عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 19-04-2009, 10:20 PM   #16
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

التنفس Respiration


ستكون هذه الحلقة، آخر حلقات التمهيد العلمي للهواة وأصحاب الحدائق، فيما يخص الفسلجة أو فقه العمل في الحديقة. وقد آثرنا الابتداء بهذا النمط من التعريف بأساسيات المناولة الثقافية العملية، حتى يصبح العمل بالحديقة ممتعا ومفهوما في آن واحد. وقد قيل أن العمل دون علم (أعمى) والعلم دون عمل (طبل أجوف). كما أن مواصلة العمل بالحدائق كهواية ممكن أن تتوقف عند بعض الإخفاقات التي لا يجد صاحب الحديقة تفسيرا لإخفاقه فيها.

أثر الهواء على نباتات الحديقة

النبات كائن حي، مثله مثل الحيوان، يحتاج لهواء، فإذا غرقت الجذور لفترة معينة يتعذر الحصول على الهواء فتموت ويموت النبات، إلا اللهم في بعض النباتات التي تعيش في الأوساط المائية، والتي تعيش كعيشة الأسماك.

بالمقابل، فإن الهواء الشديد يصيب أوراق النباتات باللفحات التي تحرق أطرافها، وتجعلها بلون بني، وقوة التيار الهوائي تسقط الأزهار، وتمنع عقد الثمار، فلذلك يلجأ المختصون لزراعة (مصدات للرياح) من أشجار معينة كالسرو والكازورينا والصنوبريات. ويكون كل متر ارتفاعا من تلك الأشجار يحمي عشرة أمتار مما وراءه، فإن كان ارتفاع أشجار المصد 10 أمتار فإنها تحمي 100 متر ما ورائها. ولا ننصح في الحدائق الضيقة من زراعة الصنوبريات، بل يكون ذلك في البساتين، أما في الحدائق فإن الزيتون يعتبر مصدا جيدا ومفيدا في نفس الوقت، وإن كان يُعاب عليه أنه بطيء النمو.

في بعض الأشجار، كالتين مثلا، تتأثر الأوراق بشدة بالهواء المغبر المحمل بالأتربة، ويظهر ذلك على ميل الورقة لتكون سميكة مغبرة، ثم تسقط حتى تتعرى الشجرة من الأوراق، في المناطق المعرضة لمثل تلك التيارات المغبرة، وأن مصدات الرياح ستمنع ذلك، كما أن غسل الأشجار دوريا سيفيد في مثل ذلك.

في حالة الحدائق المزدحمة، والمصانة بمصدات رياح أكثر من اللازم فإن حركة الهواء داخل الحديقة، ستكون بطيئة أو معدومة، وأنه بتلك الحالة ستكثر الأمراض الفطرية كالبياض الدقيقي وغيرها، والتي تتأثر بها أشجار العنب بشكل كبير. فليتحرى صاحب الحديقة السبيل للتوفيق بين تلك المعطيات.

ميكانيكية التنفس في النبات

تجري عملية التركيب الضوئي في النباتات الخضراء وتؤدي الى تكوين المواد العضوية والكاربوهيدرات والبروتينات والشحوم وغيرها من المواد على حساب الطاقة الضوئية والماء، أي تحويل الطاقة الضوئية الى طاقة كيميائية.

وهذه الطاقة الكيميائية تُستغل بعملية عكسية تُدعى (التنفس)، إذ تتأكسد المواد العضوية المذكورة وخاصة السكريات لتنطلق الطاقة الكامنة فيها والتي تدخل في مختلف العمليات الحيوية.

إن هذه الطاقة قد يتبعثر جزء صغير منها على شكل حرارة ولكن الجزء الأعظم منها تحتفظ به الخلايا الحية بشكل مركبات غنية بالطاقة (ATP) وتستغل في تكوين الهيكل الكربوني (Carbon Skelaton) الذي تستند عليه أجسام النباتات، ولذلك يفاجأ صاحب الحديقة أحيانا أن بعض نباتاته تقف مرتعشة ضعيفة نتيجة عدم توارد الهواء بشكل طبيعي، خصوصا تلك التي تنمو في الظل وبين نباتات مزدحمة في الحديقة.

وهذه المعادلة الكيميائية التي يتدخل فيها الأكسجين مع السكريات وغيرها من المواد
C6H12O6+6O2>6O2+6H2O مطلقا طاقة مرافقة لذلك. ولا تتم الأكسدة في خطوة واحدة بل خلال سلسلة طويلة من التفاعلات المعقدة والمنظمة وفي ثلاث مراحل: مرحلة لا هوائية ومرحلة هوائية تدخل فيها (دورة كريب) ومرحلة هوائية ثالثة تتبع دورة كريب *1

هامش
*1ـ علم فسلجة النبات/ عبد العظيم كاظم محمد/ الجزء الثاني ص 585
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس