في مذهب
أحمد ، وظاهر مذهب ابن حزم .
واستدلوا بالرواية الأخرى في حديث أبي هريرة : (( فاقضوا )) .
القول الثالث : أن ما أدركه المسبوق مع أمامه هو آخر صلاته قولا وفعلا ، وما بقي أولها .
روي هذا عن جندب بن عبد الله ، وهو رواية عن مالك وأحمد "
وما سبق من الحديث واختلاف القوم يعارضه أنه لا يوجد مسبوق في الصلاة الجماعية لأن الله أمر بترك البيع وهو أى عمل عند سماع النداء ومن ثم لا تقام الصلاة إلا بعد دخول أخر واحد المسجد وحتى عند انقضاء الصلاة يجب خروج الكل كما قال تعالى :
"يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس