عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 31-01-2019, 02:38 PM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,951
إفتراضي تفسير سورة الرعد

سورة الرعد
"بسم الله الرحمن الرحيم المر تلك آيات الكتاب والذى أنزل إليك من ربك الحق ولكن أكثر الناس لا يؤمنون"المعنى بحكم الرب النافع المفيد العدل تلك أحكام القرآن أى الذى أوحى لك من إلهك العدل ولكن معظم الخلق لا يطيعون ،يبين الله وهو الرب الرحمن الرحيم أى النافع المفيد أن اسمه وهو حكمه هو أن المر هى آيات الكتاب والمراد أن العدل وهو الحق هو أحكام القرآن مصداق لقوله بسورة النمل"تلك آيات القرآن "وفسر هذا بأن الذى أنزل إلى محمد(ص)من ربه هو الحق والمراد الذى أوحى إلى الرسول من خالقه هو العدل مصداق لقوله بسورة فاطر"والذى أوحينا إليك من الكتاب هو الحق "ويبين له أن أكثر الناس لا يؤمنون والمراد أن معظم الخلق لا يعلمون أى لا يشكرون مصداق لقوله بسورة يوسف"ولكن أكثر الناس لا يعلمون"وقوله بسورة البقرة "ولكن أكثر الناس لا يشكرون "وهذا يعنى أنهم لا يطيعون كتاب الله والخطاب للنبى(ص).
"الله الذى رفع السموات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون "المعنى الله الذى حمل السموات بغير أعمدة تشاهدونها ثم أوحى إلى الكون وسير الشمس والقمر كل يسير لموعد محدد يحفظ الحكم يبين الأحكام لعلكم بجزاء إلهكم تصدقون،يبين الله للناس أن الله هو الذى رفع السموات بغير عمد يرونها والمراد حمل السموات على الأرض بغير أعمدة يشاهدونها وهذا يعنى وجود أعمدة خفية تحمل السموات فوق الأرض ،ويبين لهم أنه استوى على العرش والمراد أوحى إلى الملك وهو الكون أنه مالكه الواجب الطاعة وهو الذى سخر أى سير أى خلق الشمس والقمر وكل منهما يجرى لأجل مسمى أى يسير فى مداره لموعد معلوم يعرفه الله وحده وهو الذى يدبر الأمر أى يحفظ الحكم والمراد يحفظ السموات والأرض مصداق لقوله بسورة البقرة "ولا يؤدوه حفظهما "وهو يفصل الآيات والمراد يبين الأحكام مصداق لقوله بسورة آل عمران"يبين الله لكم آياته"والسبب لعلكم بلقاء ربكم توقنون والمراد لعلكم بجزاء إلهكم تصدقون وهذا يعنى أنه يبين أحكامه لنا حتى نصدق بالقيامة ومن ثم نطيع أحكامه والخطاب وما بعده للناس.
"وهو الذى مد الأرض وجعل فيها رواسى وأنهار ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشى الليل النهار إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون "المعنى وهو الذى بسط الأرض وخلق فيها جبالا وعيونا ومن كل المنافع خلق فيها فردين اثنين يسلخ الليل النهار إن فى ذلك لعلامات لقوم يفهمون ،يبين الله للناس أنه هو الذى مد الأرض بسطها أى فرشها مصداق لقوله بسورة الذاريات "والأرض فرشناها "ثم جعل فيها رواسى وأنهارا والمراد وخلق أى ألقى فيها جبالا ومجارى للمياه مصداق لقوله بسورة النحل"وألقى فى الأرض رواسى أن تميد بكم وأنهارا"وخلق فيها من كل الثمرات وهى الأنواع النافعة زوجين أى فردين اثنين هما ذكر وأنثى النوع وهو الذى جعل الليل يغشى أى يسلخ النهار مصداق لقوله بسورة يس"وآية لهم الليل نسلخ منه النهار"ومعنى السلخ هو الإزالة التدريجية لضوء النهار فكل مكان منير يسير ويصبح مكانه ظلام وفى هذه المخلوقات آيات لقوم يتفكرون والمراد براهين على أن الله وحده الخالق لناس يعقلون مصداق لقوله بسورة الرعد"إن فى ذلك لآيات لقوم يعقلون ".
"وفى الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضهما على بعض فى الأكل إن فى ذلك لآيات لقوم يعقلون "المعنى وفى الأرض أجزاء متلاصقات وحدائق من عنب وزرع ونخل مفرد وغير مفرد يروى بماء متشابه ونميز بعضها على بعض فى الطعام إن فى ذلك لبراهين لناس يتفكرون ،يبين الله للناس أن فى الأرض قطع متجاورات والمراد أن فى اليابس تضاريس متلاصقة وفيها جنات أى حدائق من الأعناب والزرع وهو المحاصيل الحقلية والنخيل الصنوان وهو النخل المتشابه ومنه النخي ل غير الصنوان أى غير المتشابه وهو المختلف وهذا يعنى النخل ذو الصنف الواحد والنخل ذو الأصناف المختلفة وكلاهما يسقى بماء واحد والمراد يروى بماء واحد المكونات ومع هذا يحدث التالى أن يفضل الناس فى الأكل بعضها على بعض والمراد أن يميز الناس عند الطعام بعض الأصناف على بعض فيحب بعضا ويكره بعضا وهذا يعنى أن المزروعات طعمها يختلف من نوع لأخر ومن ثم يختلف الناس فيما يفضلون من الأطعمة وفيما سبق ذكره آيات أى براهين تدل على وجوب طاعة حكم الله وحده وهى لقوم يعقلون أى يفكرون أى يطيعون حكم الله والخطاب حتى ماء واحد للناس وهو جزء من آية حذف بعضها وما بعده هو جزء من آية أخرى لأنه يحكى قول الناس عن تفضيل بعضهم لبعض الأكلات على بعض .
"وإن تعجب فعجب قولهم أإذا كنا ترابا إأنا لفى خلق جديد أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال فى أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون "المعنى وإن تدهش فاندهش لقولهم هل إذا أصبحنا غبارا هل نحن فى إنشاء حديث ؟أولئك الذين كذبوا ربهم وأولئك السلاسل فى رقابهم وأولئك أهل جهنم هم فيها مقيمون ،يبين الله للنبى (ص)أنه إن يعجب أى يستغرب فعليه أن يعجب أى يستغرب من قول الكفار "أإذا كنا ترابا أإنا لفى خلق جديد" والمراد هل إذا كنا عظاما ورفاتا لفى حياة حديثة وفى هذا قال بسورة الإسراء"وقالوا أإذا كنا عظاما ورفاتا أإنا لمبعوثون خلقا جديدا"والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الكفار لا يؤمنون بالبعث ويبين للنبى (ص)أن أولئك الذين كفروا ربهم أى الذين كذبوا بآيات خالقهم مصداق لقوله بسورة الأنفال"كذبوا بآيات ربهم "وأولئك الأغلال فى أعناقهم والمراد السلاسل مربوطة فى رقابهم مصداق لقوله بسورة الإنسان"إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا"وهم أصحاب النار والمراد أهل الجحيم هم فيها خالدون أى مقيمون لا يخرجون .
"ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب"المعنى ويطالبونك بالعقاب قبل الخير وقد مضت من قبلهم القرون وإن إلهك لصاحب رحمة للخلق مع كفرهم وإن إلهك لعظيم العذاب،يبين الله للنبى (ص)أن الكفار يستعجلونه بالسيئة قبل الحسنة والمراد يطلبون سرعة نزول العذاب قبل نزول الخير عليهم مصداق لقوله بسورة الشعراء "أفبعذابنا يستعجلون "وهم طلبوا العذاب مع علمهم أن المثلات وهى الأمم الهالكة قد خلت أى مضت أى عذبت من قبلهم ،ويبين له أن ربه وهو إلهه ذو مغفرة للناس على ظلمهم والمراد صاحب رحمة بالخلق مع كفرهم مصداق لقوله بسورة الأنعام "وربكم ذو رحمة واسعة "وهو شديد العقاب أى عظيم العذاب مصداق لقوله بسورة البقرة"إن الله شديد العذاب "والخطاب وما قبله وما بعده للنبى(ص).
"ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه إنما أنت منذر ولكل قوم هاد "المعنى ويقول الذين كذبوا هلا أعطيت له معجزة من خالقه إنما أنت مبلغ ولكل جماعة مبلغ ،يبين الله لنبيه(ص)أن الذين كفروا أى كذبوا حكم الله قالوا لولا أنزل عليه آية من ربه والمراد هلا أعطيت له معجزة من إلهه دليل على نبوته وهذا يعنى أنهم يريدون منه أنه يحضر معجزة من الله لإثبات رسوليته ويبين له أنه منذر أى مذكر أى مبلغ للوحى مصداق لقوله بسورة الغاشية "إنما أنت مذكر"ويبين له أن لكل قوم هاد والمراد لكل أمة رسول يبلغهم حكم الله مصداق لقوله بسورة يونس"ولكل أمة رسول "وهذا يعنى أنه أرسل لكل جماعة قبل محمد(ص)مبعوث يبلغهم حكم الله
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس