عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-08-2008, 12:56 AM   #18
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

محمود درويش في مكتبة الإسكندرية









3 الرئيسية


3 المقدمة


3 سيرة حياته


3 مؤلفاته


3 مقالات وقصائد مختارة


3 قراءات


3 منتدى الحوار


3 اطلب نسختك


3 جديد محمود درويش


3 الواجهة الانكليزية


استجابة لرغبة الحاضرين صعد درويش مرة أخرى إلى منصة الإلقاء، وتلا أجزاء من مديح الظل العالي، وكان بعض الحاضرين يردد الكلمات بصوت خفيض قبل أن يقولها الشاعر.

ميدل ايست اونلاين
كتب: أحمد فضل شبلول

استضافت مكتبة الإسكندرية مساء الجمعة 23 مايو/ آيار الشاعر الكبير محمود درويش في لقاء شعري مع جمهوره في الإسكندرية التي لم يلقِ قصائده من قبل فيها، وإنما كان يزورها سائحا فحسب. لذا فقد اكتظت قاعة المؤتمرات الكبرى بالمكتبة، بجمهور محمود درويش، وأيضا جمهور الفنان علي الحجار الذي غنى بعض قصائد درويش.





قدَّم الأمسية الدكتور يوسف زيدان ـ مدير إدارة المخطوطات بالمكتبة، وعضو اتحاد كتاب مصر ـ فقال عن محمود درويش إنه شاعر إنسان يصعب فك رموزه وطبقات شعره ودلالتها، من الوهلة الأولى، ولابد من العكوف على نصوصه الشعرية لاستبيان جمالياتها المختلفة. وقد جاء محمود درويش إلينا في الإسكندرية بقلب ملؤه الإبداع، وروح تحمل الشعر المتقد. كما ذكر زيدان أن محمود درويش عمره من عمر الاحتلال الإسرائيلي أو الدولة اليهودية.

ثم صعد درويش إلى منصة الإلقاء شاكرا يوسف زيدان، وجمهور الإسكندرية، معقبا أنه أقدم من عمر الدولة اليهودية أو الإسرائيلية، وذلك في إشارة ذكية إلى أنه صاحب الأرض، وليس من جاءوا بعده محتلين هذه الأرض. وعبر درويش عن سعادته بوجوده في هذا الهرم المصري الجديد، ويقصد مكتبة الإسكندرية، مؤكدا أنها المرة الأولى التي يجئ فيها شاعرا إلى هذه المدينة العظيمة، ولكنها لن تكون الأخيرة. ثم ذكر أنه احتار في اختيار قصائده التي سيلقيها أمام جمهوره في الإسكندرية، لذا قرر أن يكون اختياره عشوائيا.

بدأ درويش اختياراته بقصيدة "مديح قصير للأرض"، ومن أجوائها:

سيدة تترك الأربعين بكامل شمسها

ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا

أنا من هناك ولي ذكريات

لي أخوة أصدقاء

ثم تلا قصيدة مهداة إلى شاعر عراقي كتبها عام 1992، بعنوان "فرس للغريب" يقول فيها:

التتار الجدد يمحون أسماءنا في شعاب الجبال وينسون فينا العراق

ثم قصيدة مهداة إلى أمل دنقل بعنوان "قصيدة الغياب" يقول فيها:

واقفين معا تحت نافذة نتأمل وشم الظلال على ضفة الأبدية

قلت: تغيرت يا صاحبي وهدأت

فها هي سيارة الموت تدنو

لكنها لا تفجر صرختك الخاطفة

قال لي: عشت قرب حياتي كما هي

مرات ثبت أنيَ حي

ومرات ثبت أنيَ ميت

ثم قرأ قصيدة بعنوان "قافية من أجل المعلقات" قال فيها:

ما دلني أحدٌ عليّ

أنا الدليل

أنا الدليل إليّ

بين البحر والصحراء

أنا لغتي

أنا ما قالت الكلمات

وعالمي جسدي وما ملكت يداي

أنا المسافر والسبيل

ما أكثر الماضي يجيء غدا

وفي مصر قال:

أنا ابن النيل

هذا الاسم يكفيني

وكل شيء عاطفي فيك

كأن أمك مصر

قد ولدتك زهرة لوتس قبل الولادة

مصر تجلس خلسةً مع نفسها

وترفو معطف الأبدية المثقوب

وفي الشام قال:

في الشام أعرف من أنا وسط الزحام

وفي القدس قال:

في القدس داخل السور القديم

أسير من زمن إلى زمن بلا ذكرى توجهني

فإن الأنبياء هناك يقتسمون التاريخ المقدس

يصعدون إلى السماء ويرجعون أقل حزنا

وقال في قصيدة "الظل":

الظل لا ذكر ولا أنثى

رمادي .. ولو أشعلت فيه النار

يتبعني ويكبر ثم يصغر

وظل محمود درويش يقرأ أشعاره، وتتوالى القصائد ـ على مدى ساعة ونصف الساعة ـ والتي اختتمها بمقاطع أخيرة من قصيدة "جدارية".

ووسط التصفيق الحاد والمتواصل الذي فوجئ به الشاعر، فقام أكثر من مرة ليرد تحية الجمهور، طلب منه د. يوسف زيدان وبعض شعراء الإسكندرية قراءة قصيدة "مديح الظل العالي". فقال درويش مداعبا إنها ستستغرق ساعة أخرى على الأقل، فقلنا له ونحن مستعدون لمزيد من السماع. واستجابة لرغبة الحاضرين صعد درويش مرة أخرى إلى منصة الإلقاء، وتلا أجزاء من مديح الظل العالي، وكان بعض الحاضرين يردد الكلمات بصوت خفيض قبل أن يقولها الشاعر. لقد حفظ الجمهور "مديح الظل العالي".

بعد ذلك دخل الفنان على الحجار والملحن محمد عزت ليغنيا مقاطع من قصائد لمحمود درويش، ومعهما الموسيقار أحمد مصطفى الذي كان يعزف على الأورج، في فقرة فنية من إعداد الشاعر أحمد الشهاوي، فبدأ الحجار بقصيدة "أموت اشتياقا" التي قال فيها الشاعر:

أموتُ اشتياقا

أموتُ احتراقا

شنقًا أموت

ذبحًا أموت

لكنْ لا أقول

مضى حبُّنا

وانقضى

وبصوته غنى عازف العود محمد عزت من قصائد محمود درويش:

الليل يا أماه ذئبٌ جائعٌ سفاح

يطارد الغريب أينما مضى

ويفتح الآفاق للأشباح

وغابة الصفصاف لم تزل

تعانق الرياح

ومن توزيع أحمد مصطفى، غنى علي الحجار من ألحانه:

أنا آتِ إلى ظل عينيك

من غبار الأكاذيب آتٍ

من قشور الأساطير آتٍ

أنتِ لي وأنتِ الفرح

أنتِ حزني وقوس قزح

أتبعه محمد عزت بقوله:

لأجمل ضفة أمشي

فلا تحزن على قدمي من الأشواك

وينهي على الحجار الفقرة الغنائية الموسيقية في أمسية محمود درويش بقوله:

مدينةَ كل الجروح الصغيرة

ألا تبعثين غزالا إليّ

حنيني إليك اغتراب

ولقياك حتفي

أدقُّ على كل باب

أنادي وأسأل

كيف تصير النجوم تراب

هكذا مضت أمسية محمود درويش بمكتبة الإسكندرية، التي أسعد بها جمهوره الذي يقابله للمرة الأولى، وقد ترك الاستقبال الحافل الذي استقبل وودِّع به محمود، أثرا كبيرا لديه، الأمر الذي جعله يفكر للحضور مرة أخرى ـ ولكن ليس قريبا كما قال لي ـ إلى الإسكندرية، وجمهور الشعر فيها.

أحمد فضل شبلول ـ مكتبة الإسكندرية
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس