عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-08-2008, 08:13 PM   #2
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي

٢

١ ـ الإرهاب مقاربة في النشأة والدلالة.

تعكس لنا المفاهيم المتعددة والمتنوعة المتضمنة تحت عبارة

الإرهاب، تبريرا أوليا يعكس صعوبة تحديده أولا، للتمكن من

توجيه نطاق العرض والتحليل، وبالنتيجة الوصول إلى تعريف

لهذا المفهوم، وما أكثر التعاريف وما أشد غموض المفهوم

وتعدد السياقات التي يستعمل فيها.

فعلى المستوى الإصطلاحي، فإن الإرهاب كمصطلح هو حديث

النشأة والظهور، حيث ظهر لأول مرة سنة 1978في تذييل

أكاديمية فرنساle supplément du dictionnaire de l'académie

والإرهاب terrorisme يقصد به حالة من الرعب والهلع التي اجتاحت فرنسا

ما بين1793 و 1794 مع زعماء الثورة الفرنسية ً كروبيسبيرً Rober pierre

و سانت جوست Saint juste ، واللذان نظرا للإرهاب السياسي كما هو مصاغ في

الإيديولوجيا الجاكوبية، وكانت مؤشرات انطلاقه مع صدورالمرسوم الذي يبيح للشرطة

الدخول إلى المنازل والقبض على المشبوه فيهم، والذين بلغ عددهم 3000 شخص،

ونفذ فيهم حكم الإعدام إذ ذهب ضحية الإعدامات التي قامت بها السلطات الثورية،

ما يقارب 17 ألف نسمة، كما أن مجموع الذين ماتوا نتيجة مباشرة للقمع الثوري

ما بين 35000 و000 40 نسمة، إن النتيجة التي نخرج بها من ذلك، حسب تعبير

أحد الباحثين ً أن توقفنا عند قضية فظائع العنف الثوري متناسين ما كان يحدث

في الأيام العادية، ليس إلا نفاقا يلتزم جانبا واحدا من القضية ً وقد يعترض قائل

لماذا هذا الإهمال لمفهوم الإرهاب في الثقافة العربية الإسلامية؟ ولماذا ندأب

باستمرار على ربط هذا المفهوم أو غيره كالإيديولوجيا والعلم أو الدولة أو المشاركة

السياسية بالغرب حضاريا وسياسيا وثقافيا ومعرفيا؟

إن البنية المنهجية والحمولة المعرفية لهذه الدراسة لا تتسع للإجابة عن هذه الإشكاليات،

ولا التوسع في مفهوم الإرهاب في الثقافة العربية

القديمة، لأنه يواجهه اعتراض معرفي أشار إليه عبد الله العروي كما يلي

ً إدراك الواقع الإسلامي في الماضي البعيد صعب جدا، إن لم نقل مستحيل في بعض الأحيان،

لكن هذا لن يعفينا من محاولة الوصول إليه بكل الوسائل الممكنة ً

وللإجابة عن التساؤل حول مدى وجود تأصيل مفاهيمي لجذور هذا المفهوم أو غيره عند الباحثين

العرب القدامى والمعاصرين، لا بد من الإشارة باقتضاب لمعناه أولا في القرآن الكريم، وثانيا

في المعاجم والقواميس العربية.

فكيف وردت عبارة الإرهاب في القرآن الكريم؟

إن ما ورد في القرآن الكريم، قوله تعالى ً وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل

ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ً الأنفال 60

وأيضا ً لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ً الحشر 13 وهو ما شرحه ابن كثير

في تفسيره قوله ً ترهبون ً أي تخوفون ً به عدو لله وعدوكم ً أي من الكافرين،

وفي الآية الثالثة عشر من سورة الحشر أنهم يخافون منكم أكثر من خوفهم من الله.

ونجد أيضا قوله تعالى في سحرة موسى ً قال ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس

واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم ً الأعراف 116 وهو ما شرحه ابن الجوزي

في زاد المسير ً واسترهبوهم ً أي خوفوهم.

إن مصطلح الإرهاب غير موجود في القرآن الكريم، وبالمقابل نجد مصطلحات تشبهه ً كالرهبة ً

ً واسترهبوهم ً ، التي تعني الخوف والفزع، والإرهابي هو الذي يحدث الخوف والفزع عند الآخرين.



يتبع
__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!


آخر تعديل بواسطة ياسمين ، 01-08-2008 الساعة 08:26 PM.
ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس