عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 29-06-2008, 01:47 PM   #38
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بغض النظر عن المداخلات التي لا تمت الى عنوان الموضوع بصلة، واتي ـ مع ذلك ـ تدلل على أهمية الموضوع، إذ أنها تعبر بحسرة عن واقع مرير يحس به الإنسان في منطقتنا بشعور هو أشبه بشعور انعدام الوزن على صعيده الفردي والجماعي.

الثقافة السياسية

عنوان مركب من كلمتين، إن فككناهما دخلنا في سلسلة طويلة من الحديث، قد تضيع فيها الغاية من فتح مثل تلك المواضيع، فلنتناول العنوان بشقيه كما هما.

دأبت منذ عقود على الانتظام في شراء مجلات دورية (شهرية) وفصلية تمثل كل خطوط التفكير السياسي في منطقتنا (الإسلامي، والماركسي، والقومي، والليبرالي، وتلك التي تعبر عن الكيانات الرسمية الحكومية). وقد اختفى من تلك المجلات (الطريق ذات التوجه الماركسي التي كانت تصدر كل شهرين من بيروت) و (الوحدة التي كانت تصدر من المغرب) و (دراسات عربية التي كانت تصدر عن دار الطليعة في بيروت ممثلة للخط القومي) ومجلة (آفاق عربية) التي كانت تصدر عن وزارة الثقافة العراقية .. والاختفاء كان، إما بسبب التمويل أو لأسباب أخرى.

كنت أعتقد ـ ولا زلت ـ أن الاطلاع على الكيفية التي يكتب بها مفكرون ومحللون سياسيون من مختلف الأطياف، تساعد على تمرين النفس في التعاطي مع الكل، دون الوقوع بمصيدة الاستعداء والسباب وضيق الأفق.

لكن، المشكلة الكبرى، أن تسويق المادة الثقافية السياسية، أصبح صعبا، لغياب المثقفين واضمحلال أعدادهم بسبب الانكسارات النفسية التي مر ويمر بها المثقف العربي. فلمن تقرأ؟ ولمن تستنبط؟ ولمن تحلل؟ وإن قرأت واستنبطت وحللت، ما هي النتيجة؟ هذه تساؤلات يسألها المثقف حتى فترت همته وقل اندفاعه لتطوير نفسه.

هذا الواقع، كان هدفا مستترا لأعداء الأمة، لكي ينثني أبناؤها عن مواكبة ما يجري حولهم. وبالمقابل امتلأت وسائل الإعلام بالمثقفين السياسيين الموظفين ضمن برنامج يسهم في تحقيق الهدف المستتر نفسه.

إن الثقافة السياسية، قد تكون موجودة في نفوس الأميين، كما هي موجودة في نفوس المتعلمين، بشكل حقائق أو شبه حقائق، أو أكاذيب، تشكلت فأصبحت كالأورام، يخرج منها ليعبر عنها ما يشبه (الصديد). ويعتقد أصحابها بأنهم تعبوا من قول ما لم يقولوه، أو قالوه ولم يتابعوا إحداث القناعة في نفوس المتلقين ليتبنوا ما جال بخواطرهم.

في زمن الانكسارات النفسية، يخبو النشاط الثقافي والفني، لدرجة أن يعتقد البعض أنه اختفى.. لكنه في الحقيقة موجود وينتظر إعادة تشكيل وتوظيب.

احترامي وتقديري أختنا صاحبة الموضوع (على رسلك)
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس