عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 21-07-2009, 06:44 PM   #345
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

وجدتني اقف على عتبة أيامي مرهقة النفس ..
تعبير عتبة أيامي جاء ليدل على البدء وما يستتبعه من خطوات طويلة كان إعطاء الشيء المحسوس أي الأيام صفة ملموسة أمرًا جيدًا لأنه يساعد على توصيل الصورة إلى ذهن المتلقي بشكل أسرع

في غربة تعيشها مفرداتي وسط موطنها..
جميل هذا التعبير ، والذي تتواءم فيه حالة الإرهاق مع المفردات ، ويتوحد كلا الطرفين في هذه الحالة من الأسى وموطن الكلمات هنا يكون الورقة كان إعطاء الورقة تصويرًا يفوق حجمها بشكل كبير يشير إلى أهمية هذه المفردات والورقة وأهمية الكتابة باعتبارها سلوكًا حياتيًا لا يتغير.


.. واذا بسؤال يفرض نفسه..


نموت ونحيا .. فهل سمعت قلبا شيعته الكلمات؟؟؟؟


التعبير عن الخداع كان ذكيًا من خلال السؤال الاستنكاري ، وكان تشبيه الكلمات والقلب بالإنسان جيدًا فالإنسان-من هذه الزاوية- صار مطموس الهوية إما دافنًا أو مدفونًا ، ولا يجد بين سطور الحياة ما يتجول فيه ويتمتع به .
لن انكسر امامك مثل عود كبريت....

إعطاء عود الكبريت دلالة غير المعتادة يدل على أن التفكير الابتكاري واكتشاف الخواص الموازية للخواص النفسية المراد التعبير عنها كان جيدًا موفقًا .

و لن انسكب بقربك مثل الماء على الارض....


لن انحني ...لن انحني...و لن انحني لشموخك المزيف و كبريائك المتعصب



فأنا امرأة ...لا انحني لـألتقط من سقط من عيني

رائع هذا المقطع بعكس المقطعين السابقين التقريريين والتقليديين بشدة ..
في هذا التشبيه صورة تشكيلية جميلة والأجمل تشبيه الفرد الذي سقط من العين بشيء تافه يلتقط . أي أن إعطاء الآخر صيغة أو صفة الجماد كان موفقًا للغاية في النص ودل على الفارق بين الطرفين بشدة .


لقد ذبحت زهرتي بسكين الغدر و هي رضيعة في المهد


و اشعلت صدري بنار الخيانة الف مرة ..

في هذه اللجة المتلاطمة من الإبداع لا يكون لهذين السطرين العاديين بالمرة دور وكانا من جملة ما يقال في أي موقف . لأنني أشعر أنني أمام( منحدرات)فجائية تتغير فيها لغة المشاعر والفكرة والصورة بشكل مشتت أو تشعر معه بأنك وضعت أحجارًا إسمنتية في عقد ذهبي .

و علقت انفاسي بين سماء و ارض...


بحيرة قديمة جدا..


تسكنها الأطلال و الظلال


و تغمرها حمرة كالغروب


و حافتها مليئة بالأصداف الشوكية..


يمر عليها كل يوم..


كثير من البؤساء و الاشقياء


يعلقون بها مناديلهم البيضاء


ملوثة بدموعهم السوداء..


و اهاتهم المريرة..


يذرفون قربها الامهم ..

اوجاعهم


و اسرارهم


من نفسي و من مدن الاحزان


و انا اجلس هنا...يخيل الي اني جمر يحترق


....و نار لا تنطفئ

كلمات تقليدية طال السرد فيها بلا مبرر

و عود كبريت مشتعل

الجيد في هذا التعبير أنه يعطي دلالة على الاحتراق ، فالكبريت نفسه يتفحكم كذلك المحِبّة تصاب بنفس الأزمة .كذلك التعبير عن تواضع القيمة فهي نيران لا تنير دربًا ولا تدفئ ، فقط الكبريت كشمعة تحترق إلا أنه قصير الأنفاس ويوطأ بعد حرقه بالأقدام .. قمة القدرة في التعبير عن الضياع .


و ادمنت فنجان القهوة دون سكر

كان لها وقع حزين وجيد موظف بشكل سليم في النص ، القهوة تكون رمزًا لعيون المحبوب ، لكن حينما تكون بدون سكر تكون مرة ، والتعبير هذا عن إدمان الوجع كان موفقًا لدرجة كبيرة في إشعار القارئ بانتفاء معنى الحياة والـرائقية المزاجية .

ادمنت الوقوف عند ابواب وطني



وا دمنت الانتظار


...الانتظار


...الانتظار


.......ثم الانتظار
حسب فهمي أن النهاية مزدوجة فكلمة الوطن تحتمل وفقًا للمسار الرومانسي للقصة الأيام وكان التعبير عنها موضحًا لها بهذا الشكل ، أما التعبير الآخر عن الوطن فمحتمل أيضًا خاصة وأنك لم تذكري الذكريات الجميلة ولمسة اليد ، والتسامر والجوانب التي تعطي الانطباع بأننا أمام محبوب حقيقي .
عمومًا الوجهان صحيحان لتأويل العمل وإن كان الأول أولى وأوضح أما التأويل الثاني فكلمة الوطن جاءت فيه -في تصوري- جوفاء وإن كانت دالة على الرعب الذي معه يخاف المرء أن ينتقد وطنه بشكل مباشر .
العمل جيد وإن كان العنوان غير معبر عنه مطلقًا ، وكانت الصور الابتكارية فيه جيدة وأخيرًا كان التعامل مع النص من خلال التنقيط ناجحًا في الإشعار بالمأساة خاصة الأداة ثم والتي تفيد الترتيب مع التراخي وإذ بالنتيجة في النهاية الانتظار فقط ، كأنك تحدثين المحبوب في نفس المكان الذي كان فيه ندى الأيم لتشعِري المتلقي بالأسى على ما ضاع .ولو كانت كلمة الانتظار الأخيرة بخط أكبر لكان أفضل لأنه حينئذ سيدل على ارتفاع طبقة الصوت وحالة الغضب .
عمل موفق وأرجو لك المزيد
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس