عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-03-2009, 11:04 AM   #12
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

الرباط ـ 'القدس العربي' \:
قررت المملكة المغربية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية الاسلامية الايرانية اعتبارا من الجمعة، بحسب ما اعلن بيان لوزارة الخارجية والتعاون المغربية.
واتهم المغرب ايران بالاساءة اليه وبالتدخل بشؤونه الداخلية. وقال بيان وزارة الخارجية 'ان المملكة المغربية قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع جمهورية إيران الإسلامية، ابتداء من يوم الجمعة'، مشيرا الى ان الوزارة طلبت الاسبوع الماضي تفسيرات من طهران حول التعامل بطريقة متفردة وغير ودية مع الموقف المغربي المتضامن مع البحرين اثر تصريحات المسؤول الايراني علي ناطق نوري بان البحرين جزء من التراب الايراني، واعتبرها الولاية الايرانية الرابعة عشرة.
واعلنت الحكومة المغربية تضامنها مع البحرين وبعث العاهل المغربي الملك محمد السادس برسالة خطية إلى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، أكد فيها تضامنه المطلق مع مملكة البحرين واصفا إياها بالدولة الشقيقة والعضو الفاعل في جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة، واستنكر التصريحات الايرانية قائلا 'إن هذه التصريحات الهجينة في حق بلد عربي شقيق، وعضو فاعل في محيطه الجهوي وفي المجتمع الدولي، قد أثارت استغرابنا الشديد وقلقنا العميق، لذا نعرب لكم عن استنكارنا لها بكل قوة وصرامة، مؤكدين لجلالتكم ولشعبكم الأصيل، تضامننا المطلق'.وأضاف قائلا 'إن التصريحات الإيرانية عبثية تتعارض، بصفة قطعية وكلية، مع مبادىء وقواعد القانون الدولي، وكذا مع قيم التساكن، وحسن الجوار، التي تحثنا عليها ديانتنا الإسلامية السمحة'.
وتناقلت وسائل الإعلام الإيرانية مضامين رسالة العاهل المغربي، واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية رئيس دائرة شمال أفريقيا والقائم بأعمال السفارة المغربية لدى طهران محمد بوظريف للاحتجاج على موقف الملك محمد السادس من الأزمة المثارة بين طهران والمنامة، وأبلغه عدم ارتياح إيران واستياءها حيال الموقف الذي اتخذه الملك محمد السادس، وطالبه بنقل احتجاج حكومة الجمهورية الإسلامية من هذه المواقف إلى الحكومة المغربية، وتقديم التوضيح اللازم بشأن هذا الموضوع.
وفي المقابل استدعى الطيب الفاسي الفهري وزير الخارجية المغربي السفير الايراني بالرباط وحيد أحمدي للتعبير عن عدم الرضا عن الموقف الايراني من البحرين ورد الفعل الايراني على الموقف المغربي وعلى اثره استدعت الحكومة المغربية القائم بأعمال سفارتها لمدة اسبوع للتشاور. وقال بيان وزارة الخارجية المغربية ان المغرب طلب توضيحات من السلطات الإيرانية التي 'سمحت لنفسها التعامل بطريقة متفردة وغير ودية، ونشر بيان تضمن تعبيرات غير مقبولة في حق المغرب، إثر تضامنه مع مملكة البحرين، على غرار العديد من الدول، بشأن رفض المساس بسيادة هذا البلد ووحدته الترابية' و'بعد انقضاء أجل أسبوع لم تتوصل المملكة بأي تفسير عن هذه التصرفات'.
واضاف 'إن هذا الموقف المرفوض والموجه حصرا ضد المغرب انضاف إلى نشاطات ثابتة للسلطات الإيرانية، وبخاصة من طرف البعثة الديبلوماسية بالرباط، تستهدف الإساءة للمقومات الدينية الجوهرية للمملكة، والمس بالهوية الراسخة للشعب المغربي ووحدة عقيدته ومذهبه السني المالكي الذي يحميه جلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين'.
وأكد البلاغ أن 'هذه الأعمال المدعمة تعد تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للمملكة، وتعارض قواعد وأخلاقيات العمل الديبلوماسي' وأنه 'لجميع هذه الاعتبارات، فإن المملكة المغربية قررت قطع علاقاتها الديبلوماسية مع جمهورية إيران الإسلامية'. وقال مصدر مسؤول مغربي لـ'القدس العربي' ان بلاغ وزارة الخارجية المغربية بشأن قطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران واضح وكاف وان المغرب لايقبل بأي شكل من الاشكال التدخل في شؤونه الداخلية او المس بوحدة عقيدة شعبه ومذهبه.
وكانت العلاقات المغربية الإيرانية شهدت في الآونة الأخيرة، مزيدا من الانفراجات توجت بتأكيد الجمهورية الاسلامية استمرار تجميد علاقاتها مع جبهة البوليساريو الداعية إلى الاستقلال عن المغرب، وتأكيد نائب الرئيس عدم نية بلاده دعم انتشار المذهب الشيعي في المغرب، إضافة إلى تداول وسائل الإعلام خبرا مفاده أن العاهل المغربي سيزور قريبا الجمهورية الإيرانية. وسمح لعدد من علماء الدين الإيرانيين بالمشاركة في الدروس الحسنية التي تعقد في شهور رمضان في حضرة الملك، وأقيمت معارض فنية، وسمح بعرض مؤلفات ذات مرجعية شيعية في معرض الدار البيضاء الدولي للكتاب، وخفف التضييق على المتشيعين المغاربة، حيث برز عدد من المجلات والدوريات ذات الخط السياسي الشيعي مثل المنهاج والحوار والمنطلق الجديد.
وكانت العلاقات بين البلدين تعرضت لتدهور خطير بعد الاطاحة بنظام شاه إيران الراحل رضا بهلوي الذي لجأ إلى المغرب. غير أن الملك الراحل الحسن الثاني تمنى عليه مغادرة البلاد، على خلفية عزم المغرب استضافة مؤتمر قمة إسلامي لم يكن وارداً أن تشارك فيه إيران مع بقاء الشاه في المغرب. وأسعفت مبادرات ذات دلالات دينية وسياسية في رأب الصدع بين الرباط وطهران اللتين عاودتا ربط علاقاتهما الديبلوماسية.
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس