عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-06-2009, 11:40 AM   #26
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

المدخل و المشايات

حتى لا يكون في حديثنا مغالاة، ويُنظر الى الموضوع من باب الترف، وحتى نبقى في حالة توازن بين الفخامة والضرورة الجمالية البسيطة، سنتناول موضوع المدخل والمشايات (أي الممرات الفرعية التي تتيح المجال للتجول بين أركان الحديقة)، سنتطرق باختصار لمداخل ومشايات الحدائق الفخمة، وسنمر عليها في الحالات التي تكون فيها الحديقة متواضعة وبمساحة صغيرة.

ملاحظات أولية لتصاميم المداخل في الوقت الراهن

بعد أن يحدد المالك حدود بيته وحديقته، فقد يكون بيته أو قصره يقع في مساحة واسعة من أرض تقع في الضواحي، أو أن يختار بعض الموسرين مكانا لإنشاء (مزرعة) هي في الحقيقة ليست مزرعة، بقدر ما هي مكان يراد منه قضاء أوقات معينة (نهاية الأسبوع) أو لاستقبال الزوار والأصدقاء و إقامة الحفلات والولائم الخ.

وبالمقابل، قد يقع بعض الحالمين في أخطاء إنشاء الحدائق في المدن، حيث تقام (فيللا) على مساحة محددة، فيريد صاحبها، أن يظهر إمكاناته المادية، فيختار تصاميم وأشجار ومداخل ذات كلف عالية جدا، وقد انتشرت في بعض المدن العربية، ظاهرة المبالغة في تفخيم المدخل لدرجة أن بعض المداخل تقدر كلفتها بما يعادل كلفة بناء بيت بمساحة 300 متر.

1ـ ليست الكلف العالية المبتذلة هي ما تترك الطابع الجمالي على البيت والحديقة، بل التناسق والبساطة في مكونات مواد البناء وتناسقها مع النباتات والمداخل والمشايات.

2ـ في المدن التي يشح فيها الماء، ستظهر علامات العطش على الحديقة ونباتاتها وتبدو قبيحة، فتوسيع مساحة الحديقة ـ حتى لو كانت الأرض متوفرة ـ لا يكون قرارا سليما عند عدم مراعاة توفير الماء.

3ـ في حالة الحدائق والمنازل التي تخصص لقضاء أيام العطل والمناسبات، فإن نباتاتها تحتاج الى رعاية دائمة ومتخصصة، وقد يتوهم أحدهم أنه بإمكانه إدامة الحديقة بنفسه ليمارس هوايته! وهذا ادعاء غير مدروس، وستظهر علامات الإهمال من تيبس أطراف النباتات وبقاء الزهور التي سقطت بتلاتها على أمها وغير ذلك من علامات عدم الرعاية الدائمة.

المدخل

يراعى في مدخل البيت والحديقة، أن تكون مواد المدخل منسجمة مع مواد السور (السياج)، فلا يعقل أن يكون السياج من سلك شائك أو سلك (brc) وتكون البوابة من حجر مغطى بالقرميد، وكذلك هو الحال إذا كان السور من حجر مشغول بطريقة فخمة أن تكون البوابة من إطار معدني به من الأسلاك المتقاطعة.

وإن كان السور مكون من نباتات (الآس والياسمين والنسرين) المتشابكة مع مواد البناء وتغطيها تغطية تامة، فإن البوابة ممكن أن تكون من نفس النباتات المشكلة بشكل قوس مرتفع يستند على هيكل يختفي بين نموات النباتات المستندة عليه، ويكون الباب مشغولا من حديد مزركش أو خشب ملون بألوان فاتحة تتناسب مع اخضرار النباتات الغامقة.

كما أن يجب مراعاة أن تكون البوابة الرئيسية ذات سعة تسمح بدخول السيارات دون أدنى احتمالية بالتماس مع جوانب البوابة، أي لا تقل عن ثلاثة أمتار. كما يجب على المصمم أن يجعل البوابة تبتعد عن استقامة السور بما لا يقل عن متر ونصف. وعليه فإن بدء مقتربات البوابة ستكون من طرفي السياج تاركة مسافة ستة أمتار فيما بينها، ثم تنبعج الى الداخل لتكون البوابة ثلاثة أمتار. مراعين أن تكون مواد السور المؤدي للبوابة هي نفسها في السور الخارجي. إن هذا الإجراء سيسهل التفاف السيارة الداخلة مع الحفاظ على جمالية التصميم.

المشايات

المشاية هي مواضع خطوات المتجولين في الحديقة. وهي في الحدائق المنزلية ذات المساحة المحدودة تكون بخطوط مستقيمة، بعكس المشايات في الحدائق العامة التي تكون ملتوية، حتى تترك انطباعا بسعة المكان وتتيح خصوصية مؤقتة للمتنزهين.

وهي في الحدائق المنزلية بعرض لا يقل عن متر في المشايات الفرعية ولا يقل عن مترين في المشايات الرئيسية.

مواد إنشاء المشايات

1ـ هناك من ينشئ مشاياته من الرمل فقط، وهو نوع قليل الكلفة، إذ توضع طبقة من الحجارة الصلبة بسمك 15ـ 20 سم، ثم يوضع فوقها طبقة من الحصى بسمك 5 سم، ثم طبقة من الرمل بسمك 5 سم، يعاب على هذا النوع سرعة تعريته.

2ـ هناك من ينشئ مشاياته من النوع السابق لكنه يضيف عليها طبقة من الإسفلت أو (زيت السيارات المستعمل المحروق) ويغطيها بطبقة من الرمل حتى لا تلوث أقدام المارة.

3ـ هناك من ينشئ المشايات من مسطحات خضراء، ولكنها تحتاج لصيانة و (ترقيع) وقص مستمرة.

4ـ هناك من يرصف قطع من الحجارة (شحف) المتبقية من مقصات حجارة البناء، أو قطع مكسرة من الرخام المتبقي في محال بيع الرخام وتكون غير منتظمة الشكل، ولتنفيذها لا بد من وضع طبقة من الرمل المثبت جيدا في الأرض، وهناك من يضع بذورا من النجيل في الفواصل التي بين الحجارة أو الرخام، وهناك من يثبتها بالإسمنت.

5ـ هناك من يستخدم الكونكريت المسلح في المشايات، وقد تم التفنن به في الآونة الأخيرة بتلوينه بألوان مناسبة للألوان المحيطة بالمشاية.

محددات المشايات

قد يكون طول المشاية وموقعها عاملا هاما في طبيعة ما سيزرع حول المشاية. فإن كان الممر طويلا حتى يصل لبناء البيت، فهناك من يضع تلك المشاية بطرف الحديقة، وعندها يكون إحاطة المشاية بطوب أحمر بارز بسمك 10 سم كافيا، وزراعة بعض نخيل الزينة (واشنطونيا) ليكون في المستقبل ممرا جميلا واضح المعالم.

وقد تكون أحواض الزهور الموسمية كافية للمشاية، إذا كانت مسافاتها قصيرة ..

__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس